حب افتراضي

395


كل شىء كان مريحا، كلماته الأولي لي :"وليه لأ!؟"، مجهوده في جمع صورى من علي حسابي بفيسبوك لتكون صورة متحركة علي خلفية صوته :"أنتي من طلبتها.. معين نظير"، رسالته الأولي في صباح أول يوم لنا :"صحيني معاكي.. بحبك"، بيوت الشعر التي كتبها لي :"أنتي لي ومني"، إراره على استكمال علاقتنا رغم سخافتي معه.. كل شىء كان دليل علي حب حقيقي ولي افتراضي، كل رد فعل كان يوثق لحظة حقيقية لم يفترضها عقلي من اللاشيء.


ومع الوقت والتركيز في الأحداث وتفاصيلها، سقطت القشور من على عيني بمفردها ووضحت الحقيقة، وتأكدت أنه حب افتراضي، صنعه مؤلف بارع، خلق شخصية افتراضية لنفسه، ووقعت أنا فيها، وغرقت شهور في البحث عن إجابة لسؤال:" هل حقا احببته؟.. إم أحببت الشخصية الافتراضية التي خلقها لنفسه؟، وطبعا كانت إجابتي :"انا حبيبت الواد الكيوت.. اللى مش بيكذب.. ولا يعرف التلون واللف والدوران، ودي الشخصية الافتراضية اللى خلقها لنفسه، إذا أنا حيت بس محبتوش هو، حبيت بطل فيلم مثل دور وروح بيته خلاص، حبيت بطل رواية مكتوب اسمه بين السطور ومش موجود في الحقيقة".


دوامة دامت شهور، لكنها انتهت إلي الأبد والأهم أنها انتهت، لكن ما الدرس المستفاد؟ هل حقا من حولي شخصيات افتراضية أخرى؟، هل كل شخص لديه شخصيه افتراضيه يرسمها على وجهه للوصول إلي الآخرين؟، وماذا عنا؟ ماذا عن الشخصيات العفوية التي لا تجيد التعامل مع هؤلاء المتلونين؟، ماذا عنك؟ هل تمتلك شخصية افتراضية تخرجها من داخلك لكسب من حولك؟، اما تعاني منهم؟.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك