رسالة إلي الولي
عزيزي ولي الأمر ومن يهمه الأمر .. تحية طيبة وبعد :
يا أبي : اعلم اني لست عارا ولا عبئا ولا هما .. أنا المرأة ...أنا نصف هذا المجتمع ومن تقوم عليها دعائمه..انا الإبنة والصديقة والأم التي تشغل كل المناصب ..الق نظرة حولك لتعرف ..في كل المجالات تجدني ، ما من وظيفة لا أشغلها وكل المقاعد تناسبني ..فلا تحرمني من حقي في التعليم ولا تحبسني في المنزل فالمنزل لن يزيدني الا جهلا ..دعني اختر ما أريد أن أكون وعاونني في بناء مستقبلي فان أحببت ما أعمل سأعمل ماأحب ، ساعدني في اختيار طريقي وما سأفني فيه شبابي لأقوم بدوري تجاه مجتمعي وفردا منتجا فينهض بي بلدي . يا أبي لا تربيني بالعصا فتظلمني ، ولا تكن غليظ القلب فأعرض عنك وتخسر حبي، علمني أن احترمك لا أن اخشاك فالله أحق بأن أخشاه ..صادقني وألن معي الحديث ولتكن حاميا وراعيا متفهما وواعيا فالعنف ينتج عنادا وغضبا يحرق الأخضر واليابس ، هذبني بأخلاقك الكريمة واغس في القيم التي تنير بصيرتي في أحلك المواقف واطلقني في معترك الحياة أحتك بالناس والعالم ليزيد وعيي وخبرتي وأتعلم من أخطائي.. فالتكن يدك ممدودة إلي لا علي ولتكن قوتك وشبابك عصاتي التي اكسر بها عقباتي فأكون عكازك في هرمك.
ياأمي : أنا لست لوحة فنية تحافظي عليها حتى تنقل من بيت الى بيت .. وليس عليكي اختيار ألوانها بدقة لتعجب الناس ..وليس الزواج هو الغاية الأسمى في حياتنا حتى تتمحور نشأتنا حوله فقط .. فلا تجبريني عليه صغيرة فتحرميني طفولتي وأكبر قبل أواني .. كوني صديقتي وملاذي الآمن وانفضي عن اذنك أحاديث الناس فالزمن يتغير يا أمي وقطار الزواج يمر من كل محطات حياي فاتركي لي اختيار من أي محطة سأركبه .. احتويني وشاركيني نجاحاتي وخسائري ومدي لي يدك في سقطاتي وهوني علي صراعات الحياة ، الطلاق ليس فضيحه والعقم لا يعيبني وكثرة الإنجاب لن تزيد قوتي بل ستثقل كاهلي ، شاركيني اختيار ما ابرع فيه حتى أكون أهلا لما أريد أن اكون ..علميني أن كرامتي أغلى ما أملك و أن أخلاقي تحددها أفعالي وليس زي مثالي ، ازرعي في القوة والشجاعة والصبر والحق وأن أتذوق نجاحي في كل صائب أفعله وأن أربي أولادي كما ربيتني .
