أخطاء سابقة ولاحقة
سؤال كتير بسمعه بعد ما خرجت، ولو اني ماخرجتش قوى يعنى ، لكن كتير بسمع سؤال من ناس فعلا بيسألوا ... هو احنا رايحين علي فين؟ هو مفيش حل خلاص؟ طب ممكن نعمل ايه؟ واخرتها؟
للأسف مابيكونش عندى ولا حد عنده إجابات علي الاسئلة العميقة دى.. فبكتفي بالابتسام.
لكن النقاش ومحاولة الاجابة على الاسئلة مفيد بشكل عام .. لكن مع الوقت تكتشف ان بجانب الناس اللى بتحاول تسأل علشان تفهم وتفكر وتراجع نفسها وتاول تفسر اللى حصل , هتلاقى برضه ان فيه نوعية اخرى بينقسموا لطائفتين.
رغم ان الطائفتين دول عدائهم لبعض شديد لكن هتلاقى خصائص وطباع مشتركة كتير.
جرب كده مثلا تتكلم اى كلام منطقي مهذب او بشكل علمي عن أداء الحكومة او الرئيس.. او حتى توحه نصيحة مرفقة ببحث علمي؟ او حتى تقول ملاحظة مهذبة.
هتلاقي سيل من الشتايم للأب والأم والاجداد وكل من تعرفه، كأنك اتكلمت عن ربنا.
كل دا بيكون وسط تخوين وكلام اهطل عن مؤامرة ودولارات واجندات ومخططات ومربعات.
عادى ومتوقع.
طب جرب كده برضه تنتقد تجربة الاخوان او حتى توجه نصيحة بشكل مهذب.. هتلاقي تقريبا نفس رد الفعل .. بل مكن بشكل اكثر بذاءة من انصار السيسي ومبارك.
شماتة وفرح في الأذى وكل أنواع الالفاظ اللي ممكن تتخيلها, وشتيمة لل ليبراليين الخونة اللى ساندوا الانقلاب (رغم إن الليبرالية الحقيقية هى اللى بتخلى بعض الناس يتمسك بمبادىء الليبرالية ويستحمل السجن أو الشتيمة علشان خاطر بيدافع عن حقوق المختلفين معهم قبل ما نطالب بحقوقنا).
دا غير التخوين والتكفير والاتهامات انك انقلابي وجزء من المؤامرة الصليبية علي الاسلام.
اخطاء كتير حصلت بعد الثورة
هتلاقي اراء مختلفة اكيد.. كل واحد بيبص من وجهة نظره..
بس الاكيد ان كان فيه اخطاء كتير حصلت أدت للى احنا فيه,
من أول مغادرة الميدان قبل إقرار أى شىء من أهداف الثورة, والاختلافات والخناقات والتربيطات السرية والعلنية اثناء ال 18يوم, مرورا باستفتاء مارس وغزوة الصناديق واشتغالة ان لما البرلمان ييجى الأول هو اللى هايحل كل مشاكل الدنيا وهاتدور عجلة الانتاج.
وفيه اللى شايفين ان انتخابات البرلمان والرئاسة قبل الدستور كان هو الكارثة اللى فيها تم استغلال طمع الاخوان وسيل لعابهم على السلطة من أجل خلق صراع مبكر داخل معسكر الثورة وتقسيمه جبهات ثم التنكيل بالثورة بكل اطرافها, وفيه اللى شايفين العكس.
في اللى نزل على قوائم الاخوان فى مجلس الشعب شايف ان ده كان عادى وقتها, وفيه اللي شايف ان النزول على قوائم الاخوان فى البرلمان كان نفاق وانتهازية , وفيه اللى شايف ان كان لازم قايمة واحدة (توافقية) للثورة ضد فلول مبارك بتضم كل الناس بما فيهم الاخوان وذلك لمنع انقسام وتنافس قوى الثورة قبل الأوان.
وفيه اللي شايف إن عصير الليمون وانتخاب مرسى ضد شفيق والعسكر كان هو الكارثة الكبرى فى تاريخ مصر, وفيه برضه اللى شايف ان ماكانش فيه مفر وان المسار كله تم فرضه علينا من البداية.
فيه اللى شايف ن تعدد مرشحى الثورة كان هو الكارثة وفيه شايف ان كان عادى لإن النتيجة واحد.
فيه اللى كان شايف ان الافراط فى المليونيات كان كارثة وفيه اللى كان شايف ان كان لابد منه وماكانش فيه مفر.
وفيه اللى شايف ان استخدام العنف ضد الاخوان كان بداية الكارثة وفيه اللى لسه شايف ان ماكانش فيه خيار بديل بسبب عناد وغرور الاخوان؟
زى اللى كان شايف إن ماكانش فيه مفر من النزول فى 30يونيو للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة, واللى شايف إن دا كان اكبر خطأ لإن اللى حصل بعد كده مالوش علاقة بالمطالب المشروعة.
الكلام عن انتخابات الرئاسة القادمة فيه آراء كتير مختلفة , ودا شىء طبيعى , المعسكرات اختلفت , وناس راحت من هنا لهناك , وناس رجعت من هناك لهنا, ,ناس بقالهم سنين طويلة إصلاحيين ودلوقتى بقوا راديكاليين, ناس كانوا طول عمرهم ثوريين ودلوقتى بيحاولوا يفكروا بهدوء شوية.
وفيه اللى طول عمره مع المشاركة فى اى انتخابات, وفيه اللى طول عمره مع المقاطعة لأى انتخابات بسبب وبدون سبب, وفيه اللى مع المشاركة لو ليهم مرشح وبعدها بينظروا للمقاطعة لو ماعندهومش مرشح أو لو مرشحهم خسر.
وبرضه فيه ناس شايفة إن المشاركة فى الانتخابات القادمة مضيعة للوقت لإنها محسومة طبعا وهاتبقى تمثيلية وكمان فى ايديهم كل شىء ولو لقوا منافس حقيقي هايزوروها.
وفيه ناس تانيين شايفين إن أه الانتخابات قد تكون محسومة وإن كل حاجة فى ايديهم فعلا
لكن ماينفعش نقعد مستنيين المظاهرة الجاية وبعدها ننزل او الثورة الجاية وبعدها نضم عليها.
أنا عن نفسى ليا قناعات ضمن معظم اللى فات.
شايف ان استفتاء مارس 2011كان بداية المسار الخاطىء, وان كان لازم الدستور قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية, وان الاتنين كانوا عك وانهم اتفرضوا علينا فرض بسبب اخطائنا كلنا وانتهازية البعض, اسلاميين وعلمانيين.
وان عصر الليمون كان ارحم من انتخاب شفيق, وان ادينا عرفنا وجربنا حكم الاخوان بيبقى عامل ازاى, وكان لازم نجرب علشان نتعلم.
وان اخطاء وعناد وغرور الاخوان هى اللى قادت ل 30يونيو, اللى نزلنا فيها بنطالب بانتخابات رئاسية مبكرة, لكن احنا ضد الاقصاء والدم وانتهاكات حقوق الانسان اللى بتحصل من بعد 3يوليو, وان الاقصاء والانتهاكات والظلم والتجاوزات هو اللى هايزود الارهاب مش هايوقفه.
ورغم ان الانتخابات قد تكون محسومة لكن لازم نشارك, لإن الدنيا عايزة وقت ومحاولات وتراكم كأننا بنبدأ فى 2004من الأول, ولازم نتجنب اخطاء 2012لما اتفرقت اصوات ثورة 25يناير بين كذا مرشح, وتقسيم الاصوات دلوقتى هايكون خطيئة كبرى ولا كأننا اتعلمنا.
المسرحية هاتتم هاتتم هانقعد نتفرج عليها كالعادة واحنا مستنيين المظاهرة الجاية عالقهوة او على النت؟
هى المقاطعة فى مصر بتنزع الشرعية؟ هو عندنا نصاب وحد أدنى لنسبة المشاركة؟ هاتقدر تمنع الناس اللى بيروحوا بزجاجة زيت وكيس سكر ويرقصوا أمام اللجنة؟
نزعت الشرعية فى 2005؟ طب فى 2007؟طب فى 2012؟ طب فى 2014؟
فى نفس الوقت عندى سؤال حول مصطلح معسكر 25يناير, هل أصبح مصطلح دقيق؟ هل كل من شارك فى 25يناير مع "جوهر"معنى الديمقراطية؟ اللى مش فقط صندوقراطية لكن ايضا تشمل احترام حقوق الانسان وحقوق الاقليات وحرية العقيدة والرأى والتعبير بكل اشكالها, وبتشمل اشراك الجميع بدون اقصاء, وبتشمل لحوار والسلمية بديلا عن العنف؟
لا أعتقد إن الكل متفق على ذلك, ولذلك من الطبيعى الفترة الجاية اننا هنلاقى كذا مرشح محسوب على 25يناير, وهنلاقى برضه من هو محسوب على 25يناير لكن ضد الانتخابات وشايفها بتدى شرعية للنظام (اللى بالفعل معاه شرعية الامر الواقع).
ولذلك (من وجهة نظرى) إن الاهم من الاتحاد حول مرشح واحد إننا نكون حول مرشح وافكار "التحضر والمدنية".
المدنية اللى تعنى التسامح والحوار وقبول الاخر, وحل الصراعات بشكل متحضر, وتعنى احترام الاختلاف واحترام العقيدة وحرية التعبير ايا كانت, وقبول الاخر كما هو, والدفاع عن حق المختلفين معنا ومن يكرهوننا قبل الدفاع عن حقوق من ينتمون الينا.
الدولة المدنية المقابلة لكل انواع الفاشية (دينية , عسكرية , سلطوية)
