بكره بتعنا

964


بينما كانت أشعة الشمس تدفيء الغرفة الصغيرة في مستشفي الندي التخصصي بالمنيل يوم ٢٥ يناير  كنت انا انام علي ظهري أتألم من ضربات الطلق الطبيعي التي هاجمتني وانا في اول ايام شهري الثامن ،  ثار الصغير في أحشائي مستعجلا النزول  دون اي استعدادا مني في أواخر الشهر السابع وقرر ان يطرحني الفراش بين عناية الله أسبوعا كاملا حتي قرر هو تاريخ المولد وربط نفسة لا إراديا  بتاريخ ومصير سوف يعيش فيه طيلة عمره . ولادة صعبة هي مثل ثورتنا .

لم أكن أبدا مستعده لموعد الولادة ولم يكن المصريين مستعدين للقيام بثورة .  

بين ٢٥ يناير ٢٠٠٩ يوم ولد الثائر الصغير و٢٥ يناير ٢٠١١ يوم ولدت ثورتنا العظيمة ، لم يكون حلم التغيير اكبر من مناهضة توريث الحكم من حاكم ظالم وفاشل ولزج لابن مدلل  والتخلص من البلطجي الاشرس ( حبيب العادلي  ) 

اما اليوم بين ٢٥ يناير ٢٠١١ و ٢٥ يناير ٢٠١٨ مرورا بسنوات شهدت مقتل ١٠٠٠ بني ادم في يوم واحد وعشرات القتلي في احداث عده حتي أصبحت عائلات وبيوت لا تخلو من شهيد قتل لي يد الشرطة او الجيش او الاٍرهاب الذي توغل في البلد من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها.  

اليوم بات الحلم الا اعرف خبر مقتل قريب او صديق او حبيب  لأحد الأصدقاء ، قتل علي يد سلطة غاشمة تحمي ديكتاتور فاشل جاء الي الحكم علي سجادة حمراء من دماء ابرياء غرر بهم بإسم الدين تارة واسم السياسة تارة اخري . بات الحلم بسيط للغاية ان نعرف ان اصدقاءنا حكم عليهم  بغرامة مالية ( سوف نرهق اكيد لجمعها ) بدل حكم قاضي ظالم يقضي علي أجمل ايام وشهور وسنوات عمرهم  ، بات الحلم ان تكون غرف الحجز مزدحمة ليست  غرف انفرادية لا يروا فيها نور الشمس ولا القمر .  نحلم  ان تكن عدد سنوات السجن هي الحد الأدني في القانون  مشفوعة برحمة قاضي ،ربما امن بالله واليوم الاخر، وان تنظر القضية محكمة عادية ليست استثنائية او محكمة طوارىء او محكمة عسكرية ظالمة لا يحصل فيها المتهم علي أدني حقوقة القانونية  

اليوم  انا أعيش غريبة مع ابني في بلد تكاد ايام سطوع الشمس فيها ان تحصي ، يسألني كل يوم تقريبا متي نري الشمس فأرد علية ان مهما سطعت الشمس هنا فشمس مصر أجمل وأدفأ ،،، فيسال الصغير ومتي نعود الي مصر ؟ فتضيع الإجابة مني. 

يزداد كل يوم عدد الشباب والشبات والاسر والأطفال الذين قرروا ان يعيشوا في منفي اختياري بدلا من العيش في السجو او مهددين بالسجن فقط لانهم يؤمنون بالحرية والعدالة ويطمحون بالتمتع بالكرامة الانسانية لم نحلم بسيارات فارهة او حسابات بنكية مكتظة بملايين الجنيهات فقط حلمنا بالعيش والحريّة. 

  جاهدت نفسي صباح اليوم كي  يري ابني الابتسامة علي وجهي وانا اقول له ( كل سنة وانت طيب ) بينما اخفي دموع انكساري  وإحباطي وإحساسي بالهزيمة التي باتت معي بعد انسحاب " طالب به معي كثيرين" المناضل و المحامي العظيم خالد علي من خوض الانتخابات الرئاسية القادمة ،لم يعد هناك سبب للمشاركة في فيلم الانتخابات فخلد ليس بكومبارس  ومبادي الثورة واحلامنا اكبر بكثير من ان تستغل او نتركا ونقف عند  هذه المعركة ،، 

سوف نلملم أنفسنا ونستعد لمعارك جديدة قريبة ونبني طريق لجيل من الثوار  ولدوا من رحم الثورة.

 عزيزي ادم ، كل سنة وانت طيب وبكره وبتعنا. 

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك