"this is america".. الكشف عن العنصرية عبر يوتيوب

517

ظلم وتمييز عنصري، ضد أصحاب البشرة السمراء، هذا ما يمكن أن تحمله رسالة عنوانها هذه أمريكا this is america ، وإن كانت في شكل أغنية، تستقطب بعد انطلاقها بأيام قلائل ما يزيد عن مليون شخص، عبر موقع التواص الاجتماعي يوتيوب، فتحقق جدلًا واسعًا عبر "السوشيال ميديا ووسائل الإعلام العالمية".


الأغنية انتشرت بسرعة كبيرة عبر يوتيوب، لكنها تركت المستعمين في حيرة من أمرهم، خاصة لرمزية بعد المشاهد التي ظهرت في الأغنية. تبدأ الأغنية بألحان راقصة داخل مستودع للسيارات، ويظهر  المغني. عاري من صدره يرتدي بنطالا رماديا، وهو يرقص  مغنيًا لحبيبته، "نريد فقط أن نحتفل، نحتفل من أجلك نريد فقط المال من أجلك، المال من أجلك".


حل الجمهور رمزية البنطال  الذي يرتديه المغني  إلى ببنطال القوات الكوندرالية خلال الحرب الأهلية الأميركية "وقعت بين عامي 1861 و1865"، والمسؤولة عن الولايات الجنوبية الرافضة لإلغاء الرق واستعباد السود،  وازي يدل على المعاملة السيئة التي كان يتلقاها السود "العبيد" على يد البيض.


 يظهر خلف المغني كورال  من الشباب والبنات يرتدي زي مدرسة يصفق ويعيد غناء كلامه، ويظهر على ذراعه وشم جملة ترجمته هي "الحقيقة هي القوة"، والذي اعادة البعض إلى أن المغزى من الأغنية، هو الاعتراف بحققة أمريكا واستخدام قوتها.

يظهر في الأغنية أيضًا الفنان الموسيقي  كالفين الثاني يمسك بالغيتار ليعزف ثم يظهر مرة اخرى مغطى الوجه ومقيد اليدين،  بينما يدخل عليه تشايلديش، وفجأة يطلق النار على رأسه من الخلف ليقع  قتيلاً على الأرض.

المشهد أعاد إلى الأذهان شكل وهيئة والد ضحية العنف البوليسي تريفون بينجامين مارتن، البالغ من العمر 17 عامًا وقت مصرعه في 2012، والذي قتله رجل الشرطة زيمرمان، وتمت تبرئته لاحقًا. والتي كانت في  ذلك الوقت  قضية رأي عام، حيث نظمت المئات من المسيرات والمظاهرات الاحتجاجية على مقتله.

كما استحضر هذا المشهد أيضًا لحادثة مقتل والتر سكوت عام 2015، والتي قُتل فيها الشاب الأسود والتر سكوت من الخلف على يد ضابط شرطة، حكم عليه بالسجن عشرين عامًا. 

بعد قتل الضحية يعطي تشايلدش غامبينو المسدس لصبي يخفيه في قماشة حمراء أنيقة،  وهنا يرمز إلى ان السلاح له الافضلية في المعاملة من جسد الضحية الذي  يسقط على الارض دون اهتمام من احد. 

في اللحظة دي بيتغير لحن الأغنية إلى موسيقى الراب، وهو يغني This is America! الجمهور  عمل إسقاط المشاهد على الأحداث الواقعية، فربطوا بين طريقة رقص تشايلديش المغني  في بداية الأغنية، ورقصة "جيم كرو" الساخرة من السود، والتي أداها المغني الأبيض توماس د. رايس في أثناء ضعه المكياج الأسود في العام 1832.

في مشهد آخر يظهر المغني يقتل أفراد الكورال  وهو ما أسقطه الجمهور  على جريمة عام 2015، في كنيسة تشارلستون، أقدم كنائس ذوي الأصول الأفريقية في الولايات المتحدة، والتي قام شاب أمريكي بإطلاق النيران على من فيها عشوائيًا، ليقتل تسعة منهم.

ظهور السيارات القديمة التي يرقص فوقها تشايلدش غامبينو دون اهتمام،  هنا استدعى الجمهور حادثة قتل فيلاندو كاسيل، التي وقعت منذ عامين، حيث قام ضابط شرطة تم تبرئته فيما بعد، بقتل شاب ثلاثيني ذي بشرة سمراء.

 أو تستدعي حادثًا عنيفًا وآخر، يرقص تشايلدش غامبينو رقصا ملتويًا وكأن شيئًا من كل هذا العنف لا يعنيه، أو كأنه يقول إن الأمريكي ذا البشرة السمراء، إن لم يكن راقصًا في سبيل حياته، فهو قتيل لطريقة ما، على حد تعبير صحيفة نيويوركر.

حتى الآن الجمهور يقوم يوميًا بتحليل مختلف لمشاهد الاغنية وهو الدليل القاطع على نجاحها.




تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك