"جرابيع" ضد الدولة

483

"مطمن على عيالك؟" ، "مبسوط في الاستقرار؟" ، "لسه معاك فكة؟" دي كلها كانت اسئلة طرحها "إتحاد الجرابيع" اللي ظهر من كام يوم في عدد من الأحياء واللي بيستنكر الوضع الحالي للبلد ، إتحاد الجرابيع نفى انتماءه لأي كيان سياسي وده من خلال بيان نشره على الصفحة الخاصة بيهم بموقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك بعد أول تحرك ميداني ليهم في الايام اللي فاتت من خلال مترو الانفاق اللي قدروا يوزعوا فيه ملصقات تحمل الاسئلة المذكورة سابقا .

اتحاد الجرابيع كان إسم غريب لرواد مواقع التواصل اللي بدأوا في تداول صور الملقات داخل عربات المترو واللي حملت هشتاج " اتحاد الجرابيع" وبدأ عدد رواد التواصل الاجتماعي يسألوا عن مصد الصور ديه وعن هوية الحملة اللي بالنسبالهم مجهولة حتى الأن ، تحرك اتحاد الجرابيع مكنش عن طريق مترو الانفاق بس وانما كمان في عدد من المحافظات وده كان من خلال كتابة نفس الاسئلة والهاشتاج على عدد من حوائط الشوارع وتصويرها ورفعها على مواقع التواصل الاجتماعي.


تيران وصنافير مصرية:

مع بداية الجلسة الأولى للجنة التشريعية لمجلس النواب لمناقشة اتفاقية ترسيم الحدود اللي من خلالها هيتم تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ، كان اتحاد الجربيع قدر يوصل بملصقاته لميدان عبد المنعم رياض وتم تعليق عدد من اللافتات بالميدان تحميل شعار " تيران وصنافير مصرية "، وبعدها الاتحاد أصدره بيانه رقم 4 ليوضح أمر اللافتات.

وكان مضمون البيان الأتي " فى ظل سيل الإخفاقات السياسية وتخبط الروئ مابين خوف بعض القوى المدنية ومصالح الأخرى ،ومع إنتشار بعض دعوات الإعتصام والتظاهر لآخر شرفاء الوطن وبما إن بوصلتنا الميدان ورايتنا الحرية وعند الارض تذوب كل الأيديولوجيات والآراء السياسية وتتحرر كل العقول من الخلافات والاختلافات، نعلن قرارنا بالمشاركة فى أى حراك ضد التخلى عن شبر واحد من ارض مصر ونطالب من كل مصرى شريف أمن نا او لم يؤمن بأن يشارك فى هذه التحركات."


مين هما اتحاد الجرابيع:

لحد دلوقتي محدش يعرفهم ، ومأعلنوش عن نفسهم طوال الفترة اللي فاتت منذ ظهور ملصقاتهم، لكنهم شباب قرروا كسر حالة الحصار الأمني اللي فرضها النظام على أي تحرك يكون له أية طلبات سواء سياسية أو إجتماعية، وده من وقت إقرار قانون التظاهر والكيانات الإرهابية وأخيرا الطوارئ اللي من خلالهم بيتم تلفيق عد من القضايا اللي بيتم بيها محاكمة المتظاهرين والنشطاء وحبسهم.

غليان في الشارع :

لكن فيه حالة من الغليان سيطرت على الشارع من  فترة وخصوصا مع تزايد إرتفاع الأسعار بشكل جنوني بالإضافة الي إنتشار العمليات الارهابية اللي موقفتش حت الأن على الرغم من إن كل القرارات الأمنية والملاحقة السياسية كانت بتبررها السلطة تحت مظلة محاربة الإرهاب، ده إلى جانب القرارات الاقتصادية والسياسية اللي تسببت في أزمات متلاحقة وكان أخرهم وأبرزهم ما يحدث في البرلمان اللي بيناقش اتفاقية تيران صنافير اللي حكم الادارية العليا جاء بالغاء الاتفاقية من الأساس وإنه من المفترض مفيش اي قرار بعد حكم القضاء، لكن النظام احال الاتفاقية لمجلس النواب بعد ما خسر جولته أمام المحاكم وده بيوضح إصرار شديد من النظام على التنازل عن حزيرتي تيران وصنافيرمحاربة أي صوت مخالف.


اتحاد الجرابيع قدر ولو بشكل بسيط انه يدق جرس الانذار للسلطة أن الشارع في حالة غليان ، وأن القوى المعارضة اللي النظام بيحاربها من وقت اعتلائه للسلطة ، الخطر الحقيقي مش منها وانما من المواطنين البسطاء اللي لم ينتموا يوما لاي قوى سياسية ، إنها تبدأ ترفض القرارات السياسية والاقتصادية وتبدأ تعبر عن غضبها بالطريقة اللي هتشوفها مناسبة.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك