أخطاء سابقة ولاحقة ج2

1873

استكمالا للتدوينة اللى فاتت عن الأخطاء السابقة واللاحقة(من وجهة نظرى) , حابب اتكلم الأول عن الاحداث الاخيرة فى شوية نقط عالسريع.


1- كل الناس كانت عارفة إن البرلمان هايمرر الاتفاقية فى رمضان والاخبار عن التعليمات للنواب كانت معروفة قبلها بوقت كافى , ورغم ذلك لم يحدث اجتماع واحد للأفراد والمجموعات الرافضين للاتفاقية إلا قبل التصويت بيوم او يومين , كلنا اتفاجئنا!!

2- الاجتماع نتج عنه مؤتمر اعلن الجهات الرافضة, ثم بدأ التحرك الشبابى والدعوات للنزول , وكالعادة كان التحرك ورد الفعل عاطفى وعشوائى للأسف , وتم تطبيق نظرية خسرتنا كتير , نظرية " انزل وبعدين نشوف" , مين ينزل؟ وينزل فين؟ ويعمل ايه؟ محدش عارف.

3- وكالعادة فى , تنتشر اتهامات التخوين والتفريط بين الجميع , العاطفة والتشنج, الادرينالين هو اللى سايق الكل, قبل موعد النزول اللى برضه محدش عارف فين وازاى , محدش بيسمع ومحدش بيتناقش غير بشتيمة, الاغرب ان تلاقى ناس بتتكلم عن ثورة, وان خلاص الجماهير مستنية تسليم الجزيرتين للسعودية علشان فجأة تتجاهل الخوف والرعب وتثور ضد النظام.

4- وكالعادة برضة لازم الاخوان يرشوا وجناح منهم يدعوا للتظاهر, ممكن نقول إن من حق أى مواطن مصرى إنه يعبر عن اعتراضه , كما أن التظاهر حق, لكنهم كالعادة نازلين بشعارات مرسى راجع ورابعة, يعنى القضية مش الجزيرتين بقى, مجرد حجة للنزول والكلام عن الشرعية وعودة مرسى.

5- وكالعادة يتم القبض على ناس كتير, ناس نزلوا, وناس كان ممكن ينزلوا, وناس ماكانوش ناويين ينزلوا, وكمان ناس ابتعدوا عن السياسة من فترة وشافوا حياتهم الشخصية والعملية, لكن التقارير القديمة مصرة انهم ترجعهم تانى, حالة هلع مبالغ فيها وغير مبررة.


عايز اختم الجزئية دى بالتأكيد على كذا نقطة استنتاجية:

الاول إن مبدأ انزل وبعدين نشوف هو من أكثر المبادىء المدمرة اللى خسرتنا ولا تزال تخسرنا كتير

الثانى إن التظاهر " رغم انه حق طبيعى ودستورى وقانونى" وبغض النظر عن التكلفة والخسائر والجدوى فى الوقت الحالى, إلا انه "وسيلة وليس هدف" , المفروض ان المظاهرة والمسيرة وكل وسائل الاحتجاج أو الضغط هى وسائل لتحقيق هدف ما, وليس هدف فى حد ذاته.


وبالتالى بيكون التفكير المنطقى ان يتم الاتفاق على الهدف أولا سواء هدف كبير شامل أو جزئى مرحلى, وبعدها يتم التخطيط اللى بيكون فيه وسائل وبدائل , حسب تحليل مواطن القوى والضعف والفرص والتهديدات ,وقد يكون التظاهر أو الاحتجاج من ضمن الوسائل , وقد يكون فيه وسائل أخرى اكثر فعالية وكفاءة


ثالثا . المسار الساخن أو البارد غير متعرضان ويمكن الدمج بينهما, لانهاما مجرد وسائل لتحقيق الهدف, المسار الساخن اللى بيتقال عليه ثورى او راديكالى, والمسار البارد اللى بيتقال عليه إصلاحى أو سياسى.

قبل ما نحدد المسار والخيارات والبدائل والدمج بينهم, لازم الاول نحدد الهدف, لإن الهدف اهم من الوسيلة.

ودا يودينا لنقطة الانتخابات الرئاسية تانى.

فيه اللى شايف إن مجرد الكلام عن انتخابات خيانة, لأنها بتدى شرعية للنظام.

وفيه اللى الدنيا وقفت عنده على موضوع الشرعية وعودة مرسى وكلام عفى علية الزمن.

وفيه اللى شايف إن المشارة فى الانتخابات مالهاش أى لازمة علشان مفيش ضمانات وعلشان هايتم التنكيل بل من يشارك وكمان لو النظام أحس بتهديد هايزورها , وبالتالى لازم نكبر دماغنا ونشوف أكل عيشنا ونشوف أى سفرية بره مصر علشان البلد خربت خلاص.

وفيه اللى شايف إن المشاركة فى الانتخابات مالهاش أى لازمة علشان مفيش ضمانات وعلشان هايتم التنكيل بكل من يشارك وكمان لو النظام أحس بتهديد هايزورها , وبالتالى لازم ننزل مظاهرات فى كل فرصة وبس لغاية ما تيجى ثورة 25 يناير تانى.

وعلى النقيض من كل دول فيه اللى شايف إن الانتخابات هى الحل الوحيد.


وفيه ناس(وانا منهم) شايفين إن أه النظام قبضته قوية ومتحكم فى كل شىء , وإننا مهزومين وفى حالة ضعف وتخبط, وإن مفيش ضمانات, وممكن تتزور بفجاجة لو مثلت أى درجة تهديد … لكن لازم نشتبك مع الانتخابات , ونشارك بشكل ما, أو نقاطع برضه بشكل ما, لكن مانتجاهلهاش خالص وكأن الامر لا يعنينا, وده لأسباب كتير يطول شرحها وعايزة تدوينة اخرى ولكن ممكن استنتاجها من السياق والكلام عن الوسائل والتنوع والدمج بين المسار البارد والساخن والسياسى والثورى, الأهم برضه إن يكون فيه تحليل سليم واقرب للواقعية, وتخطيط سليم وأقرب للواقعية.


وفى الأخر حابب برضة أؤكد على إن برضه مش شرط كلامى يكون كله صح, لإن السياسة بشكل عام أو العلاقات الاجتماعية أو ما يخص العلوم الانسانية مش بتمشى بقوانين ثابتة أو علاقات خطية زى الكيمياء والفيزياء… لكن الأكيد إن نادرا بيكون التحرك ورا العواطف أو التحرك بعشوائية بيكون له نتيجة مفيدة, وحتى لو حصل نجاح بيكون صدفة أو بسبب غباء وحماقة الطرف الأخر, والأغلب إنه بيؤدى لخسائر اكتر وتقوية الخصم.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك