"الشيعة فوبيا" في المجتمع المصري

348

فى احد الايام دخلت فى نقاش مع صديق يدعى انه يسارى حول الشيعة ، فقال انه كان ذهب الى العراق فى الثماتينات من القرن الماضى واقام فى النجف الاشرف وزارالكاظمية فى بغداد ، لكنه كان لايصلى فى المساجد و الحسينيات الشيعية الموجودة هناك ، و ذكر ان الشيعة يصلون على شافة - على حد قوله - التى هى بالمناسبة تسمى التربة الحسيية كما ذكر الاكليشية المكرر،  تزعم بان الشيعة هم من قتلوا الامام الحسن وغيرذلك الاكاذيب المضحكة .

الغريب ان الشخصية المصرية فى الماضى كانت متسامحة خاصة ان المصريين كانوا يحبون اهل البيت بل لاابالغ ان قلت التشيع كان متاصل فى الوجدان الشعبى المصرى خاصة مع قدوم الفاطميين مصر واستقبال المصريين  .لهم بالفوانيس التى اصبحت عادة رمضانية موجودة الى الان واحتفال المصريين بموالد اهل البيت خاصة مولد الامام الحسين والسيدة زينب كما ان الازهر الموجود حاليا بناه الفاطميون لتدريس ونشر المذهب الشيعى فى مصر

بل هناك من علماء الدين الشيعة من جاء الى مصركالسيد عبد الحسي شرف الدين الذى هو من علماء جبل عامل بلبنان وتواصل مع سليم البشرى وكانت ثمرة محاوراتهما كتاب المراجعات كماانه فى عهد جمال عبد الناصر  كان هناك تبادل للزيارات بين علماءالدين فى النجف الاشرف وعلماءالازهر بالاضافةالى صدورقتوى شيخ الازهر محمودشلتوت بجوازالتعبدبالمذهب الشيعى الامامى الاثناعشرى كما كان يوجد دارالتقريب بين المذاهب بين علماء الشيعة وعلماءالازهر للتباحث فى الامورالدينية .

ولكن بعد اندلاع الثورة لايرانية التى اتت بالخمينى للحكم فى ايران تغيرالوضع تماما لاسيما ان نظام السادات قد ارتمى فى احضان امريكا واسرائيل بالاضافة لمساندة السادات للعراق فى حربه ضد ايران مما جعل العلاقات تتوتر بين النظامين الساداتى والايرانى كما ان تطور العلاقات بين مصر وال سعود كان له اثر خطير فى ان تتوجه الابواق الوهابية لتقود حملة تحريض ممنهجة ضد الشيعة فى مصر وتكفيرهم و شيطنتهم وزرع مرض الشيعة فوبيا فى المجتمع المصرى وشاركهم فى تلك الحملة الاخوان المسلمين بطائفيتهم وانتهازيتهم .

واستشرى مرض الشيعة فوبيا فى المجنمع بشكل خطيرمع مرور السنوات حتى اصبح المواطن العادى يرى ان الشيعة اعداء له وانهم وليسوا مسلمين ولابدمن قتلهم وكانت ذروة اعراض هذاالمرض الخطير هو حادثة مقتل الداعية حسن شحاتة ورفاقه في ابوالنمرس شهر يونيو عام 2013 والتى سبقتها حملة تحريضية قادها الاخوان والسلفيين فى مؤتمر طائفى فى الصالة المغطاة باستاد القاهرة قبل المذبحة بايام ووصفوا الشيعة بانهم كفرة وانجاس على حد زعمهم وانه لابد من ابادتهم لذلك فلابد من القيام بحملة تنويرية لعلاج الشخصيةالمصرية من مرض الشيعة فوبيا لترجع الشخصية المصرية متسامحة تتقبل من يختلف معها دينيا و مذهبيا

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك