بعد 135 يوم حبس انفرادي .. "ملك الكاشف" تخرج للنور

429

 

"عمرنا ما هنبطل نحارب عشان اماكننا و حقوقنا و حرياتنا و اعتراف الدوله بينا ، و ده هيحصل ، مسألة وقت و هيحصل و التاريخ هيكون شاهد .. احنا أخدنا أكبر خطوه لقدام و دي مش بس أنا ساهمت فيها و ان وجودنا بقى تحت سبوت منور بيقول اننا هنا..."، بتلك الكمات وجهت معتقلة الرأي "ملك الكاشف" أولى رسائلها للمتضامنين معها عقب إخلاء سبيلها أول أمس.


ملك الكاشف هي فتاة عابرة جنسياً احتجزت منذ مارس الماضي، ووجهت لها النيابة إتهامات بالإنضمام لجماعة إرهابية، على خلفية نشرها لبعض التدوينات المعارضة عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك، واحتجزت ملك البالغة من العمر 19 عاماً  135 يوماً انفرادياً،  على خلفية تلك الإتهامات حتى أخلي سبيلها على ذمة القضية مساء الأثنين الماضي.


وجاء قرار إخلاء السبيل بعد ثلاثة أسابيع من تقدم 33 منظمة معنية بحقوق الإنسان بالتماس لمقرري الأمم المتحدة وأعضاء البرلمان الأوروبي، وممثلي البرلمانات الوطنية في الاتحاد الأوروبي، يدعو إلى التدخل العاجل والتواصل مع السلطات المصرية للإفراج عن الناشطة المحبوسة في ظروف احتجاز وصفوها بـ "غير المناسبة لحالتها".


وجاء في الالتماس أن ملك في مرحلة عبور لإعادة تعيين نوع الجنس، تحت إشراف طبي بموافقة اللجان الحكومية المختصة، وتتطلب هذه المرحلة رعاية بدنية ونفسية مستمرة، كما تتطلب احالات المماثلة تعاملا مختلفا من السلطات، حال استجوابهم أو إيداعهم مقار الاحتجاز.


وخضعت الكاشف للاستجواب، على خلفية اتهامها باستخدام حسابها على فيسبوك في بث دعايات يعاقب عليها القانون، وبموجب قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية المصري، قد تصل عقوبة نشر أخبار كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى السجن لمدة عامين، بالإضافة إلى غرامة قد تصل قيمتها إلى مئة ألف جنيه.


وكان خبر إحتجاز الناشطة ملك الكاشف جدلاً في الأوساط الحقوقية، حيث انها لا اتزال مقيدة كذكر في الأوراق الرسمية، الأمر الذي جعل عدد كبير من المنظمات الحقوقية تطالب بضرورة الإفراج عن ملك الكاشف نظراً للمعاملة السيئة التي يتلقاها المتحولون من السلطات المصرية أثناء فترة إحتجازهم وإستجوابهم.


وكانت قصة ملك الكاشف، التي جددت النيابة حبسها احتياطيًا عدة مرات، خلال الأشهر القليلة الماضي، بدأت قبل أكثر من عامين، حين انتشرت بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية والقنوات الفضائية قصة الشاب "مالك"، ليحكي عن معاناة 5 سنوات تحول بعدها إلى"ملك".


معاناة ملك استمرت  لسنوات ، بدأت في سن الـ14 عامًا، إذ تعرت  للضرب في الشارع والبيت والمدرسة بسبب استخدامها لمساحيق تجميل الوجه كالفتيات وقالت في تدوينها لها سابقة عبر حسابها على الفيسبوك "في يوم اتضربت من 42 طالبا في الفصل، وهم بينعتوني بأبشع الألفاظ".


مراحل أخرى مرت بها ملك في رحلتها، كان أبرزها  دخولها مصحة نفسية على يد أهلها، قبل أن تهرب منها وتترك المنزل نهائيًا، وإجرت عدة عمليات جراحية والمرور بعلاج هرموني، حتى أصبحت قادرة على التعامل مع المجتمع كأنثى.


وكانت الكاشف، التي خضعت لعملية تحول جنسي من ذكر إلى أنثى قبل عامين، ود تحدثت خلال الأعوام الماضية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عما تعرضت له من "عنف أسري و اطهاد"، بسبب رغبتها في تغيير جنسها.


 

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدينتك