!هل كان الخلفاء المسلمون مثليين جنسيا ؟

657


هل صدمك عزيزي القارئ العنوان؟

لن أعتذر لك، فعنواني ليس لجرّ قدميك إلى هن فتقرأ المقال وتجد مضمونه خاويا من عنوانه، لكن في ظل ما يشهده المجتمع الآن من رفض للمثليين جنسيا، تصل إلى حد إباحة دمائهم، ما يدفعهم إلى الاختفاء وعدم الإعلان عن أنفسهم داخل المجتمع، حتى القانون يطاردهم بتهمة "الدعارة"، رأيت أنه من الواجب إلقاء الضوء على هؤلاء وقت أن كانوا يعلنوها صراحة ويكتبون الشعر ويطلقون الطرائف عن المثلية الجنسية دون أن يطاردهم المجتمع كما يفعل الآن، فأسمح لي عزيزي القارئ أن أخذك بالزمن بضع مئات من السنين إلى الوراء، لتسليط الضوء على أشهر الشخصيات التي عُرِف عنها المثلية الجنسية.


كانت فترة الحكم العباسي هي أوج ازدهار المثليين الجنسيين، فمعظم الأشعار والكتابات تعود لهذا العصر، لكن هذا لا يمنع انتشار المثلية قبل ظهور الإسلام وكذلك بين بعض الخلفاء الأمويين، ويقول الطبري في أحد كتبه إن الخليفة الأمين "طلب الخصيان وأتباعهم وغالى بهم وصيّرهم لخلوته في ليله ونهاره، ورفض النساء الحرائر والإماء"، وحاولت والدته أن تبعده عن هذا الطريق فجلبت له فتيات يشبهن الغلمان ولكن باءت محاولاتها بالفشل، وكان الأمين يعشق غلاما يدعى "كوثر" حتى أنه أنشد له الشعر قائلا:

كوثر ديني ودنياي وسقمي وطبيبي .. أعجز الناس الذي يلحى محا في حبيب.


ورغم أن أخيه المأمون عرف بعشقه للنساء، إلا أن هناك بعض الروايات عن تعلقه بغلام يدعى "مهج"، كان الوزراء يستغلون تعلق المأمون به لقضاء حوائجهم، أما الخليفة المتوكل فكان له عشيقا يسمى "شاهك"، والخليفة المعتصم كان يحب جمع الأتراك فكتب عنه المسعودي في كتابه "مروج الذهب": "فاجتمع له منهم 4 آلاف فألبسهم أنواع الديباج والمناطق المذهبة والحلية المذهبة".


ولعل من أشهر خلفاء الدولة الأموية المثليين جنسيا، الوليد بن يزيد بن عبد الملك حتى أن السيوطي وصفه في كتابه "تاريخ الخلفاء" بـ"الخليفة الفاسق أبو العباس"، وبعد مقتله قال عنه أخوه سليمان: "لقد رودني عن نفسي"، أما شمس الدين الذهبي في كتاب "تاريخ الإسلام" فقال عنه: "اشته بالخمر والتلوط".


أما الآن، فالوضع قد اختلف وأصبحت المثلية الجنسية جريمة يعاقب عليها القانون تحت مسمى "الدعارة والإخلال بالآداب العامة"، وحقا لا أعرف ما هو المخل في الآداب إذا كان هناك شخصين يحبان بعضهما البعض؟ ولا أعرف أين الدعارة في شخصين أرتضيا إقامة علاقة جنسية معا بكامل إرادتهما؟ ولا أعرف أين الحرام في فطرة فطرهم الله عليها؟ والأخيرة هذا لها وقت آخر نتحدث عنها.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك