مكافحات .. ولكن

263

بمناسبة يوم المرأة العالمي، وقصص الكفاح العديدة التي تم المشاركة بها لستات مصر الجميلات القويات

لفت نظري قصص كفاح نساء الطبقة الراقية ( الA Class )

وبكلامي القادم انا لا اقصد اي حقد او حسد او تقليل من شأن اي أحد..

ولكن لا أري أن تعليم احد الفتيات في مدارس فرنساوي وانترناشونال ودخولها لجامعة خاصة ألمانية أو كندية وسفرها للخارج للحصول علي ماجستير ودكتوراه من انجلترا ورجعوها لمصر مرة اخري حتي تشل منصب فخيم وفي الغالب ما يكون هذا المنصب في شركة احد والديها أو وراثة عنهما، والزواج من شاب غني وإنجاب أطفال والاستمرار في العمل ودور الأمومة في نفس ذات الوقت بمساعدة البيبي سيتر، أمر يستحق التصفيق والاحتفال به!

نعم، فهذا الشكل من الحياة يتمناه الجميع، وهنيئا لهؤلاء الفتيات لحصولهن على هذه الحياة الجميلة اللطيفة، ولكن هذا لا يندرج تحت مسمى "الكفاح"

هناك نساء في كل مكان في مصر، يولدن في مجتمعات بسيطة وفقيرة تحتقر المرأة وتعليمها، يكافحن للحصول على فرصة للتعليم في مدارس حكومية عقيمة غير آدمية، و يكافحن للنجاح في الدراسة بدون دروس ومساعدة الانترنت والسائل الترفيهية المتقدمة، يكافحن للذهاب للجامعة كل يوم في المواصلات العاة، و يكافحن للعمل والاجتهاد للفوز بمنصب يعتقد الجميع أنه للرجال فقط..

فتيات تستقل مادياً، تحرمن أنفسهن من أشياء كثيرة لادخار المال حتى تستطيع ان تكون مسؤوله عن احتياجاتها الاساسية البسيطة بالكامل الرجوع او الحاجة لأهلها، تعمل في أكثر من وظيفة حتى تستطيع أن تستكمل الدراسات العليا في أحد الجامعات الحكومية المصرية البسيطة بآلاف الجنيهات..

أمهات عاملة وستات بيوت، تصحي من النجمة، تجهز الفطار لكل أفراد الاسرة، للكبير وللصغير، تأخذ الأطفال إلى المدرسة، تذهب إلى العمل، تأخذ الأطفال ن المدرسة، تطبخ الغذاء لزوجها، تساعد الاطفال في الواجبات المدرسية، تقوم بتنظيف البيت، تدخر المال بأعجوبة حتي تستطيع مساعدة زوجها، واحياناً تشارك بضعف ما يشارك به زوجها في البيت من مصاريف، وتكرر كل ذلك كل يوم بدون اي مساعدات من اي حد..

امهات في المترو، تحمل طفلها على كتف والكتف الآخر تحمل البضاعة التي تلف بها في عربات المترو حتي تجني بعضً من المال الحلال..

نساء حوامل ومرضى وضعاف يكافحن كل يوم للحصول على نصف ما تحصل عليه فتيات الطبقة الارستقراطيه بكل سهولة وبدون بذل اي مجهود..

انا لا اقول اننا لا يجب أن نشجع الفتيات التي ولدن في عائلات غنية وحياة كريمة مريحة، ولا اطلب من المجتمع أن ينبذها، ولكن لندع الكفاح لصاحبات الكفاح الحقيقي، فالتعليم بفلوس والداك والسفر للخارج بفلوس والدك والعمل بأحد شركات والدك، حفاظك على مظهرك ولياقتك بفلوس والدك، وإنجاب الأطفال وتربيتهم من خلال البيبي سيتر بفلوس زوجك واستكمال عملك وانشائك  لبينزنس خاص بكى جديد بفلوس زوجك ونجاحك في البيزنس بفلوس وعلاقات المجتمع الارستقراطي التي تنتمي له، كل هذا لا يعتبر كفاح.. من الممكن أن نعتبره نجاح... سوف احاول ان ادرجه تحت مسمي النجاح وبعض من الاجتهاد، ولكن أي كفاح هذا الذي يأتي من ال بابا والزوج! واي كفاح هذا الذي يأتي بدون كفاح وبكل سلاسة ودم مواجهة التعقيدات والتحديات، أي كفاح هذا الذي لا تضطرين فيه ادخار كل قرش ن عملك حتى تأمني نفسك ومستقبل اولادك، أين هو الكفاح في الاعتماد على اموال الاخرين وعلي الإنشاء والتربية في مجتمع يمنحك كل ما تريده دون عقبات او مشاكل.


انا احترم الجميع ولا اريد ان اكون طبقية تحقد على الطبقة الأعلى ولكن في الحقيقة نساء مصر الكادحات كثيرات وفي كل مكان في مصر، ويستحقن كل التقدير وتسليط الضوء عليهن، نساء مصر اللاتي خلقن نجاحهن من العدم ومن لاشئ، بأموالهم الخاصة، وكفاحهن الخاص، واعتمادهن على أنفسهن بنسبة مئة بالمئة دون الاعتماد علي اموال زوج أو أب، هن من يستحقن التصفيق وكل التقدير.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك