دور الشبكات الانسانية في تكوين الحضارة

253

يعد الانسان النواه الاولي لاي تجمع ، وقد نتج عن هذا التجمع تكوين الاسره الصغيرة و من ثم الاسر الكبيرة ، و من ثم القرية، ثم المدنية ، الي ان نشات الدول بشكل الحديث و المتعارف عليه  .

لم يكن هذا التجمع داخل اطار واحد ، يتمثل في المدينه ، بالامر الهين ، انما صاحبه صراعات و تصادمات بين الكيانات البشرية ، بين رغبه الاستقلال و حب التجمع في جمعات بشرية ، تتعاون و تتكامل فيما بينهم  ، نشاه القانون بعد ان اجبر الجميع علي التخلي عن بعض حقوقة المطلقة في الحرية مقابل العيش سوياً ، و نشاه الحاجة الي التخصص في العمل بعد ان تتعدات الرغبات ، كما ظهر الجاجه لطاقه بشكل دائم و مستمر ، و بمرور الوقت ، ظهرت الجاجه لضمان استمرار هذا الكيان ( المدنية ) ، كما ظهر الجاجه لضمان استمرار امدادات العذاء و الطاقه و لضمان امنه و اجبارة علي دفع جزء من مكاسبة مقابل ضمان استمرار كل ما سبق ( الضريبة ) .

مع ظهور التجمعات البشرية و شبكة العلاقات الانسانية ، ظهرت العادات و التقاليد ، كمان ظهرت الاديان و التدتين و الاعتقاد ، و طريقة الحكم ، كما انه و بسبب بعد المسافات بين الشبكات الانسانية و المسافات و عد الحاجة للتنقل و الانتقال ، ظهر الهوية المحددة لكا تجمع سكاني ، وضبغ كل تجمع او شبكة انسانية بشكل و نمط محدد و مختلف عن غيرة .

ظهر محولات التنميط من قبل كافة الامبراطوريات الاستعمارية ، بداية من الفراعنة و من ثم الفرس مرورا بالرومان و المسلمون و من ثم العثمانيين و من ثم النمط الاوربي و اخيرا عصر الهيمنة الامريكية علي العالم  ، فلم تتورع اي من الامبراطوريات الاستعمارية في محاولة اذابه الغير و تنميطة بنمط الامبراطورية  ، و تحويل نمطهم في الماكل و الملابس و الثقافه و الاعتقاد ، الي ثقافه المستعمر ، فالعولمة ليس وليدة الحضارة الاوربية ، انما قديمة قد الازل ، لكنها اشد وطئه في عصر النهضة الاوربية و الهيمنة الامريكية .

كما ان التاريخ ، تغير فلسفة ،من راوي للاحداث الماضية ، الي فلسفة تتمثل في مجموعة من الارتباطات لتجمع البشر و سلوكياتهم ، كما قام الاوربيين بتاسيس علم الانثروبولوجيا و ذلك لدراسة البشر وسلوك الإنسان والمجتمعات الماضية والحاضرة ، لوضع تصورات حقيقة عن تاريخ هذه الامم ، و وضع نظريات حاسمة عن تكوين الحضارات و اماكن تواجدها و سبب ازدهارها و اندثارها .

لكن من المؤكد بان النواه الاولي لتكوين الحضارات هي تكوين المدن ، التي تكونت من تجمع البشر في شبكة انسانية يكمل بعضهم البعض ، و يرجح بعض العلماء بان تطور الكلام فيما بين البشر  و اللغات المختلفة ، و الاستقرار علي لغة مشتركة بين الجماعة الواحدة  ، هو الحدث الاهم في تجميع هذه التجمعات و من ثم الشبكات من العلاقات بين البشر .

و مع استقرار البشر علي اساليب الزراعة و الاستقرار بجوار الانهار و تعلم هذه الشبكات وسائل حفظ الطعام و حفظ البذور ، و الدورات الزراعية و الزراعه الموسمية  ، و تكوين شبكات انسانية متكاملة و انتقلت من مرحلة الصيد بشكل فردي الي التجمع بشكل جماعي و التعاون فيما بينهم  ، و الاتفاق علي التجاور فيما بينهم و التكامل فيما بينهم .

 ظهرت التجارة بصورتها البدائية ( المقاضية ) و من ثم بداءت في التطور و بداء البشر في التنقل بين الشبكات المختلفة ، ياً واراء مكسب اكبر و سعياً و راء النقود الذهبية و من ثم بداءة تغزو التجارة كافة الميادين ، و من ثم ظهرت الصراعات سواء لضمان استمرارها او لضمان عدم استمرار شبكات معينة في التجارة فيما بين الشبكات الانسانية، كما اقدم بعض البشر علي المغامرة الي اكتشاف كل جديد سواء لطرق برية للتجارة او بحرية ، كما بداء بعثاث الاستكشاف لدراسة طرق تجارية جديدة و اسواق جديدة و سلع جديدة .

كما ظهر ايضا مع التجارة و وظائف اخري مع المزارعين و التجار و وظائف اخري لرعاية هذه التجمعات البشرية و حسم النزعات فيما بينهم و تطبيق القانون  و تسهيل العلاقات و المعاملات  فيما بينهم ، كما هر القضاة و الحكام المحلين و رجال الدين و الصناع و الحرفين و الجنود  و العلماء ، ..... الخ .

كما ظهرت البرقراطية في اداء الاعمال و طول الاجراءت و تعقدها و ارتباط بعضها بطقوس دنينة و انتقال بعضها للحياة العادية ( المدنية ) ، كما ظهر ايضا الفساد في المعاملات نتيجة استقرار اداء الاعمال لبعض الفيئات او احتكار بعضها او رغبة البعض في تيسر اعمالهم دون الخوض في بيروقراطية الموظفين او الحكام المحلين .

و من ثم بداءت تظهر الدور الرئيسي للثقافات المحلية ، و تظهر الاختلافات بين البشر ، و ما ان انتقل الانسان من مجتمع الي مجتمع ، حتي ظهر العرقية و المذهبية في العلاقات بين الشبكات الانسانية ، الامر الذي ادي الي ظهور الحاجة لتامين الحدود بين البر و وضع العوائق لانتقالهم فيما بين الاقطار المختلفة ، الامر الذي استمر طويلا بين هذه الشبكات ، و حافظت عليه بعض الامبراطوريات في احيان و في احيان اخري ، فقد كانت الامبراطورية الرومانية شديد التعقيد في امر الجنسية لمواطينيها من حيث المنح و اكتسابها و الاحتفاظ بها ، كما لم تسمح بالتجنس الا لاسباب ضريبة بحته في عصور متقدمة و تحديد في عصر الحاكم كاركلا ، بينما كان الامبراطرية العثمانية الدور الاكبر في الحفاط علي الهويات من الاختلاط ، فلم تكن تسمح بالتنقل بين القطار المتخلفة الا في الظروف النادرو شديدة التعقيد .

ولكن الامر اختلاف بعد الحرب العالمية الثانية ف اوربا ، التي سمحت بحركة هجرة كبير لديها ، لتعويض الاضرار في العنصر البشري ، الامر الذي اثر علي التركبية السكانية في هذه الدول ، و مازال الوقت مبكرا لقياس اثر هذا التغير الديمغرافي في هذه البلدان ، حيث ان هذه المجتمعات حتي الان تخافط علي وتيرة واحدة من الحكم و الحفاط علي الهوية الوطنية من الاندماج في ثقافات اخري .

 لكن لا يمكنا القياس علي النموذج القارات الجديدة ، حيث ان اغلب سكانها الاصيين قد اوبيدوا بشكل كامل ، و سمح المستعمرين بحركة تغير لتركيبه السكانية بشكل كامل ، و ذلك لاسبا كثيرة منها تكوين مجتمعات جديدة ، ومنها الهروب من الاضطهاد الديني لبعض الفيئات و نشر ثقافتهم في مجتمعات اخري  ، و مازالت هذه الدول حتي الان تعاني من عدم وجود مؤروث ثقافي لها ، الامر الذي دعاه للحقد علي الحضارات القديمة و محاولت تدمرها و احفاء اثارها او تشويهها  .

كما كان لعامل الثقافة و الدين حضوراً كبير في هذه العلاقات بين الشبكات الانسانية ، فدائما ما راود انصار الديانات تنميط كافة البشر بثقافو واحدة و اعتناق ديانة واحدة ، فلم تقتصر العلاقات الانسانية و التجارية بين الشبكات علي تبادل السلع و الخدمات فقط ، انما شملت ايضا نقل العادات و التقاليد و الحث علي اعتناق اديان بعينها و فرضها في بعض الحالات .

كما ان الاسنكشاف و ما تلا من حمالات استعمارية اوربية علي العلم الجديد و طرق التجارة الرئيسية  و بلدان العالم اجمع في فترة متقدمة ، كان الهدف الظاهر و  العام هو التجارة و ضمان استمرار توريد الغذاء و المواد الخام  و تامين المواصلات و الطرقات ، و الهدف المستتر هو نقل العادات و التقاليد و اللغات و الاديان لهذه الشعوب .

مع بداية الثورة الصناعية منذ اكثر من مائتي عام ، ظهر للانسان فائض في انتاجة ، الامر الذي ترتب علية تكدس هذة المنتجات عند الصانع ، و تحول هذه الثروة الي نقمة و معرضة للتلف  ، الامر الذي دفع هولاء الي نقل هذا الفائض الي اقصي العالم و ادناه .

 الا ان الامر لم يتمر طويلا بشكل ودي ، حيث رفضت بعص الجمعات الانسانية هذه الصورة من العزو ، و فرض بعضها قيودا صارمه علي هذه المتتجات ، الامر الذي دفع هولاء الصناع الي عالم السياسة لانستنجاد بهم في بداية الامر و من ثم دخول عالم السياسة ، و دفعتهم رغبة في تصريف منتاجتهم المتكدسة في مخازنهم الي خوض حروب مع هذه الشبكات و التجمعات الانسانية بسبب تصريف هذه المنتجات في هذه الاسواق ، الامر الذي غير سياسية الحرب و السلام ، من حماية الشبكات الانسانية من اغارات الغير بسبب اما عوامل مناخية او بسبب الغيرة الانساني او لضمان استمرار توريد الغذاء بشكل مستمر لفترات محددة ، الي اسباب اقتصادية حته .

 و قد عاني العالم منذ اختراخ كوك الي يومنا هذا من هذه الحروب المستمرة و الدروس بين المتجمعات الصناعية الكبري و غيرها من المتجمعات النامية او الاسواق المفتوحة لهذه المنتجات ، حيث اصبح العالم غير امن بشكل دائم ، و قابل للتناح في اي وقت  .

مع اكتشاف طريقة تقطير النفظ في عام 1853 ، تحول الصراع علي الطاقة الي شكل جديد ، حيث لم يذكر في التاريخ الانساني حتي القرن العشرين ، اي صراع علي الطاقة بين البشر فيما بينهم ، الا ان الامر تغير منذ بداية عصر الامتيازات الاستكشافية منذ بداية القرن العشرين ، كما كان القرن الغشرين حافلا بصراعات دامية بين الشبكات الانسانية بسبب النفظ ( الطاقة ) سواء لضمان استمرارها او لضمان السيطرة علي مصدرها او لضمان الاحقية في استمرارها رغبم اي اختلاف فيما بين الشبكات الانسانية .

و مع هذا التغير الكبير في العلاقات بين الشبكات الانسانية ، و بسبب تغير رواية المجتمعات لترابطات بين هولاء البشر ، تغير النظرة الي الاختلاف فيما بينهم و اصبح العالم في حاجة الي تنقل للسلع و للخدمات و للبشر ، دون قيد و شرط ، و يؤيد المثقفون الجدد هذا التغير و التنميط في العلاقات و سحق اي اختلاف بين البشر ، و ازالة الحدود و القيود فيما بين لشبكات الانسانية ، دون وضع نتائج لهذه التغيرات في العلاقات الانسانية ، حيث ان حجتهم ان البشر لم يتقدموا الا بتغير نمط علاقتهم و الانتفتاح علي الغريب و الجديد .

لكن مازال الوقت ايضا مبكر لتحديد الفوائد و العيوب المترتبة علي هذا التغير في العلاقات بين البشر فيما بينهم ، حيث ان الهوية اصبح في خطر بابعادها الكثيرة سواء ( الثقافية ، الاجتماعية ، الدينية ، السياسية ، ..... ) ، و مازال الوقت مبكر لتحديد نتائج هذا التغير السريع في علاقات البشر فيما بينهم .


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك