بعد رفض تعديل الدستور ..الرئيس الموريتاني يورث الحكم لوزير دفاعه

323


تتجه موريتانيا إلى انتخابات رئاسية حاسمة خلال الشهور القليلة القادمة ، حيث ستنتهي الولاية الثانية للرئيس الحالي، فيما تفكر المعارضة في توحيد جهودها وتقديم مرشحاً واحداً تواجه به المرشح العسكري " وزير الدفاع" الذي أعلن عن نيته الترشح.

ومن الواضح  أن المسار في موريتانا قد بدأ مرحلة التوريث العسكري، فبعدما دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى وقف كل المبادرات المتعلقة بمراجعة المود الدستورية المتعلقة بالفترات الرئاسية، مؤكدا في بيان رسمي أنه ماضٍ في احترام موقفه الثابت وتصميمه على احترام دستور البلاد وعدم قبوله أي تعديل دستوري.

ورفض ولد عبد العزيز -الذي تنتهي ولايته الثانية منتصف 2019- أي تعديل دستوري يمس المواد 26 و28 و99 من دستور البلاد.

وجاء هذا بعد مقترحات تقدم بها نواب موالون للرئيس إلى البرلمان لتعديل الدستور والسماح للرئيس بولاية رئاسية ثالثة، وسط معارضة قوية من نواب الأكثرية ورفض نواب المعارضة لها.

اقرأ أيضا : الرئيس الموريتاني العسكري يرفض تعديل الدستو ويكتفي بالفترتين

وبعد أيام من رفض الرئيس المورتاني مقترح التعديلات الدستورية، أعلن  وزير الدفاع، محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني، خوض انتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها في شهر يونيو المقبل.

ولم يكن هذا الإعلان صادم أو مفاجئة لقطاع كبير في موريتانيا، فمنذ تعيين ولد الغزواني على رأس الوزارة، في أكتوبر الماضي، ثارت توقعات وسط الموريتانيين بأنّه سيخلف على الأرجح صديقه، الرئيس محمد ولد عبد العزيز. 

يذكر أن موريتانيا حكمت من قبل المؤسسة العسكرية، منذ عام 1978، باستثناء فترة ولد الشيخ عبد الله، ويرى محللون أن  "لدى كثير من الموريتانيي قناعة بأن الجيش وحده هو القادر على حكم البلاد".

كم يرى محللون أن المؤسسة العسكرية في موريتانيا متهمة بتبادل الوظائف والرتب العليا، وتوريثها لأبنائهم، وأنهم أصبحوا من كبار رجال الأعمال والنافذين والوجهاء في البلد.

الجدير بالذكر أن الرئيس الحالي في موريتانيا، قد وصل إلى الحكم عام 2008 عن طريق انقلاب عسكري على أول رئيس مدني منتخب (سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله)، ليترشح بعد ذلك وينتخب رئيسا للدولة مرتين، وهذه هي فترته الأخيرة.

وقام باستفتاء شعبي من أجل تغيير الدستور عام 2017، قاطعته المارضة ودعت إلى التصويت عليه بلا، لكنه تمكن من تمرريه فغير العلم والنشيد الوطنين وألغى مجلس الشيوخ واستحدث مجالس جهوية.

ويرى محللون أن أسباب توريث الحكم العسكري في عدد من البلاد العربية والأفريقية كثيرة من أهمها أن بعض الرؤساء الذين فازوا في تلك الانتخابات ووصلوا إلي الحكم عبر انقلابات عسكرية، إلا أنهم تقدموا للترشح لانتخابات الرئاسة بشكل مدني بعد ذلك.

ففي موريتانيا استولى ولد عبد العزيز على الحكم ، بعد انقلاب عسكري على حكم الرئيس ولد الشيخ عبد الله في‮ ‬6‮ ‬أغسطس عام ‮ ‬2008،‮ ‬فقد فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في‮ ‬18‮ ‬يوليو ‮ ‬2009،‮ ‬بنسة‮ ‬52‮ ‬٪‮ ‬من أصوات الناخبين.

وعلى الرغم من عدم وجود نظم ملكية في الدول الأفريقية سوي في المغرب، فإن بعض بعض1 الدول الأفريقية لازالت تعاني من التوريث سواء لأبناء الرؤساء أو أبناء المؤسسة العسكرية.

‬ 


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك