حديث المرايا

288

عم تبحثين؟ فقدت شيئاً؟ فلتحكي معي قولي لي فأنا مثلك جزء منكِ، و ما يدور بك جزء مني فنحن واحد، يجب ن تتكلمي لك ننجو معاً سوياً، أراك و أرى عيناك و الثقب الذي في قلبك، أرى اللمة التي يرتعب منها عقلك، أعلمي إنها سوف تمر، صدقيني ، لقد مررنا بما هو أصعب، لا تنظري إلي هكذا أعلم أنه من الصعب علي وعليك أن ألقي على مسمعك شيئاً من هذا، شيئاً من النصحية أو الحقيقة فأنت تعلمين جيداً الفرق بين الأبيض و الأسود ولا تحبين أن يملي عليك أحدًا أي أوامر، كنت و مازلت عنيدة يا صغيرتي، أعلم أنني وعدتك يوماً أنها ستكون آخر مراحل الحزن والبكاء، وآخر الدروس، ولكن ما الذي في إيدينا لنفعله؟ الدنيا تريد أن تُعطينا درسًا آخر، ووجعاً آخر، لا تعلمي ما يمكن أن يحدث غداً ، فالقدر يريد أن يمنحنا فرصة أخرى للنجاة، و من الممكن أيضاً أن يهبنا حياة أخرى، و فرصة من الزن لكي يداوي بها الجروح وينير بها عتمه الطريق، أرجوك تكلمي فلا أحتمل صمتك هكذا بعد.

أنا لم أختبر هذا الصمت معك من قبل، أنا هنا أحتاجك أقف مقابلك بنفس الغرفة المعتمة أنتظركِ لكي تتحدثي معي و تُطّمئنيني، لأول مرة تصمتي يا صديقتي كان دائماً هناك محاولة و أمل، كنت دائما تتحدثين عن الغد وكيف سيصبح أرق على قلوبنا من اليوم، كنت دائماً تُعاتبينني بمواجهتي  لك بالحقائق و تقولي لي أنت لا تعملي مدي قوتي و مدى إصراري بالحياة وتُعطيني الأمل والتفاؤل بانتظار الغد بكل ما به من صرعات وكل ما به من حب، في الحقيقة يا قرينتي أنت التي لا تعلمي مدى ثقتي أنا بك و إيماني بك على إنكِ دائما ستظلين خير عون وخير رفيق، و ما كان حظ الإنسان بخير رفقة سوى بنفسه و يا محلى الرفقة لو صحبتها حكمة، تناديني بضميري !

 لا لم أكن الضمير يوماً، فهذه مسميات بشرية أطلقها أحد البشر لك يبرر فعل الخير عن فعل الشر، ولا أنا صوتك الحق؛ ما أنا سوى غرفة بداخل عقلك و هذه الغرفة كان من الممكن أن تظل معتمة مدى الحياة من كثرة المواقف، التي مررنا عليها معاً، أنت التي أضاءت النور بها وجعلتِها حية وجعلتي منها رفيق لك حسيبًا، هذه البقعة من عقلك أيا كان تسميتها في عقلك فهي تحيا بك مثلما يحيى قلبك و يحيى عقلك و تحيا روحك و يحيى كل من حولك من طاقة الحب والتفاؤل و الإصرار و الانتظار التي دائما ما تنشرينها من حولك، سأنتظرك دائماً .. 

أنا في انتظارك فلا تردي لي مطلبي لأجلنا نحن فقط، تستطيعين تكملة الطريق، أنا أثق بك عندما تصبح العتمة في وجه النهار، و عندما تتعرج الوديان الصحراوية كخط متعرج، داخل تلك التلال الخضرة، و تذوب بها وتختفي فاجعلي الألم وخيبة الآمال تختفي مثلما شاركتني في اختفاء أحزن الكثيرين حولك، سأكون هنا داخل المرايا لأقول لك دائما الحقيقة التي تحتويها داخل طياتك الجميلة فمن أنت الآن؟ أنت أجمل يدة بالمدينة .

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك