حلم الخلود يراود بوتفليقة.. على كرسيه المتحرك

455


رغم حالته الصحية المتدهورة منذ سنوات، والتي أجبرته أن يصبح قعيداً على كرسي متحرك، ورغما عن المعارضة المحتجة على بقائه في السلطة، أعلن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفيقة، ترشحه لانتخابات الرئاسة المقررإجرائها في أبريل القادم.

وأوردت وكالة الأنباء الرسمية خبر ترشح بوتفليقة، البالغ من العمر 81 عاما، والذي تولى الرئاسة عام 1999.

وفي بيان ترشحه الذي ألقاه بوتفليقه، وعد بتنظيم "ندوة وطنية شاملة" من أجل معالجة القضايا "السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد"، واقترح "إثراء للدستور" بعد انتخابه لفترة رئاسية خامسة.

وخلال السنوات الأخيرة استعمل الرئيس الجزائري الكرسي المتحرك ، ونادرا ما يظهر علنا منذ أن أصيب بسكتة دماغية  أفقدته الحركة في عام 2013.

وخلال الأيام القليلة الماضية أعلن حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يملك أغلبية المقاعد في البرلمان، دعمه لترشح بوتفليقة مطلع هذا الشهر.

وخلال تصريحات صحفية سابقة، قال الوزير الأول، أحمد أويحيى، الذي يدعم حزبه التجمع الوطني الديمقراطي ترشح بوتفليقة، إن مرض الرئيس لا يمنعه من أداء مهامه الدستورية.

وأضاف إن خيار ترشح بوتفليقة في الانتخابات القادمة حُسم، ويبقى فقط الإعلان الرسمي من طرف المعني بالأمر.

وأثار الحديث عن ترشح بوتفليقة الذي سيحتفل بعيد ميلاده الثاني والثمانين خلال الأيام القادمة،  جدل وموجة من الانتقادات اللاذعة  على صفحا مواقع التواصل الاجتماعي وتداول بكثرة هاشتاغ #أويحيى وهاشتاغ # bouteflika بين الرواد الجزائريين خلال اليوميين الماضيين.

وعبر المغردون عن رفضهم لترشح بوتفليقة وأبدى بعضهم تعاطفا مع حال الرئيس الذي قالوا إنه لم يعد يقوى على الحركة وألمح البعض إلى أن بوتفليقة ليس سوى دمية في يد من يحكم بالفعل.





يبدو أن حلم الخلود في الحكم يراود بوتفليقه منذ سنوات، وان بقائه في السلطة أصبح الأمل والحلم الذي يعمل الرئيس الجزائري على تحقيقه، ففي عام 2012 وضع  الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حجر أساس الجامع الأعظم ليكون أكبر مسجد في إفريقيا وثالث أكبر مسجد في اعالم بعد الحرمين، وبأطول مئذنة في العالم بطول قدره 265 مترا. 

مسجد سيمح لحوالي 120 ألف من المصلين بأداء شعائرهم الدينية. المشروع يذكر إلى حد كبير بمسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء المغربية الذي دشنه العاهل المغربي الراحل عام 1993، في حينها كثالث أكبر مساجد العالم. 

فبعد العشرية السوداء وما خلفته، استغل بوتفليقة الارتفاع الصاروخي لأسعار البترول وما أسماه بـ"البحبوحة المالية" لإطلاق عدد من المشروعات العملاقة أبرزها الجامع الأعظم لترسيخ الهوية الإسلامية للبلاد وسحب البساط من تحت أرجل الإسلام السياسي.

غير أن عددا من المعارضين السياسيين يعتبرون ثمن بناء المسجد باهظا، ويعكس من وجهة نظرهم سوء الحكم وفشل السياسة الاقتصادية في البلاد. وقدر مكتب دراسات شهير، بطلب من صحيفة لوبوان الفرنسية (2 فبراير/ شباط 2018) التكلفة النهائية للمشروع بحوالي أربع مليار دولار. % من عائدات الجزائر المالية أو ثلثي صادرتها من المنتوجات غير البترولية.

أعمال الجامع الكبير انطلقت عام 2012، وكان من المفترض أن تنتهي عام 2017، غير أن موعد التسليم تأخر لأكثر من مرة، فيما تضاعفت الميزانية مرتين لتصل لرقم  فلكي قدره ملياري دولار، وبالتزامن مع بناء الجامع الأعظم يمر الجزائر بتدهور شديد في الوضع الإقتصادي للبلاد.

على الناحية الأخرى كن اللواء المتقاعد، علي غديري، البالغ من العمر 64 عاما، أول من أعلن ترشحه للنتخابات الرئاسية بعد الإعلان رسميا عن تاريخ إجرائها.


ويشارك في انتخابات أبريل حزب حركة مجتمع السلم ذي الخلفية الإسلامية، بمرشحه عبد الرزاق مقري، رئيس الحزب، الذي قال إن صحة بوتفليقة المتدهورة لا تسمح بأداء مهامه في قيادة البلاد.

ويعد الرئيس الجزائري بوتفليقة مهندس المصالحة الوطنية التي وضعت حداً لحرب أهلية أسفرت عن 200 ألف قتيل على الأقل في الجزائر، وهو الرئيس العاشر للجزائر منذ تكوينها والرئيس الثامن منذ الاستقلال.

عبد العزيز بوتفليقة من مواليد 1937 بمدينة وجدة المغرية. تلقى تعليمه المدرسي في المغرب قبل أن ينخرط في صفوف جيش التحرير الوطني الجزائري. تولى مسؤوليات عديدة في فترة النضال ضد الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال. انتخب في عام 1999 رئيسا للجزائر وأعيد انتخابه في عام 2014 لولاية رئاسية رابعة بأكثر من ثلثي الأصوات.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك