ما بين التقدم والتحضر

287

دائما ما اطلعت علي تعبير دارج بين الأوساط  العلمية و الاوساط الثقافية ، حيث يدعي البعض منا ،  بان الاجيال الحاضرة أكثر حضارة و تحضر من سلافها ، الا انه بالرجوع الي المصطلحين تبين وجود تضليل في العرض متعمد احيانا و غير متعمد في الاحيان الآخري  ، حيث أن الحضارة تعرف في بعض الدوريات العلمية بانها فترة من الرقي تصيب آمة بعينها في شتي المجالات ، يترتيب علي هذا الرقي اثار تؤرث للاجيال القادم لهذا الجيل .

أما التحضر هو إنتقال مكان الإقامة من الريف إلى المدينة والاستقرار فيها، وما يترتب على ذلك من تغير في خصائص السكان الريفيين على مستوى عاداتهم الاجتماعية وتقاليدهم. وبذلك ينطوي مفهوم التحضر على أبعاد إقتصادية وإجتماعية وثقافية ترافق عملية الانتقال أو تليها بعد حين.

لهذا استوفني النظر و المطالعة هذا الادعاء ، حيث ان الملاحظ في هذه الاجيال الحاضرة انها تقدمت في مستويات انجاز العمل و الاتصال فيما بينها ، و هذا بسبب الطفرة التكنولوجيا الحاضرة ، و بسبب سياسات التعليم المجانية ، التي تبنتها بعض الحكومات الاشتراكية بعد حصول هذه الدول علي استقلالها منذ اكثر من نصف قرن .

و لا يمكن انكاز الانجازات في المستوي الانساني ، حيث اصبح لهذه الاجيال حث انساني ، يدفعهم لعمل الخير و السعي الدائم اليه ، و استنكار أي افعال مخالفة له .

يذهب البعض إلى إعتبار الحضارة أسلوب معيشي يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى احدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها.

اي ان سرعة الاتصال و انتقال العملومات و تخيزنها و سهولة إستعملها و و إنتقال أغلب سكان الدول للعيش في المدن الخضيرة و تغير اشكال و انماط مساكن في بعض الدول ليس دليلا علي وجود خضارة لهولاء الشعوب ، انما هو تقدم في وسائل العيش و تخصر في وسائل الاقامة و الانتقال .

ومن الممكن تعريف الحضارة على أنها الفنون والتقاليد والميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ.

لهذا لا يعد الاستخدام الجيد لمنتجات التقدم العلمي دليلا دامغاً علي وجود خضارة ببعض الرقع بكوكب الارض ، حيث ان الخضارة هي تشمل كافة النواحي  ، و لا يمكننا النظر الي جانب دون غيرة ، انما يمكنا التظاهر باننا نعيش في مستوي اعلي من التقدم التكنولوجي ، مع تطور في مستوي مراعاة الانسانية فيما بين البشر  .

وللتعرف على حضارات الشعوب لابد من  ملاحطة العناصر التالية:

طرق العيش والظروف الطبيعية.

الوضع الاقتصادي.

العلاقات الاجتماعية بين فئات المجتمع.

أنظمة الحكم السائدة.

الإنجازات العلمية والثقافية والعمرانية.

لا بدّ أن يكون هناك صفات للحضارة، وهذه الصفات تتمثّل فيما يأتي:

- إنّ الحضارة تتغيّر تدريجيّاً وليس بشكلٍ مفاجئ.، كما نها تحتاج الي 3 اجيال علي الاقل ، أي أنّها تختصّ بالإنسان دون غيره من الكائنات ، وهذا ما يجمع بين مختلف الحضارات على الرغم من اختلافها عن بعضها البعض. 

- إنّ الحضارة موجودةٌ في عقل الإنسان وتفكيره الذي يجعله يعلم أنّ ماضيه مرتبطٌ بحاضره.

- قد تأخذ الأمّة بعضاً من حضارات الأمم الأخرى. 

- إنّ الإنسا لا يستطيع الابتعاد أو الهروب من مظاهر الحضارة التي يعيش فيها أو يحتكّ بها.

أهمّ الشروط التي تؤدي إلى نشوء الحضارة:

- الاستقرار: يُقصد بالاستقرار عدم الانتقال من مكانٍ إلى آخر، ويُعدّ الاستقرار من العوامل الأساسيّة لتطوّر وازدهار الحضارات. 

- التعاون: إنّ استقرار الإنسان في مكانٍ ما يجعله يحتاج إلى وجود تعاونٍ بينه وبين غيره ممّن يقيمون معه في البقعة الجغرافيّة نفسها، حتى يؤمّنوا سوياً الغذاء والحماية من أيّ خطرٍ قد يهددهم.

- الكتابة: من أجل أن يقوم الإنسان بالاتصال مع غيره قام باختراع الكتابة، فالكتابة مهمّةٌ ليحفظ الإنسان كلّ ما قام بعمله، وإبداعه، واخترعه، فيقوم بذلك بنقل أفعاله، وتجاربه، وأقواله إلى الأجيال الّتي تأتي من بعده.

و بهذا يمكنا التفرق بسهولة بين تقدم وسائل العيش لبعض الشعوب و بين تعمتع هذه الشعوب بالحضارة ، حيث اننا ننتظر من هذه الامم مخرجاتها و منتجاتها و مؤروثاتها للاجيال القادمة .

و لا يمكن لنا اننكر اننا قد تقدمنا بحيث انن قد ا قطعنا مسافة نحو الأمام أكبر من تلك المسافة التى قطعها اسلافنا من الماضي القريب ، لهذا نحن لم نركب ركب الحضارة حتي الان .

 مساهمة : الدكتور / عبدالعزيز حسين عزالدين .

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك