حُلم العالم حرب

462


ليس لهذا العالم الحق في اصدار احكام علي الغير، فالبشر جميعا علي كافة الخطأ، و هم أنفسهم علي كافة الصواب يحدث ذلك عندما نُبدل مقاعدنا و أنفسنا مكان الأخرين .

فقد انحرفت معايير الأدمية و انتشرت مفاهيم الدموية لتُخرِج روح بداخلنا لنور الظلم و الإستعباد يختلطان بها جيا حتي لانستطيع أن نفرق بين الروح الأصلية و بين ما خالطها، ثم تعود لداخلا مرة أخري لتبدأ أن تُثمر بنا معالم الحقد و الفساد و تُوسوس لنا أحلامنا بأننا نستطيع أن نحققها انتصارا بالحروب؛ لتأخذنا إلي حياة غريبة بعضنا يقع فريسة بها و هي صراع ما بين ما أنا خُلقت به و ما يجب عليه أن أكون، وسط الكثير من علامات الإستفهام التي تهبط فوق رؤوسنا يستحوذ علينا السؤال الأهم هل خُلقنا للحرب أم الحرب خُلق لنا ؟

سؤال مجرد يحمل الكثير من معالمنا النفسية، فحرب العالم صناعة و نحن من صنعناها؛ سواء بفكر أو سلوك تربوي أو تجارة في سلاح نحصل منها علي أموال تؤمِن حياتنا و تفقد معاها معالم نهايتنا إلي الأبد، فبشكل أو أخر اتفق المعظم علي ضرورة الحرب بإختلاف الحجج؛ فمنهم من رأي أنه دفاع عن النفس في مقابل الطرف المقابل له رأي انه ايضا يدافع عن النفس، و أخرين رأوا أنه مثال للقوة و الإستمرار في مقابل الطرف الاخر له رأي أنه هو من يستحق القوة و الإستمرار، و غيره من اسباب الحرب و ضروريات الحروب التي لا تُخفي سرا عنا، و لكن كيف للإنسانية أن تجد أن حل العالم حرب؟ و كيف للحرب أن يصبح رمزا للقوة إن تم الخوض فيه و شعاع للضعف أن رُفض الإستمرار به؟

و لما جعلنا كلمة من ثلاثة أحرف " ح ر ب " تمثل عالما يملأة البشر من عقلا و ضميرا و روح، حتي يتطور الحال لتصبح حتي العابنا التي تستحوذ علي مليارات البشر هي حروب لبعض ساعات تمضي من اعمارهم كي يخوضوا حرب علي لُعبه الكترونية لمن ينتصر و من ينهزم، لتتملك من عقول الضعاف فتصبح هي البذرة التي تنمو من حرب علي لُعبة إلكترونية لحرب تسود العالم بأكمله تدرجا لحُلم العالم اصبح حرب...

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك