المناضلة جميلة بوحيرد .. ضيف مهرجان أسوان السينمائي

822


وصلت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد،إلى مصر  للمشاركة في فعاليات مهرجان أسوان الدولى الثانى لسينما المرأة الذي تم إطلاق اسم المناضلة على دورته الحالية في الفترة من 20 إلى 27 فبرار الجارى، كما كان في استقبال جميلة بوحيرد وفد نسائى ممثلًا عن المرأة الأسوانية، وأيضًا منظمو مهرجان السينما، وكذلك الفدائية المصرية زينب الكفراوي، إحدى فدائيات بورسعيد خلال فترة العدوان الثلاثي على مصر في حرب عام 56.

خلال تكريمها، قالت بوحيرد إن الشعب المصري عظيم وكريم، معبرة عن بالغ سعادتها لما لمسته من محبة وترحيب وحفاوة، ومؤكدة أنها لن تنسى تضامن الشعب المصري مع قضية الشعب الجزائري وثورته ضد الاحتلال الفرنسي، وتكريمها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.


هذه السيدة التي كانت أشهر أيقونات سنوات النضال بالخمسينيات، ظهرت جميلة بوحيرد، وعرفت بالجرأة والمقاومة لذلك كان السجن  صديق ملازم لها وعرفت في العالم كله برمز المقاومة الجزائرية في وجه الاحتلال الفرنسي، تحدث عنها الشعراء  من كل دول العالم العربي، وبعد أن وصلت لعمر الثمانين لم تنساها ذاكرة العرب يوما، لذلك تم تكريمها كبطلة الجزائرية من قِبل المجلس القومي للمرأة.

وصل عدد القصائد التي تغنت في شجاعة جميلة بوحيرد إلى ما يزيد عن 70 قصيدة وكانت لم تتجاوز حينها عمر الثانية والعشرون، ولدت جميلة وسط 7 أولاد عام 1935، خلال سنوات الأحتلال الفرنسي، الذي بد عام 1830، ورغم التحاقها بالتعليم في مدرسة فرنسية على نشأتها الجزائرية، إا أنها لم تفقد  روح الوطنية على الإطلاق.


فى سنة 1957 ارتكب الاحتلال الفرنسى حماقة كبرى عندما ألقى القبض على "جميلة" التى كانت تقريبا فى العشرين من عمرها، بعدما أصابها الجنود برصاصة فى كتفها، ولأن الفرنسيين كانوا فى هذه الفترة قد فقدوا عقلهم بسبب قوة المقاومة الجزائرية واستبسالها، فإن العنف صار محاولتهم الوحيدة للقضاء على الوطنية المتفجرة فى أرواح الجزائريين ورغبتهم فى الاستقلال، معتقدين أن الخوف قد يردع شعبا عن تحقيق ذاته، لذا تعرضت جميلة للتعذيب، وحكموا عليها بالإعدام، حينها قالت لهم "بقتلى تغتالون تقاليد الحرية فى بلادكم، لكنكم لن تمنعوا الجزئر أن تصبح حرة مستقلة".


خرجت جميلة بوحيرد من السجن بعد سنوات، عندما لم تستطع فرنسا كبت صوت المليون ونصف المليون شهيد الذين كانت أرواحهم تدعم جميلة وإخوانها، وتحولت بعدها إلى أيقونة للمرأة العربية المناضلة المستعدة للتضحية بحياتها من أجل الوطن، وجاءت جميلة بوحيرد إلى مصر سنة 1962 بعد نجاح ثورة الجزائر لزيارة مصر ولقاء جمال عبد الناصر، كما التقت بالموسيقار محمد عبدالوهاب الذى كانت تتمنى لقاءه لدرجة أنها حلمت ذات مرة فى سجنها بأنها ستقابله.

 

وبعد كل هذه السنوات لا تزال جميلة بوحيرد فى عمرها الذى تجاوز الثمانين عاما، تثير الكثير من الحماسة فى وح الشعب المصرى الذى أحبها، وتبنى قضيتها ودافع عنها حتى انتصرت هى ووطنها فانتصرنا جميعا.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك