اسطى محروس

394

أسطى محروس

وفاء صبري 

١٩/١/٢٠١٨


من الأفلام المصرية الرائعة  فيلم "لو كنت غني" انتاج سنة ١٩٤٢، من تأليف أبوالسعود الإبياري وإخراج هنري بركات. وهو فيلم كوميدي نضحك عليه ولكن مضمونه حقيقي ومهم ومؤسف. تحضرني الآن أحداثه التي تدور حول قصة  أسطى محروس، الحلاق الذي كان يسكن في حي شعبي ويحلم طول الوقت بالثراء، ويقسم إنه لو كان غنيا لوزع نصف ثروته على الفقراء، وبنى لهم بالنصف الآخر مستشفيات ومطاعم مجانية. 

أوحى أسطى محروس للعمال من أهل الحارة التي يسكنها على التمرد على مدير المطبعة التي يعملون بها، عندما ذهبوا إليه بناءا على نصيحة نسيبه عبد الفتاح القصري، الذي رشحه لمساعدتهم لأخذ حقوقهم ومستحقاتهم، واصفاً إياه لهم بإنه فيلسوف أد الدنيا. أقسم لهم أسطى محروس إنه  لو كان المدير لتغير حالهم، فاستغرب إبنه الذي سأله: "إزاي تبقى مدير المطبعة وأنت حلاق؟"، فرد عليه محروس: "آه وماله! هو مهم المطبعة؟! المهم المركز...المهم اللقب". خطط لهم محروس على حد قوله "إنهم يعملوا نمرة على المدير"، للمطالبة بحقوقهم، فأخذوا يصفقون ويهللون له: "يعيش أسطى محروس..يعيش..يعيش".

ويتحقق لمحروس حلمه في يوم من الايام بمعجزة غير متوقعة عندما يموت قريبه الفقير ويطلب منه أهل الحارة التكفل بدفنه لأنه قريبه الوحيد. يجد محروس في بيت قريبه الفقير الكثير من الاموال المخبأة، التي فيما يبدو كان يملكها الفقير ولم يستغلها أو يتمتع بها، فيستولى محروس على هذا الكنز، ويترك دكانه وصنعته التي لايعرف غيرها. كما ينصرف إبنه ونسيبه أيضاً عن عملهم وينشغلون بالمال ويقررون إستثمار الأموال في شراء المطبعة التي كانوا يعملون بها من صاحبها، فدفعوا له جزءًا وقسطوا الباقي، ولكنهم لم يحسنوا إداراتها، بل أهملها وتفرغوا إلى تبذير الأموال، وأصبحت مصاريفهم أعلى من دخلهم. 

تغير حال محروس هو وزوجته وعائلته من حال إلى حال، وظهرت عليهم مظاهر العز والفخفخة بسرعة، فأصبحوا يعيشون في بذخ وترف، وينسون أصلهم وينسون بعضهم، ويتكبرون على أهلهم البسطاء، ويهدرون الأموال على المظاهر، ولا يدركون ماذا ينتظرهم نتيجة أفعالهم الطائشة.  

يستمر محروس في إنفاق الثروة التي استولى عليها بدون وعي، ويتخذ قرارات خاطئة بسبب وعيه المحدود والغرور الذي أصابه، ويسيئ  لعمال المطبعة الفقراء وينكر عليهم حقوقهم لتي طالما وعد بها. كما دأب على الكذب ليداري أفعاله، حتى إنه في مشهد من امشاهد يستعين بخادمه الاسمر، الممثل ابراهيم محب، ليتستر عليه. وأخيراً كان من أكبر أخطائه تعيين نسيبه المنفلت وناصحه وكاتم أسراره، عبد الفتاح القصري، في أكثر الوظائف حساسية وأهمية في المطبعة، فيخرب كل شيء ويعجز عن سداد الديون والاقساط، ويتم الحجز على ممتلكاتهم، وتزول الثروة والبركة نتيجة لسوء الاختيار والسفه والمشي البطال. 

من أبرز الإسكتشات الكوميدية الهزلية التى تضمنها الفيلم، إسكتش "ترعة المحمودية....هاشتريها"

فاكرين الفيلم ده؟ عمل ائع...وعظة باقية. أنصحكم بالمشاهدة والتدبر.








تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك