دماء في محراب الرب

787

دماء .. دماء فى العيون ، دماء فى الأفواه ، دماء تسبقها دماء ويتبعها دماء ، لقد كانت دماء أكثر من 235 شهيا ، و120 مصابا ، من الذين استهدافتهم عبوة ناسفة صباح اليوم أثناء ادائهم لشعائر صلاة الجمعة ، باحدى المساجد الصوفية في قرية الروضة بالقرب من مدينة العريش في جنوب سيناء ، ثمنا باهظا للتخاذل المهين للنظام ، وموشرا قويا على وهن وضعف الدولة وتحلل اجهزتها الامنية وعجزها فى التصدى للممارسا ت الارهابية ، فى مسلسل جرائم لايتوقف ضد جميع ابناء الوطن ، لن يكون اخرها حادث اليوم ، فحادث اليوم اذ يؤكد الطابع الإجرامي والطائفي للجماعات الوهابية الإرهابية ، التي طالما وضعت جميع ابناء الوطن مرمى هدفًا لجرائمها ، يكشف في الوقت نفسه عدم اكتراث النظام وتهاونه التام وعجز مؤسساته الامنية بأمن المواطنين وحمايتهم ، مما يساهم بشكل او بآخر في خلق حاضنة شعبية للدواعش ، فالنظام يقوم بلعب دوراً مزدوجاً في الارهاب ، فبينما هو في حقيقة الأمر يمارس التمييز في أكثر صوره حدة ، ويشجع بممارساته التمييزية نزعات التعصب لدى المصريين ، و يطرح نفسه باعتبارة الحامي لمصر من الخطر الأكبر للارهاب ، ليظل وحدة المستفيد من هذا الوضع الكارثى ، لقد كان من الطبيعي أن تتزايد الهجمات الارهابية ، في الآونة الأخيرة ، برعاية كاملة من أجهزة الدولة ، فلم يحاسب النظام أحد ، وبالتالى انة ليس من الغريب اذا أن نرى اليوم تكرار لتلك الحوادث الارهابية ، في ظل تأكد المعتدين من افلاتهم من العقاب كمن سبقوهم ، ان هذة الجريمة الشنعاء سوف ندفع ثمنها جميعا لأننا تركنا وطننا وشبابنا يصلون الى هذا الحال البائس والتعس ، هؤلاء الذين أدمنوا إحتقار الحياة وتمجيد الموت ، والتضحية بالنفس وقتل الآخر لمجرد أنه يختلف عنهم في الدين اوالمذهب ، لقد أغمضنا أعيننا سنوات طويلة بينما ذلك الوحش الكاسر ينمو ويترعرع فى الحديقة ، وتركنا التعليم والثقافة والفنون تنحط ، وعندما فتحنا أعيننا وجدنا ذلك المسخ المتوحش ينقض علينا ضاربا بأشكال متعددة .. القاعدة ..داعش..أبو النمرس .. وليس آخرها حادثة اليوم ، اذا كنا حقا نتطلع لبناء مجتمع ديمقراطي، فينبغي أن يكون التخلص من الأبنية الطائفية والأبوية وارساء مبادئ المواطنة وعدم التمييز "ضد النساء والأقليات" في صلب معركتنا من أجل الحرية والديمقراطية ، وعلى الجميع ان يدرك ان هذا النظام الذي يتغنى ليلا نهار في خطاباته الخارجية بإدعاء مكافحة الإرهاب فكرياً هو في حقيقة الأمر الراعي الأول للإرهاب على المستوى الفكري ، فيقتطع من ميزانية الفقراء المليارات لتمويل المؤسسات الدينية الرجعية وعلى رأسها الأزهر ذلك الحاضن الرئيسي للفكر الإرهابي ويحابي السلفيين والجماعات الدينية الرجعية ويفرج عن قياداتهم وبالأخص قيادات الجماعة الإسلامية في صفقات مفضوحة لصنع ظهير شعبي له لتسكين الشعب المصري وإشغاله بالخرافات والميثولوجيا أملاً في إلهاءه عن حقوقه الإجتماية والإقتصادية ، بل والأنكى من ذلك عقد النظام لصفقات مع جماعة الإخوان المسلمين التي يدعي زوراً محاربتها وإسقاطها في تحدٍ صارخ ارادة الشعب المصري ، ويوم بعد يوم يتأكد للجميع أن امن المصريين لن يتحقق في ظل نظام مستبد ، بل سيتحقق فقط في ظل العدالة والدبمقراطية الحقيقية ، إن المواجهة الحقيقية مع الإرهاب لا يمكن أن تنفصل عن المواجهة مع الاستبداد والظلم الاجتماعي ، ليبقى الإرهاب الأقوى والأخطر هو إرهاب الدولة

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك