مي سكاف.. رحيل صامت لثائرة

511

"لا أريد لابني أن يحكمه ابن بشار الأسد"، قالتها مي لمحققها الذي أصيب بنوبة فزع، إثر إجابة لم يتوقعها على سؤال: "لماذا تنخرطين في التظاهرات بالشارع؟"، كان هذا في عام 2011، واحيلت إلى ما يسمى بمحكمة "الإرهاب" التي وجهت إليها العديد من التهم، منها المس بأمن الدولة.

وإثر تعرضها للمضايقات والتهديدات ومقاطعة شركات الانتاج الفني لها بسبب موقفها مما يجري في بلدها، اضطرت برفقة ابنيها إلى مغادرة سوريا إلى الأردن وبعدها إلى فرنسا عام 2013ومنذ هذا التاريخ صار الجملة وصاحبتها: مي سكاف أيقونتين للثورة السورية، إلى أن استيقظنا صباح أحد أيام الأسبوع الحالي على خبر وفاتها عن عمر 49 عامًا، بعد أن اختتمت حياتها بمنشور عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "إنها سوريا العظيمة، وليست سوريا الأسد".

تعرف سكاف نفسها بجملة شديدة الاختصار: "أنا مي سكاف  لا أعرف أنا ماذا؟ وسأظل لا أعرف إلا معنى واحداً ووحيداً،  يسقط الاستبداد".

وفي نعي رحيلها المفاجيء والغامض، والذي تعمل السلطات الفرنسية على الوقوف على أسبابه، من خلال تشرح جثتها، قال فارس الحلو: إن الفنانة الراحلة مي سكاف، توفيت وهي وحدها في المنزل، دون أن يكون إلى جوارها، أحد.

أما جمال سليمان، فقال عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:"وداعا مي.. لم أعرف في حياتي من هو أصدق وأنبل منك.. طيبتك اللامتناهية كانت تستفز كل من يحبك ويخاف عليك".

يتابع سليمان: "سألتني مئة مرة ونحن نصور أوركيديا.. متى سنعود إلى سوريا؟ وفي كل مرة كنت أكذب عليك وأقول قريبا.. كنت أفعل هذا لأني موقن أنه الجواب الذي تحبين أن تسمعيه، حتى لو شككت في صدقه، كنت أفعل هذا لأزيح عنك شيئا من ألمك واكتئابك.. ها قد مضى عامان ولم نعد.. وها أنت تذهبين في نومك الأبدي بعيدا عن سوريا".

أما كندة علوش، فقالت عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل انستجرام: بعدما نشرت صورة مي سكاف: "صادم رحيلك.. يترك في القلب فراغا مبهما وألف سؤال وألما يشبه الإحساس بعدم الجدوى.. من قلبي أتمنى لروحك السلام الذي لم تعرفه في الدنيا.. وداعا مي سكاف".

الفنانة أصالة وعبر انستجرام أيضًا قالت: "الله يرحمها.. ويصبر قلب اللي بيحبوها وأهلها.. الحرة ماتت بس الحرية ما بتموت مهما نزفت.. مي سكاف حرة".

فيما تعرضت الفنانة أمل عرفة لهجوم من مؤيدي النظام السوري، بعدما قالت:"مي سكاف.. عزائي الشديد.. الله يرحمها".

ما دفعها لأن توجه رسالة لهم قائلة: "كيف لنا أن نبني وطنا متألما بالشماتة والحقد.. لست طوباوية ولا أدعي المثالية لدي أخطائي الكثيرة.. لكن ليس هكذا تبنى الجسور ولا بالكره والشماتة تعود سوريا".

وفي السياق ذاته، حاول الكثير من أصدقاء الراحلة التواصل مع ابنها البالغ من العمر عشرين عاماً، والذي كان يقيم معها في فرنسا، إلا أن جميع محاولاتهم بات بالفشل، بعدما أقفل هاتفه الخاص.

فيما ترددت أنباء في الساعات الأخيرة، أن ابن الفناة الراحلة موجود الآن، في بيت الفنان السوري المعارض مكسيم خليل، في فرنسا، دون أن يظهر ابن الراحلة على وسائل الإعلام أو يدلي بأي تصريح بخصوص ملابسات وفاة والدته.






الفنان مي سكاف،  لم يمنعها النفي كما يمكن تشبيه بالتوقف عن التمثيل في باريس حيث شاركت في الفيلم القصير "سراب"، عام 2017، ولعبت فيه دور "ريما مرشيليان"، وهي سيدة سورية هاجرت إلى فرنسا خلال سنوات الثورة، وفي أثناء الانتخابات الفرنسية، يراودها حلم بأن تصبح أول امرأة تحكم بلداً عربياً .










تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك