عضلات الريس

288



حاولت تجاهل أخبار وسخرية البعض عن تعثر محافظ القاهرة في الرد على أسئلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء عرضه أحد مشروعات المحافظة، لكني فشلت مع الأسف ، و فكرت في كتابة اسكتش من كام مشهد، بعيدا عن المعارك السياسية وإحنا ناس على قد حالها.


                                     (المشهد الأول)

رئيس تحرير"يقال له ياريس" يدخل صالة التحرير، مكانا مزدحم بالمكاتب والصحفيين، وينادي بصوت عالي على رئيس أحد الأقسام، نفترض قسم الأخبار لأنها الأهم…


رئيس التحرير :" فين خبر الحادثة يا.."

رئيس قسم الأخبار :" ياريس الخبر؟.. أصل ياريس!؟ بصراحة ياريس لسه هنعمله"

رئيس التحرير يتحدث بنبرة النواعير :" اقسم بالله أنت أنسان مهزأ.. وكلكم صحفيين خرا.. خبر حادثة يعدي من تحت ايدك ازاي.. مش عارف تشتغل اقعد في بيتك.. فين ورق الخصم.. لأ خصم إيه أنت تمشي".


في الخلفية.. 30 صحفي، لم يتجرأ أحد منهم النطق بأي كلمة، الجميع نظر لشاشة جهازه في صمت تام، ورئيس التحرير يدخل مكتبه، ليظهر البطل الأخر.. نقول عليه مدير تحرير؟ مدير وخلاص.


                                         (المشهد الثاني)

                     المدير يجلس أمام جهازه ويرسل رسالة نصية إلي أحد المحررين


نص الرسالة

 عدل الموضوع إللي على اللوحة.. فين الصور؟.. فين العناوين الفرعية، اتمني ده ميتكررش تاني 

تمام يا فندم

                    المحرر يظهر في المشهد وهو يحدث نفسه :

ليه المدير معملش زي رئيس التحرير؟ ممكن عشان أنا محرر كحيان، وده رئيس قسم مينفعش يغلط؟ أو لأن ده موضوع هيتعدل، وده خبر مهم فات عليه وقت وراح علينا؟.. لأ أنا توهت هروح للأستاذ يفسرلي.

                                          ( المشهد الثالث)


الاستاذ، صحفي خمسيني ليس لديه مصالح شخصية، وفي حاله دائما، يجلس في غرفة الأرشيف، يدخل عليه المحرر ويروي له ما حدث، ينظر الأستاذ إلى المحرر مفسرا الموقفين له:


بص يا ابني.. رئيس التحرير فرد عضلاته قدام الصحفيين.. اللي هو أنا الأسد أهو، مركز اهو لشغل كل واحد وعارف مين عارف ومين مش عارف، اصل تهزيئه لرئيس القسم دليل أنه عارف أن الخبر متعملش، لو خايف على الشغل قول.. اعملوا الخبر، وبعدين ابقي حاسب على روقان.


أما المدير، ده تكسير عظام، عشان كده كلامه معاك أنت، و بيستخدم الشات كوسيلة لده بعيدا عن الزملاء.. أصله مش محتاج يهينك قدام حد عشان تعدل الشغل، ولو كان حصل قدام الزملاء كان هيعدي الموقف وبعدين يدخل يقولك غلطتك فين".

                                           (النهاية)


رئيس القسم يقدم استقالته عقب الواقعة، لأنه لم يستطيع النظر في أعين زملائه وتلاميذه، والمدير يشهد له الجميع بحسن المعاملة، خاصة بعد تقديمه استقالته دعما لرئيس القسم، رسالة الاسكتش (كن مثل المدير ولا تكن مثل الرئيس).




تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك