عرس ديمقراطي .. على واحدة ونص

619

تختلف الآراء كثيرا في بلادنا العربية حول إلى أي مدى يرتبط الرقص بالتاريخ خاصة تاريخ مصر حيث أنها تمتلك تاريخا طويلا في الرقص يمتد منذ قدماء المصريين وحتى الآن 

فعندما تتجول وسط المعابد الفرعونية على سبيل المثال  تجد الكثير من الشواهد الأثرية التي تدل على وجود الرقص منذ قدماء المصريين وقد قال الباحث ( ويل ديورانت) أحد الباحثين في التاريخ المصري القديم وكاتب " قصة الحضارة "

أن  المصريين القدماء كانوا يتقربون من ألهتهم بالغناء والرقص ! وقد يدل ذلك على مدى إرتباط الرقص بالعقائد الدينية السائدة في ذلك الوت وبالبحث نجد أن الرقص قد تطور بشكل كبير في الدولة الحديثة خاصة في الأسرتين 18 و19حيث تطورت الموسيقى إلى أن وصلت لمستوى عالي من الرقي والسمو أدى إلى تطور الرقص أيضا لارتباطه الوثيق بالموسيقى كما نجد أن صور النساء تحتل  حوائط المعابد وهن يقومن بشعائر الرقص وهذا دليل على ارتباط الرقص بالنساء ويرجع ذلك لارتباط الرقص بالتقرب من الآلهة طلبا للمطر أو المحصول الجيد، ونجد أنه من الطبيعي أن تؤدي النساء ذلك لأنهن رمز الخصوبة والحمل والولادة فهذه المهمة نوع من أنواع التقرب للآلهة.

أما في عصرن الحالي لم يقتصر الرقص على النساء فقط فنجد الرجال والنساء   يرقصون سيا أمام اللجان الإنتخابية فهل يتخذون الرقص وسيلة للتقرب من الآلهة أيضا ؟  وما علاقة الرقص أيضا بالمظاهر السياسية؟ هناك مجموعة من التساؤلات لا نجد لها إجابة حتى الأن

فقد إنتشرت مؤخرا فيديوهات وصور لكثير من النساء يرقصن أمام اللجان والكثير يتسأل ما السبب وراء رقصهن هل هناك سبب واضح لذلك أنا شخصيا لا أمتلك الإجابة ولكنني أتخيل أن هؤلاء النساء قد تم إستغلالهن بهدف تحسين صورة مصر خارجيا لتصدير صورة مختلفة للمجتمع المصري تظهر فيه مدى مشاركته وفرحته   بالعملية الإنتخابية فإذا أمنا النظر في الفيدوهات سنجد أن من تقمن بالرقص أمام اللجان الانتخابية هن فتيات صغيرات أو نساء يظهرعليهن الفقر فهل يقمن بالرقص تمجيدا لالهة هذا العصر؟ 

واذا تطرقنا لموضوع الرقص من الناحية النفسية يمكننا ان نتصور أن هناك كبت نفسي يعاني منه الشعب المصري الراقص أمام اللجان الإنتخابية  ولا يوجد أي طريقة للتغلب على هذا الكبت سوى الرقص حتى و إن كان في الشوارع أو أمام اللجان الإنتخابية وعلى مجموعة من الأغاني الوطنية أيضا لذا أقترح أن  تهتم الدولة المصرية بالشعب المصري بشكل جديد وهو أن يكون تعقد وزارة الثقافة مهرجانا سنويا للرقص في الشوارع لكي يقوم الشعب امصري بالترويح عن نفسه من خلال الرقص والغناء وتخصص ساحة كبيرة تساع هذا العدد من المكبوتين حتى ينطلقون بكل أريحية مع باقي المكبوتين حتى لا يضطروا إلى الرقص في الشوارع وأمام اللجان الإنتخابية مصدرين صورة مختلفة عما يعانون منه من كبت وقهر وقلة حيلة


 


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك