تيران وصنافير .. تلك هي القضية

831

كثير من الشيوعيين المنهجيين بشكل ما يُبدون في أحيان ليست بالقليلة امتعاضهم من قضية الأرض "تيران وصنافير" من حيث كونها قضية "أرض" حتى أشباه الشيوعيين وصل بهم الأمر أنه في بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي صرحوا أن تنميط القضية بشكل قومي وطني لسيادة الدولة على رقعة ما من الأرض ليس بقضية ثورية في حد ذاتها وأنه باب محتمل قد تزداد منه نعرة القومية المقيتة على حد إعتبارهم أو حتى الدولة الإقلمية بكل فاشيتها الوطنية؛

وهذا الكلام بشكل ما قد يبدو صحيحا.


لكنهم أيضا يقولون "أقصد الشيوعيين السالف ذكرهم أعلاه" أن تنميط القضية في شكل الدفاع عن حقوق وأمن الشعب المصري من أطماع عدوه التاريخي وتأمين سلامة وبقاء الأجيال القادمة على اعتبار أن اتفاقية الأرض هي المحور الأساسي في صفقة القرن المرتقبة التي تتضمن نزع السيادة المصرية عن مضيق تيران وجعل قناة السويس ممر فرعي لمضيق دولي تُفرض عليه حماية دولية قد تتولاها قوات من الحماية البحرية لجيش الدفاع الاسرائيلي وما قد يتلو ذلك من إعادة توطين لفلسطيني غزة في مدن الشريط الحدودي داخل سيناء كرفح المصرية وغيرها ما سيرفع عن إسرائيل نير كل التهديدات من حركات المقاومة وحتى من الحكومات الممانعة كما سيعيد الطمأنينة لقلوب ملوك وأمراء أعتادوا الجلوس على عروش الخليج في شبه الجزيرة ممن قد استشعروا خطرا إبان ثورات الربيع العربي منذ ستة أعوام 

فالقضية هنا هي تحجيم المقدرات الاقتصادية لدول كمصر واليمن وسوريا لاختلاف الرؤية التي طرحتها الثورات في هذه البلاد عن ما تراه إسرائيل مناسبا لأمنها وعن ما يراه سادات الخليج أمانا لعروشهم وبالطبع أمانا مماثلا لأنظمة للحكومات الديكتاتورية والطائفية ف تلك الدول

ما  سيعطي فرصة مثلى للمعسكر الرأسمالي في المنطقة والذي مثل رأسًا أمريكا وإسرائيل والأسر الحاكمة الخليجية حيث سيسيطر على ملايين من الشعوب العربية في قبضة ديكتاتورية استعبادية لا فكاك منها 

تنميط القضية بهذا الشكل يجعلها قضية أكثر ثورية وعدالة من التنميط الأول وهذا حق لكنه يفرغها من مضمونها تماما فالصراع مربط فرسه أرض؛

والمصادفة أنها أرض لا يؤمل منها تنمية ولا يبشر جوفها بكنز 

لكن قطعتي الأرض هاتان لهما موقع من موضوعية الصراع لكونهما جزء من القطر المصري تمارس عليه الدولة المصرية السيادة.

 لدحض وجهة نظر الشيوعين  لابد أن نعيد تعريف مصطلحات معنوية كالوطنية والقومية والأممية وما إلى ذلك على لسان رجالات الشيوعية أنفسهم. 


لينين- المؤلفات الكاملة "هل غريب عنا نحن بروليتاريي روسيا العظيمة الواعية شعور العزة القومية!؟

 بالتأكيد لا فنحن نحب لغتنا ووطننا.... ونحن نبذل قصارى جهدنا لرفع الجماهير الكادحة... أي السكان إلى مستوى ديمقراطي اشتراكي. وهذه هي المبادئ التي يسترشد بها كل شيوعي أممي" 

تعريف الوطن في معظم الإيديولجيات متشابه إلى حد كبير جدا وأهم مضامينه "شعب يختص بأرض لفترة تاريخية طويلة لدرجة أن تتكون عليها هويته الوطنية الخاصة ويتشارك هذا الشعب في عيش واقع اجتماعي وسياسي وثقافي واحد"


يعني مفاده أن رجالات الشيوعية بالأساس ومن البداية فطنوا لمفهوم الوطن وقياسا على منهجهم فإن ضرورة الحفاظ على الوطن ضرورة لاستطاعة الحركة الثورية إذابة الفوارق الطبقية ضرورة قصوى

أي أن الإحتفاظ بالوطن كوحدة واحدة جغرافيا وسياسيا وثقافيا مقوم من مقومات الحركة النضالية 

ويبدو هذا مطابقا للمنطق الذي يقول "لابد لأن تشارك في حركة النضال الثوري العالمي أن تكون موجودا من الأساس"

كيف تكون موجودا إذن وأنت تفقد قطعتي أرض كل ستة أشهر وأبارا للبترول والنفط كل عام 

ومورد مياهك الوحيد عرضة للاجتزاء بل المنع.. كيف يكون الوطن موجودا وهو مسلوبٌ من أهم أعمدة وجوده!؟... حرية إرادة شعبه!؟

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك