حاتم مماتش.. قضية بروز جديدة!‎

470


تهديد وعنصرية وتشميع، ماذا حدث في "عروس دمشق بالإسكندرية، عندما علمت بقصة غلق "عروس دمشق" تذكرت مشهد للفنان العظيم الراحل خالد صالح في فيلم "هي فوضى"، عندما كان يتناول "الحواوشي" في إحدى المطاعم ويجمع الرشاوي من المواطنين وهكذا كان الحوار بينه وبين صاحب المطعم .

مفيش مرة تحيينا بورقة حمرا من دول .. انت بقالك 20 سنة بتاكل حواوشي عمره معجبك مرة وقلت امسي على المعلم صاحب اللقمة

فرد خالد صالح: خد الخمسين جنيه دي وابقى عدي بليل عليا في القسم عشان أمسي عليك.. كان عندي محضر من زمان بيقول انك عامل بروز في المحل..

معلش يباشا دنا بهزر معاك هو أنا عمري رفضتلك طلب 

هات الـ100 جنيه بتاعت البروز يلا.. 

اللي ملوش خير في حاتم ملوش خير في مصر.


بدأ المشهد بتداول مواقع التواصل الإجتماعي لفيديو بين صاحب مطعم سوري الجنسية وإحدى السيدات التي تسكن في الطابق العلوي للمطعم، وكان هناك مشادات كلامية بينها وبين صاحب المطعم الذي لم يتلفظ بأي لفظ خارج حس ما أظهره مقطع الفيديو المتداول سوى أنه قال: "هاتيلي راجل اكلمه"، وهي كلم لا تحمل أي إهانة حيث انها تعتبر عرف وهي كلمة مدرجة في معظم الدول العربية ويقولها الجميع عندما يكون في شجار مع إحدى السيدات، ولكن لو افترضنا أنها كلمة غير لائقة ويجب المحاسبة عليها فالموضوع لا يتعدى كونه محضر سب وقذف ضد صاحب المطعم ويتم محاسبته بناءً على ذلك، فلماذا تم إغلاق المطعم.


بعد فيديو المشادة بين السيدة المتضررة وصاحب المطعم، ظهر فيديو آخر لنفس السيدة وهو عبارة عن مناشدة للرئيس السيسي " يرضيك كده ياريس نتهان من السوريين بعد ما فتحنا لهم بلدنا  احنا انتخبناك ورحت كل النتخابات ونزلت انتخابات مجلس الشعب على الرغم من اني بعد على الكرسي فانت لازم تقف معانا متسيبش السوريين ابدًا يطلعونا من بيتنا" هكذا ناشدة تلك السيدة الرئيس في الفيديو، وعبر تويتر نُشرت عدد من التغريدات التي تصف السوريين بالاجئين والتي تحمل كم غريب من العنصرية والتحامل ضدهم، الفيديو كان استعطافي جدًا حيث قالت السيدة أنها من المؤيدين والداعمين للسيد الرئيس وأنها تفعل كل ما يقوله وأنها من المشاركين في كل الإنتخابات بتأيد الموقف السياسي للرئيس، ولكن ما أود قوله أن الرئيس مسئول عن الشعب كله من شارك ومن قاطع من يؤيد ومن يعارض، لنعود إلى موضوعنا الرئيسي وهو سبب إلاق المطعم، حيث ظهر فيديو آخر للحظة الإزالة للمكان ويقوم بتصويره ويتحدث فه أحدًا من المشاركين في تلك الحملة الخاصة بتنفيذ الإزالة حيث قال: " الناس بتاكل مسممات.. شعب مبيفوقش إلا لما بيموت"، أنا أعلم تمامًا أن هذا المكان به بعض المخالفات، ولكن هذا المكان يتعدى عمره الخمس سنوات على الأقل فلو افترضنا أنه يبيع طعام غير صحي طوال تلك المدة –حسب ما قاله أحد المشاركين في الحملة- من المسؤول عن بقاء هذا المطعم طوال تلك الفترة؟!


حتى يتضح الأمر أنا لست متعاطفًا مع صاحب المطعم، ولكن ضد أن تتحول مشادة كلامية إلى إغلاق لمكان يعد مصدر رزق للكثير ، مع تطبيق القانون وكن في كل وقت وعلى الجميع، فأين حي الإسكندرية من المخالفات الموجودة على البحر  والتي تحجب الرؤية  وتضر بالسائح بطريقة مباشرة أكثر من مطعم موجود في إحدى الشوارع الجانبية، هل جميع المطاعم الموجودة بالإسكندرية مرخصة؟!.. بالطبع لا.


منذ فترة ظهرت بعض الحملات التي تنادي بوقف تدفق السوريين إلى مصر ولا أعرف سببها فلا روابط العروبة تسمح بذلك ولا تعاليم الدين، ولكن لو ابعدنا روابط العروبة جانبًا فمعظم السوريين الموجودين في مصر أصحاب مشاريع حتى لو كانت صغيرة، يستفيدون وتستفاد الدولة منهم، كما أن الروابط التي تجمع بين البلدين عبر التاريخ قوية ففي ظل العدان على مصر رفعت الإذاعة من دمشق " من دمشق هنا القاهرة"، ففي تلك الفترة تقبلنا وجود السوريين في بلادنا ليس فضل منا بل واجب وفرض تحتمه علينا العروبة والإسلام.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك