ليه بعض الناس ممكن يدخلوا معارك شكلها محسومة؟

624


 

من ساعة ما بدأت أهتم بما يطلق عليه الشأن العام أو الشأن السياسي من أكتر من 15 سنة وأنا بسمع نفس الجدال ونفس المصطلحات، استفتاء ٢٠٠٥ قم انتخابات الرئاسة، استفتاء ٢٠٠٧ وانتخابات ٢٠١٠، وكذلك استفتاء وانتخابات ٢٠١١ و٢٠١٢ و ٢٠١٤. 

دايما ببينقسم المعارضين لفريقين، فريق شايف إن المعركة غير عادلة وإن ميش ضمانات ولا رقابة وإن السلطة هاتستغل العدد للإيحاء بإن فيه تصويت حر، ولذلك يجب المقاطعة علشان مانعطيهومش شرعية وعلشان نفضحهم أمام العالم كله. 

وفريق تاني شايف إن لازم نشارك ونرفض علشان يمكن النتيجة تتغير، أو لازم نشارك علشان نوصل للناس ونبني قواعد وعلشان نتواجد في الحدث، أو لازم نشارك علشان نفضح التزوير من جوا اللجان، أو لازم نشارك ومانبقاش سلبيين، أو لازم نشارك علشان المقاطعة غير منظمة وهاتبقى بدون أثر. 

 

 

الطريف في الموضوع هو تغير المواقع والمقاعد رغم استمرار الشعارات، يعني مثلا كان زمان قبل الثورة، كنت بتلاقي جماعة الاخوان بيدعوا للمشاركة في كل الاستحقاقات حتى لو التزوير فج وواضح للعيان، وكان دايما منطقهمإن المشاركة من الداخل بتحقق مكاسب على المدى الطويل حتى لو شروط المشاركة غير عادلة وحتى لو النتيجة محسومة وحتى لو كانت الاعتقالات بالآلاف قبل الانتخابات بيوم ، عمرهم ما قالوا الكلام بتاع انتوا كده بتدولهم شرعية ولا عمرهم قالوا إن المشاركة في الانتخابات المحسومة يعتبر خيانة ومشاركة في جريمة .. زي ما بيقولوا دلوقتي.


على الطرف الآخر معظم المجموعات اليسارية أو اللي ممكن يتم تصنيفها بالمعارضة الراديكالية في عهد مبارك كانت تميل دوما للمقاطعة ، في كل الاستفتاءات قبل الثورة وبعدها كان الاتجاه العام للمقاطعة، علشان المعركة غير متكافئة وعلشان محسومة وعلشان مفيش ضمانات وعلشان فيه حشد بالزيت والسكر والرشاوي وعلشان شحن العاملين في الدولة ،وإننا لازم نقاطع علشان ننزع الشرعية ونفضح النظام و و و  ، نفس الأسباب الموجوة دلوقتي.


دا مايمنعش إن فيه مجموعات برضه بتكون رافضة مبدأ المشاركة من بابه، ودول المقاطعون قبل الثورة وحتى بعد الثورة لما كان فيه قدر كبير من الحرية في الاختيار وحتى لما كان فيه تكافوء فرص وكل حد بيطرح أفكاره بسهولة للجميع، قاطعوا الانتخابات البرلمانية والاستفتاءات والانتخابات الرئاسية – وتحديدا قاطعوا الجول الثانية 2012 – وبالتالى موقفهم دوما هو رفض أى مسار سياسي وإن لازم نستني الثورة لما تيجي وإن المشاركة في أى انتخابات خيانة وإن السياسة ضد الثورة ، وإن بتوع الثورة الأنقياء غير بتوع السياسة الخونة.


وبرضه فيه مجموعات وأفراد ممكن نقول إن بيغلب عليهم الطابع الليبرالي ،بيكونوا شايفين إن المشاركة والاشتباك مع القضايا هايكون أكثر فائدة من المقاطعة.

أنا عن نفسي رغم اني أنتمي لما يمكن تصنيفه معارضة راديكالية من أيام مبارك زي حركة كفاية وشباب من أجل التغيير ثم 6 ابريل، لكن كنت من الناس اللي شايفين إن المقاطعة تعتبر فعل سلبي لا طائل منها، ولا زلت على هذا الرأى، وكتير اختلفت وقتها مع الأصدقاء والزملاء في اليسار حول هذه النقطة، ولكن حاليا ورغم تغير الكثير من المواقف – ودا شىء طبيعي -  حابب اتكلم في نفس الكلام.



البعض من الزملاء والأصدقاء من أنصار المقاطعة شايفين أنه يجب حرمان النظام من " اللقطة " ، وإن السلطةعايزة تعمل زحام وهمي أمام اللجان لإيهام العالم بأن هناك مشاركة حقيقية ورغبة شعبية في تعديل الدستور وبقاء رئيس الجمهورية، لكن هل المقاطعة ستمنع اللقطة؟ يعني مفيش موظفين هايتم شحنهم مفيش بسطاء رايحين ياخدوا 50 جنيه وكرتونة رضان؟ مفيش ناس نازلين متبرعين وعن اقتناع وهايرقصوا أمام اللجان طول النهار علشان معتقدين إن دا هايحمي مصر من الإخوان؟

  

دايما بنسمع إن  المقاطعة ستحرجهم دوليا أو ستنزع شرعية نظام الحكم، بالرغم من إن الكل عارف إن  العلاقات الدولية بتحكمها المصالح الاقتصادية والجيوسياسية في الأساس ، بالإضافة لوجود حاجة اسمها شرعية الأمر الواقع والقوة والغلبة، الغرب بيتعامل مع الأمر الواقع، وبيتعامل مع المنتصر حتى لو كان كارهه، بالإضافة لوجود لوبيهات وجماعات المصالح والسلاح اللي بتعمل ضغط على حكوماتها الغربية من أجل تجاهل قيم الديمقراطية وحقوق الانسان في منطقتنا المأزومة.لماذا يدعوا البعض للمشاركة في الاستفتاء المحسوم في مصر؟ 

 

 

طب ايه الفرصة اللى شايفها أنصار المشاركة والتصويت ب لا؟

من وجهة نظري إن الفرصة او الفايدة مش هاتكون في إمكانية تغيير النتيجة، كلنا عارفين بتتقفل إزاي، وكل شايفين وعارفين إيه اللي بيتم والرشاوي الانتخابية وكراتين رمضان الإجبار لموظفي الدولة ولأصحاب الحاجة، وكلنا شايفين القواعد غير العادلة، بس برضه فيه قطاع ضخم بطبعه بيقاطع ومش بيشارك، قطاع شاف دايما إن مفيش أمل في أي حاجة وإن اللي بيعملوه بيعملوه، الفكرة إن نحاول نخلي الناس دي تحاول تعمل اجة، ندفعهم لل " فعل" ولس "اللاشىء"، لأنهم بطبعهم بيميلوا إلى اللاشىء.

ناس كتير بتقول إن النتيج هايتلعب فيها وكمان مفيش ضمانات، لكن ليه نعدى مناسبة مهمة زي دي من غير ما نحاول ندخل المعركة، حتى لو محسومة، ليه بننسى إن وجود بعض النواب في البرلمان أثمر عن كشف الكثير من التفاصيل وعن ظهور صوت رافض من جوه البرلمان المعد مسبقا، وليه نسينا محاولات دخول البرلمان والنقابات في عهد مبارك وإنها كانت بتفيد وتظهر التجاوزات وتحفز الناس أفضل من المقاطعة.


طيب والناس اللي كده كده هايشاركوا بالإجبار، وغصب عنهم هايقفوا في الطوابير مش تبقى فرصة كويسة لو يتم إقناعهم بالايجابية والتصويت ب ل؟

ومش ممكن يكون دعوة الناس للمشاركة بالتصويت ب لا هو نوع من أنواع المقاوة بدلا من المقاطعة انتظارا لحدث فجأة ييجي كشكل جائزة من السماء، وماننساش إن فيه ناس مش عاجبها الحال والوضع الحالي لكن مش عايزة مظاهرات، أومش حابين قيام ثورة جديدة أو خايفين من الفوضى.

وفي نهاية الأمر هي آراء واجتهادات ومحاولات ،والأهم انها تكون بدون تخوين، لإن التخوين والدخول في معارك صفرية بدون داع .. خسرنا كتير.

 

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك