كن مثل الشئون المعنوية

862

"بعد نكسة 67، كانت الروح المعنوية في حالة تدهور مستمر بين صفوف رجالنا بالقوات المسلحة نتيجة الهزيمة وكذلك حالة الشعب، كان هناك شبه اتهام للقوات المسلحة بانها قصرت..وكان هناك تساؤل شعبي لماذا انهزمنا فى 67..ونحن كما نقول أكبر قوة فى الشرق الأوسط"..هكذا قال اللواء جمال محفوظ مدير سلاح الشئون المعنوية الأسبق، فى حوار سابق لجريدة الأهرام عام 1998، عن التخطيط و التدريب ورفع الروح المعنوية للجنود.


لحد كدا تمام؟.. طيب عمل أيه اللواء جمال و الرئيس عبد الناصر ومن بعد السادات عشان يرجعوا قوة الجنود تانى، و يقدروا يشيلوا من أذهانهم وقلوبهم ألم الهزيمة وينتصروا فى 73؟


عملوا شوية حاجات كدا لطيفة، منها "الواعظ الزائر"..بيعمل إيه يعني؟..حضرتك كان بيجي يتكلم مع القيادات والضباط  كل يوم ساعة..الفكرة نجحت؟؟ اه..بس عارف ليه؟ شان محفوظ عمل قبلها أبحاث و تحاليل عن شخصية الإنسان المصري ..اه سافر وجاب احثين وطلع فى الاخر بكتاب يحمل عنوان (دليل الواعظ في القوات المسلحة)...كتاب؟ كان فيه ايه؟..الكتاب تضمن الإجابة على سؤالين‏..‏ الأول ماذا تحتاج القوات المسلحة من الواعظ؟ (عشان ما يجودش من عنده)،‏ والثاني بماذا يخاطب الجنود؟ (يلعب على الوتر اللى خرجت بيه الأبحاث وكان الدين طبعا).


"الوعظ الزائر" نجح بالفعل فى مهمته وقدر يبث روح الانتصار والعمل تانى فى نفوس الجنود..اها كانت القيادات ذكية جدا وعرفت الحاجة اللى ممكن تخلي الجنود ترجع تحارب تاني ( اللى هي الدين) وما تخفش من الحرب، و قدروا يوصلوا بالجنود  لمرحلة (نفسيتنا حلوة و مرتاحة يلا بينا بقي نحارب!"...نحارب ايه بس يا عم لسة بدرى؟..بدري ليه إحنا أهو زي الفل..لسة فى تدريب..معسكرات..نفخة يعني مستنياكوا..مستعدين؟؟..الجنود طبعا كانوا مستعدين لأن القيادات قدرت تربط المقولة الأشهر (الأرض..شرف و عرض).


يستكمل محفوظ حديثه للأهرام ويروي عن لحظة انتصار أكتوبر وانتصار قياداته فى إزاله روح الهزيمة و الكسرة من نفوس الجنود:"اتخذت قواتنا صيحة الله أكبر وتم تدريبهم عليها منذ عام‏1968‏ واستمرت خمس سنوات قبل المعركة فشكلت بذلك جزءا لا يتجزأ من وجدان رجالنا‏،  حتى ظهر ذلك بأجلي صورة يوم المعركة علي اتداد الجبهة وفي كل المعارك التي دارت في البر والبحر والجو، وقال عنها مراسل وكالة رويترز‏:‏ إن صيحة الله أكبر كانت أصيلة وقوية التأثير الي الحد الذي تصورنا معه أن الجنود ليسوا وحدهم الذين يهتفون بها بل أيضا الجبال والرمال والذخيرة‏،‏ والأفق بأسره‏!‏".



"الواعظ الزائر"  كان نموذج أو حاجة من الحاجات الكثيرة اللي لعبت عليها القيادات فى سلاح الشؤون المعنوية و اللي  اثبتت نجاحها فى 73، معلش يا يوستينا عايزة إيه دلوقت؟..هنلعب باليه 😃 


اها باليه وهات شيبسي و كارتيه وشوف جنودك(موظف..خادم..أبنك..صحبك..جوز مراتك برضو عادي) المكسروين من الزيمة وفرق عليهم 😃.


نتكلم جد... الشؤون المعنوية عرفت تلعب على وتر مهم جدا "الدين".. أنت حضرتك ممكن  تشوف الوتر اللى ممكن يؤثر فى جنودك وتلعب عليه برضو..لازم تفتكر أن الشؤون المعنوية ماقلتش للجنود بعد الهزيمة مباشرة :"جهزو نفسكوا هنحارب بكرة الصبح يارجالة"..لاء هى شفت نفوسهم بعد ما عملت أبحاث وسمعت من الجنود ..سدت احتياجاتهم (كانت القيادات بتروح لأهالى الجنود تطمئن عليهم وتديهم مرتبات و علاج على نفقة الدولة، وكانت بتنزلهم اجازات عشان يشوفوا اهاليهم)..دربتهم...وبعدين حاربت..عشان كدا انتصرت، ما قلتش حاربوا وبعدين نشوف حوار النفسية والاحتياجات العاطفية دي 😃..شوفتونى وأنا عميقة.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك