شموع الفكر التي بمحاولاتنا لإطفاؤها، تحرق الجميع

651


تنهمرُ الأفكار على عقلي وأحاولُ منع انزلاقِ إحداها من وَسَط التَدافُع.. بدونِ تدوين. 


لماذا إذًا نلتفِتُ إلى النواقص أغلب الأوقات فتكونُ هي سبب تعاستنا.. 

تخيل أنك تركز مع من تعرفهم وتلاحظ كثيرًا حسناتهم وخيراتهم وتشعر أنّهم ملوك لهم بريق.. ثم تجد أحدهم فعل شيئًا أو قال جملة تجعلك تشعر بالإحباط ويخِفُّ البريق من داخلك لأنك تشعر أن ما فعله مهين لكرامة الإنسان ويستحق غضبك.. 

ثم تغضب من نفسك وتلومها على غضبها منه ُ- على الرغم من أن مافعله سبب يستحق ذلك الغضب. 


لكن يلاحقك الندم قائلًا : جَلَّ من لا يُخطئ، وأن جميعنا سيئ بأشكال مختلفة، وأفعالنا قد تنطوي من الإهانات القليل أو الكثير - ولكن لا نرى أنفسنا وبسرعة نلاحظ عيوب الآخرين! 

ربما لو ظللنا نركز في عيوب الآخرين وانتهاكاتهم لحقوق البشر وحريتهم.. لن يبقى أبدًا أي إنسان دائم النور بداخلنا. 

وليست هذه الأزمة، فالأزمة الأساسية في الجهل الذي يؤدي بنا إلى ارتكابِ الحماقات والمهانات بحقِّ من حولنا دونَ وعي. 


قد نصنع أفعال مضرة بالآخرين وحقوقهم وكرامتهم ونحنُ ظانّينَ بأننا ننفعهم، أو نكرمهم ونعظم من شأنهم! 


وإذا دقّقنا في الأمر سنجد توجهاتنا الذهنية ليست صوب إعلاء شؤونهم أو نفعهم

كلا

توجهاتنا الذهنية توصِينا بفعل ذلك حتى يبقى الماء مرطِّبًا لوجهنا بأن لا نسمع كلمة فظة من أحد من الناس، والذين هم يسمحون لأنفسهم بالتدخل في شؤون الغير

بل قد نشع - يالَلخيبة - أن من يحفزون بداخلنا طاقة العزم على قمعِ حريات الغير والإعداء على اختياراتهم الشخصية.. نشعر أنهم الحق ونحنُ الباطل إذا ما لم نُساق معهم بداخل سجن القمع. 


نحاولُ منع من يريد إنارة الطريق لنا قائلين : هذا ما يفعله الناس من حولنا وهذا ما أنشأَنا عليه أهلنا


ونحنُ نجهل أشدّ الجهل بعظمة شعور الحرية، وبحجم الفائدة التي يمكن أن نَجنيها من تتبع الضوء

ضوء المُقاتلون في سبيلِ إيصال الحقيقة.. في سبيل زيادة الوعي، وإضاءة عقولنا عن طريق أمرين :

1- إمدادها بالمعلومات

2- إعطاؤها الفرصة لمحاولة التفكير بشكلٍ مختلف


نمسك عقولا، نمنعها عن الحركة؛ لأننا ظانّينَ أنها لن تفيدنا أو تنقذنا من المواقف المحرجة المتمثلة في إهانات أحدهم الموجَّهة إلينا، والتي قد تكون مجرد نظرة/كلمة ،والتي من الممكن أن تضيع ثقتنا بأنفسنا لوقتٍ طويل. 

فالكلمة تستغرق ثانية بينما يمكنها تحطيم الإنسان لأشهُر وأكثر, يمكنها قلب كيانه وإشعارُه بأنه لا شيء. 


نمثل القوة - ونحنُ الجبناء - حتى نُشعِر أنفسنا أننا على الطريق المستقيم. 

والمشكلة الأسوأ من كل ذلك أن التحطيم يكونُ مستمرًا لطالما لم يقدر الإنسان على الإنفكاكِ من سُلطة الجاهلِ أعمى البصيرة الذي يقبض عليه بيده.. فالطفل يكونُ ضحية الأم والأب الجهلة، وقد يصاب بأمراض بدنية كانت أو نفسية لمجرد أن عبثية القدر وضته تحت سيطرتهم.


نفس الأمر يحدث للمعتقلين، والمساجين، والفتيات اللاتي تُعانين من تسلط الأب والأم،والإخوة، والعائلة، والشارع، والمنطقة، 

والدولة! 

يحاولون منعَ ضوء العلم والأفكار والتقدم بشتى الطرق ؛ لأجل سيادة الجهل وتربُّع الفكر المتدني على العرش. 

يتشبّث الناس بالعادات والتقاليد الحجرية, ولعلّك إذا جعلت أحدهم يطّلع على عادات وتقاليد دول أخرى لانفتحت أفواههم من هولِ الصدمة!


الأمور الصادمة لهم.. 

يراها شعبُ الدولة المُرتبطة بها العادات، أنه أمور عادية جدًا بل هي الواجب، والأسوأ: قد يرى الشعبُ أن مُخالِفِ العادة يكون مصيره القتل،ِ أو التحريضِ، أو الوَصمِ في أحسن الأحوال.


يقتَصّونَ نصوصًا دينية للتدليلِ على صحة جهلهم، يظنون أن استنادًا عثروا عليه بالصدفة .. يظنون أنهُ سيدحض كل شيء.


وهم أيضًا ضارّينَ ومضرورين 

ضارِّينَ للأسباب التي أسلفتُ ذكرها

ومضرورين لأنهم ينحبسون بداخل كهوفهم رافضين الخروج والمواجهة.. رافضين مجرد التفكير حتى؛ وبالتالي الحفر في القاع وتظل حياتهم بلا قيمة. 

فهُم يعيشونَ بداخل الأضرار والمساوئ الناتجة عن محاولاتِ كبحِ العلم والأفكار الجديدة ولتنوير، ولا يعلمونَ أن جمودهم هو سبب تعاستهم. 

وطوال الحياة حتى المما سيبقَونَ مهمومين ؛ لأنهم أيضًا يعلمون أن الذين يُقبَضُ على حياتهم من قبل أيديهم يحاولون الفِكاك.. وسيستمروا في ذلك. 

فحتّى لو خضعت الفتاة لتسلُّطِ السلطة الأبوية الذكورية أعوامًا، سيظلّ من حولها يعيشون مهمومين ؛ لعلمهم بضياعِ احتمالية ركوعها، وأن لحظة تحرُّرِها من قبضتهم آتية لا محالة. 

______________________________

وفي زحامِ الصراع، يُحاربون لأجل الخلاص.. 

منهم من يقدر على إيصال صوته وأفكاره للناس، ثم يشتهر، وتزداد أفكاره متانةً وتطوُّرًا كنتيجة لزيادة الإطلاع على تجارب الآخرين، القيام بالتجارب، والقراءات المتنوعة، 

والأهم من ذلك كله! : شدة تشعُّب أفكاره وزيادة طرق تفكيره. 


ونتيجة لعوامل كثيرة تتضمن العوامل السابقة.. يقومُ بإظهار أفكار أقوى وأفيد، وأكثر تأثيرًا من أفكاره السابقة.. فَلَهُ المجد مُنير الطريق للناس

وبعدَ موتِه يظل إسمه مرتفعًا عاليًا.. 

يصبح ذكرى ملهمة.. مفيدة للآخرين 

سيكون داخل قبره تاركًا خلفه تراثًا من العلم، أو الأفكار والأعمال التي تركت وستترك دومًا أثرًا على مرِّ التاريخ. 

بينما الشخص الذي يعيش بقوالب محددة غير منطقية .. قائمة على لا شيء - الذي هو يراه كل شيء - سيموتُ مُبَّلًا بالآثامِ المكتسبة نتيجة إضراره المتسلسل لغيره

متسلسل لأن فِعلاً يئًا واحدًا يؤدي إلى عدة مخاطر جسدية كانت أو نفسية، واللذان بدورهما يؤديان إلى المخاطر الإجتماعية، والبيئية. 

ويكونُ الإضرار تحتَ مُسمّى الحماية أو درء المخاطر - المائعة - المتمثلة في نظرة الناس إليه. 


وللحديثِ بقية...

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك