بيستعبدونا.. حكايات عامل مصري في بلاد الغربة

352

عزيزي القارئ، لن أتعرض إلي رأيي الشخصي في هذا المقال، ولا أعلم لماذا؟؟

عفواً، لقد حلق ذهني في سماء الخيال السحيق؛ لأني منذ قدومي علي الكتابة في المواقع الصحفية المختلفة لم أتعرض لرأيي الشخصي الذي من المفترض أن يتبلور في صورة دراسة دقيقة للمسألة المطروحة مع ضرورة تفتق ذهني لإبتكار حلول ابداعية تعالج المسألة معالجة سديدة تخطف أنظار القراء بل القائمين علي إدارة المواقع الصحفية التي أكتب فيها منذ سنوات رغم أني لم أتجاوز واحداً وعشرين عاماً من عمري، وانحصرت كتاباتي في التنديد بانتهاكات حقوق الإنان بصور مختلفة، فتارة أستعراض بعض المسائل التي تشغل الضمير الإنساني ثم أقرنها ببعض من القوانيين التي يحيكها القانونيون ثم تقوم السلطات التنفيذية في بلاد العالم المختلفة بل والمنظمات الدولية الحكومية المسؤولةعن تطبيقها بضربها عرض الحائط، وتارة أخرى أقوم بطرح إحدى قصص أحد الأشخاص الذين تعرفت عليهم إما عن طريق الصدفة أو عن طريق الصداقة أو الزمالة وأسرد كيف تعرض لمظالم متراكمة تمت بالملف الذي أهتم به منذ نعومة أضافري مع إضافة لمسات أبداعية تزدان هذه الكتابات حتي لا ينزلق القراء في خانات مسربلة بالرتابة، وفي حقيقة الأمرلا أعلم لماذا أنحصرت كتاباتي في هذا الطار المحاط بأسوارمفعمة باليأس والآسى والحزن الذي لا يكون إلا بمثابة توثيق لآلام أشخاص تمتزج معها آلامى التي من الممكن أن تكون داخل رداء الشفقة؟ 

هل من الممكن لأني لم أجد حتي الآن مؤسسة حقوقية أعمل تحت رايتها وتمدني بالدعم المعنوي؟ أم لأني أفتقد إلي شخص علي المستوى المهني يتبنى قدراتي، ويساعدني على توظيف مهاراتي ف الأتجاه الأمثل. 

لمَ أن هذه المقدمة لا تتسق مع عنوان المقال فأنا أتقدم بخالص الأعتذار للقراء الأعزاء ولإدارة فكر تاني المحترمة، ولكني أردت أستفرغ جزء ما يدورفي نفس، مثلما أحاول أن أستفرغ آلام من أهتم بقضاياهم في كتاباتي، ولمً أن هذا القال سوف يتحدث عن حقوق عمال منتهكة في بلاد الغربة، بعدما أجبرتهم الظروف الأقتصادية المضنية من التملص من قبضة الفقر، بأي سبيل للحصول علي حياة رغيدة حتى ولو كان ثمنها امتهان كرامتهم، ولمً أن موقع فكر تاني أتاح لنا الكتابة باللهجة العامية، سوف أسرد قصة هذا العامل الذي تحاورت معه لدقائق محدودة والذي تشرفت بمجاوراته في المقعد أثناء ركوبنا إحدى وسائل المواصلات باللهجة العامية التي كان يحاكيني بها دون الأحتكام إلى ضوابط اللغة العربية الفصحة، حيث أن الحوار داربيني وبينه بعد ما رآني أقرأ رواي الأستاذ إبراهيم عيسى مقتل الرجل الكبير كالآتي: 

هو: أنت بتشتغل في اصحافة. 

أنا: أيوة أشتغلت لفترة قصيرة ولكني بكتب صحفياً حالياً وطالب في كلية الحقوق. 

هو: أصل أنا شايفك بتقرأ لإبراهيم عيسى أصل الناس ديه أتخنقنا منهم مبقناش نصدقهم.

أنا: أستاذ إبراهيم عيسي نخبة محترمة ولكن ممكن نختلف معاه في بعض الأوقات عادي بس مينفعش نغفل أنه من المثقفين.

هو: أنا مقصدش والله أصل أنا عانيت الفترة الي فاتت او بعاني طول عمري من فقر وحاسس ان الناس ديه هي جزء من أسبابه. 

أنا: حضرتك خريج أيه وبتشتغل أيه؟

هو: والله أنا خريج معهد فني صناعي كنت عايز اعمل معادلة عشان أخش كلية هندسة بس منفعش اللغة عندي ضعيفة، وبشتغل عامل سافرت ست دول منهم خمسة عربية وواحدة مش عربية إيران كانت في رحلة سياحية.

أنا: أظن انت بتعاني من الكفيل 

هو: أنا روحت ليبيا والعراق كانت المعاملة حلوة وخصوصاً العراق قبل الامريكان مايدخلوها بفترة كبيرة وكان صدام الله يرحمه بيعاملنا كويس وكان بيقول الي يتعرض لمصري كأنه أتعرض لصدام حسين نفسه وكان بيصرف 100 دولار لكل مصري شغال ولا مش شغال شهرياً.

أنا: طب وأيه الدول التانية؟

هو: الكويت والسعودية بيستعبدونا يا عم هناك.

أنا: بيستعبدوكوا؟! أزاي؟ 

هو: ماتقدرش تعمل حاجة الا تحت رعاية الفيل بيذلونا انا كنت في السعودية بدفع للكفيل 500 دولار في الشهر لما شافني راكب عربية بعد ما ربنا فتح عليا قالي انا عايز 5000 دولار في الشهر فقولتله مينفعش انا عايز انهي الكفالة بس القانون هناك متحيز ليهم مش لينا مفيش ضمانات تحمينا. والكويت نفس النظام يا عم برده كأننا العبيد بتوعهم، بالاضافة ان فيه ولاد....... بيمدوا اديهم.

أنا: أيه الي سفرك.

هو: أنا الي سفرني ان ابويا عنده محل بقالة ومعندناش مصدر رزق غيره فلو كنت ماسفرتش مكنتش هتجوز ولا هنيل.

أنا: أنت متجوز؟

هو: أه وعندي طفلين كانوا معايا في السعودية.

أنا: ربنا يخليهم ليك.

هو: ربنا يخليك  اما الامارا مفيش كفيل التعامل مع الادرة الاماراتية فالمعاملة كانت حلوة جداً يا عم القانون بيحمينا هناك من استغلال الكفيل.

أنا: طب وإيران؟

هو: إيران ديه طول ما انت ما بتتكلمش في الدين بيعملوك معاملة آدمية أم لو اتكلمت هيطلعواعين أهلك وهيطردوك أنا فيزتي أتكسرت هناك وعاملوني كويس.

أنا: أنت شوفت ناس أتعرضت لكده.

هو: صراحة أه شوفت. 

أنا: هو انت ايه اخبار اتعاملت مع السفارات المصرية هناك لو أحتاجت ليهم؟

هو: أه أتعاملت وكانوا بيذلونا يا عم.

أنا: أزاي ده شغلهم أنهم يساعدوكوا.

هو: يا عم شغل ايه بس؟

أنا: مجربتوش تشتكوهم.

هو: الغلابة الي زي حالاتنا بتشكي لربنا.

بعد ما نزلنا من العربية:

أنا: معلش هعطلك ووقفتك كتير تفتكر اي السبب الي خلى حالنا كده.

هو: اكيد الحكومة هي الي بتعمل قيمة لشعبها بره وانت حكومتك والله العظيم تسعى انها تنقل عمود من مكان لمكان أهون عليها أنها تجيب حق واحد من شعبها.

أنا: هتسافر تاني.

هو: أه انا بحضر ورقي اسافر الإمارات يا عم تاني.

أنا: ربنا يعينك ويحفظ ليك أسرتك الكريمة أنا هوثق الحوار ده وممكن أنشره.

هو: يا عم براحتك هههههههههههههه كويس اني مقولتلكش اسمي.

أنا: يا عم متقلقش مش عايز اعرف اسمك وانا مابجبش أسامي حد الا حد يضره خد بالك من نفسي يا ريس.

هو: إن شاء الله خ بالك انت من نفسك.

أنا: سلام.

هو: سلام.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك