نهاية حدائق "أنطونيادس" بالاسكندرية ..البيع بالمزاد العلني
في الأسابيع الماضية عرضت مساحة حوالي ألف متر من حدائق انطونيادس والتي تقع بالإسكندرية وتابعة لمعهد البحوث الزراعية بالبساتين، للبيع في مزاد علني، تلك الحدائق تغطي أكثر من 50 فداناً بالإضافة الى ما تحتويه من أثار وتحف نادرة.
في فبراير من العام الماضي كانت الحدائق قد تعرضت لسرقة قطعة أثرية نادرة، تم الإعلان عن هذا، الأمر الذي أعاد للذهان تلك البقعة المهملة والتي تحمل تاريخاً عريقاً لا يعرفه الكثيرون.
الجدير بالذكر ان حدائق "أنطونيادس والنزهة والورد" تابعة لوزارة الزراعة حيث يشرف عليها ويديرها معهد بحوث البساتين أحد معاهد مركز البحوث الزراعية، وذلك تبعا للقرار الجمهورى رقم (112 لعام 1986)، وفى حين أن القصر فقط تم منحه لمكتبة الإسكندرية مع الحديقة الأمامية للقصر فى حدود مساحة 2 فدان، ليكون مركزا ثقافيا متميزا.
نبذة تاريخية عن الحدائق:
حدائق وقصر أنطونيادس هي حدائق يرجع بعض المؤرخون تاريخ إنشائها إلى الفترة البطلمية في مصر وهي من أقدم حدائق مدينة الإسكندرية .
وفي القرن التاسع عشر كانت ملكا لأحد الأثرياء اليونان وكانت تعرف باسمه " حدائق باستيريه " حتى تملكها محمد علي باشا وأقام قصرا له بها وفي عام 1860 طلب الخديوي إسماعيل من الفنان الفرنسي " بول ريشار " إعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس التي أقام بها الخديوي إسماعيل أثناء زيارته لفرنسا، وكانت مساحة الحدائق آنذاك نحو 50 فداناً بل وصلت مساحة الحدائق نتيجة التوسعات التي أمر بها الخديوي إسماعيل الي محل نادي سموحة حاليا.
ومن ثم انتقلت ملكية القصر والحدائق الي أحد الأثرياء وهو البارون اليوناني جون أنطونيادس عام1860 والذي سميت الحدائق باسم لاحقا، وعندما توفي عام 1895 آلت الحدائق والقصر بالميراث لابنه أنطوني الذي نفذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية عام 1918.
لحظات تاريخية شهدت عليها الحدائق:
شهدت الحدائق مجموعة من اللحظات التاريخية، حيث شهدت الحدائق توقيع اتفاقية الجلاء عام 1936 بين الحكومة المصرية برئاسة حزب الوفد والحكومة البريطانية للانسحاب من مصر إلى منطقة القناة وتم غرس شجرة بمدخل القصر تخليدا لهذه المناسبة.
استضاف القصر ملوكا أثناء اقامتهم في الاسكندرية منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا حيث أقام في قصر أنطونيادس لفترة الملك زوغ الأول ملك ألبانيا وزوجته الملكة جيرالدين عد خروجهم من البلد عقب اجتياح مملكة إيطاليا في فترة حكم رئيس الوزراء بينيتو موسيليني.
أقامت ابنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية "امبراطورة إيران" وزوجها الامبراطور محمد رضا بهلوي "شاه إيران" السابق بالقصر في الشهور الأولى من الزواج، كما شهد القصر الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944 .
أثار وتحف نادرة بالحدائق:
توجد بالحديقة مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة كاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل فينوس آلهة الجمال وه تحمل مرآة كبيرة تعكس أشعة الشمس في الصباح تجاه نوافذ القصر الجنوبية.
الإضافة الى تماثيل تمثل الفصول الأربعة إضافة لأسود مصنوعة من المرم، كما تضم تماثيل لفاسكو دي غاما وكريستوفر كولومبس وماجلان
كما تضم حديقة النزهة ومسرح أنطونيادس، وحديقة الورد التي صممها المهندس الفرنسي ديشون ومساحتها 5 أفدنة كما يوجد بها أصناف كثيرة من الورود والأزهار النادرة.
