نيابة أمن الدولة العليا .. تكذب "محمود بدر" وتؤكد صحة واقعة الاختفاء القسري

769

عاد ليخبرنا ما لا نعلم، و يبهرنا بمعلوماته التي لا تخرج إلا من مخيلته ليحدثنا أنه ليس هناك مختفيين قسريين بعد في مصر وأنه على من يدعي الأمر عليه أن يبحث عن هؤلاء المجاذيب المتخفين عن بلدهم هاربين إلى داعش الإرهابية.

جاء تعليق النائب البرلماني "محمود بدر" عن قضية اختفاء الصحفيين "حسن البنا" و "مصطفى الأعصر" ، بأن الرئيس الذي يحبس رموز المعارضة أمثال هشام جنينة وعبدالمنعم أبو الفتوح ، لن يخفي القبض على اثنين من الشباب .

مرجحا أن يكونا قد انضما لداعش أو يدعون اختفائهما بحثا عن الشهرة ، مؤكدا أن الدولة بالتأكيد غير متورطة في اختفائهما قسريا .


بعد 24 ساعة من "تغريدة" محمود بدر والتي انتشرت بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ، ظهر الصحفيين في نيابة أمن الدولة العليا ، بتهم نشر أخبار كاذبة ، وقررت النيابة حبسهما على ذمة التحقيقات 15 يوما .

وكان ذلك في اليوم الرابع عشر لاختفائهما قسريا .

وبعيدا عن واقعة الصحفيين التي أثبتت زيف ادعاءات الناشط السابق البرلماني حاليا محمود بدر ، وقد تأكد رسميا ان ادعاءات القبض عليهما من قوات الشرطة واخفائهما قسريا ، انت أكثر صدقا من تبرير بدر للدولة ولوزارة الداخلية .


ربما لم يرى "در" تقرير  مركز «الشهاب لحقوق الإنسان» الذي أعلنه في 2017  أن عدد حالات الاختفاء القسري في مصر منذ 2013 حتى أغسطس بلغ نحو 5500 حالة، منها 44 مختف قسريا تم قتلهم خارج نطاق القانون.

بينما رصدت حملة أوقفوا الاختفاء القسري في 30 أغسطس 2017 أن هناك 387 حالة تعرضت للاختفاء القسري تم توثيقها خلال عام واحد فقط.



محمود إسماعيل بدر، الصحفي والناشط السياسي سابقًا والبرلماني الحالي،  والذي لمع اسمه بعد تأسيس حركة "تمرد" والتي كان أحد مؤسسيها، والمتحدث باسمها قبل 30 يونيو،  اختلفت نظرة المؤيدين  والمعارضين له خاصة بعد 30 يونيو، يراه مؤيدوه بأنه "بطلا متمرد" فيما يُطلق عليه معارضوه "محمود بانجو"، وخاصة بعد أن صرحت أحد مؤيدات  الرئيس السيسي الشهيرة إيمان عبد العزيز في فيديو شهير أنه كان يقوم ببيع هذا المخدر خلف دار القضاء العالي بحسب تصريحها،  ولكن هذا لم يقلل أبدا من دوره وظهوره في المشهد السياسي خلال الأيام الأخيرة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسي.

 

بدر أوضح في تصريحاته بعد يونيو أنه في يوم عزل مرسي، رفض فكرة الفريق عبدالفتاح السيسي لإجراء استفتاء على وجود الرئيس المعزول، مؤكدا: "إن الملايين تتظاهر للمطالبة برحيل الرئيس وليس لإجراء استفتاء على بقائه في السلطة". 


تم تعيين بدر كأحد ممثلي حكة تمرد بـ لجنة الخمسين لإعداد الدستور الجديد، انقسمت تمرد بعد ذلك، لجبهة أيدت "السيسي" في الانتخابات الرئاسية، وأخرى أيدت "حمدين صباحي".


وكما ازدهرت حياة "بدر" السياسية والعملية  بعد يونيو 2013،  ازدهرت الحياة الشخصية بعد أن أكمل نصف دينه بالزواج  في أفخم فنادق القاهرة "الماسة" التابع للقوات المسلحة، من ابنة العقيد محمد هاشم وهو أحد أشهر الشخصيات البارزة لدي قطاع كبير من الشباب بعد 25 يناير.

 

حاول بدر أن يحول "تمرد" إلى حزب، ولكن رفضت لجنة شئون الأحزاب أوراقه بقرار نهائي،  ثم  5أفدنة أثارت جدلًا بين وزارة الزراعة، وبين بدر،  بعدما تداولت بتخصيص وزارة الزراعة لبدر هذه الأرض لإقامة مصنع للأغذية المدرسية للانتفاع الشخصي، ولكن سرعان ما أكدت الزراعة أن أرض القليوبية للمنفعة العامة ولا يجوز تخصيصها لأي شخص.

 

وبمجرد أن حصل بدر على عضوية البرلمان كان لصفحته الرسمية التي نفت بعد ذلك أنها الصفحة غير رسمية رد عنيف على أحد معارضي بدر وأنه لا يمثله ذاكرًا  النائب باسمه قائلة: "أسمها سيادة النائب يا بغل"،  ما حازت على انتشار واسع جدًا على مواقع التواصل الإجتماعي.

 

الموقف الذي اختتم به بدر مسيرته وأوضح أدائه البرلماني، حتى طل علينا مجددا ليخبرنا عن  أسطورة الاختفاء القسري المزعومة.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا ابعت تدوينتك