بين خصوصية صلاح وثقافة شعب

290




محمود الخطيب وحسن شحاتة وحسام حسن وحازم امام وأبوتريكة وغيرهم نجوم مصرية تألقوا في الملاعب و عشقتهم الجماهير وتغنوا بهم وهتفوا بإسمهم وحملوهم علي الأكتاف وأثروا في اجيال كثيرة ومازل اسمائهم عندما تذكر حتي الان ترق القلوب وتلمع الأعين ويتذكر المصريين مهاراتهم وأهدافهم وبطولاتهم وكل ما أنجزوه داخل المستطيل الأخضر ، ولكن كل هؤلاء بتاريخهم وعظمتهم وروعتهم لم يصلوا لما وصل إليه لاعبنا العالمي نجم نادي ليفربول ومنتخبنا الوطني " محمد صلاح " وهو الذي وصل إلي مكانة عجزت كل اجيال الكرة المصرية في تاريخها ان تولد من يصل إليها ، تألق غير طبيعي وهداف الدوري الإنجليزي " الأفضل في العالم " لموسمين متتاليين ، احسن لاعب أفرقي لموسمين متتاليين أيضا ، احسن لاعب في إنجلترا وثالث احسن لاعب في العالم الموسم الماضي ، صاحب هدف تأهل مصر لكأس العالم بعد غياب ٢٨ عام ، وأخيرا حصل محمد صلاح منذ ايام مع فريقه ليفربول علي لقب دوري أبطال أوربا كأول لاعب مصري وثالث لاعب عربي بحصد اللقب مما أسعد ملايين المصريين الذين شجعوه واحتفلوا به احتفال الأبطال ،

ولذلك كان من الطبيعي انه عندما يتم الاعلان عن تواجد صلاح في بلده نجريج بمحافظة الغربية لأداء صلاة العيد ان يتجمع المئات والآلاف امام منزله لكى يشاهدوه ويتصوره معه ويحتفلوا به ، وكذلك الصحفيين كجزء من عملهم ومحاولاتهم اخذ اللقطة وعمل سبق صحفي وكل هذا في إطار الطبيعي وبكل تأكيد قابله صلاح وتعرض له من قبل في إنجلترا مع اختلاف الثقافات والبيئة ، شباب يعشقون صلاح سافروا من محافظات مختلفة لكي يحاولوا رؤيته لم يفكروا في خصوصية ولا في ثقافة ولا في رغبة صلاح نفسه ، بل دفعهم الحب وعشقهم لصلاح ان في السفر وقطع المسافات وترك العيد مع اهلهم من اجل رؤيته ، في المقابل لم يعجب محمد صلاح هذا المشهد وعدم استطاعته الخروج من منزله لأداء صلاة العيد مما دعاه اي ابداء اعتراضه علي تويتر والحديث عن الخصوصية .. تويتة لم تعجب الكثير والمشهد لم يعجب الكثير أيضا .. انقسم المصريين حول المشهد فمنهم من اعترض علي مشهد التجمهر امام منزل صلاح وعدم احترام خصوصيته وترك مساحة شخصية له مع اهله وعائلته ومنهم من اعترض علي انزعاج صلاح من المشهد واعتراضه علي وقفة الناس والصحفيين امام منزله ..


الحقيقة ان الجانبين لديهم بعض الحق في نظرتهم للأمر فوجهة النظر التي تتفق مع صلاح محقة في ضرورة اعطائه مساحة شخصية يتحرك فيها مع عئلته وأسرته وأهل بلدته وهذا حقه بالتأكيد ولكنهم لم يراعوا ثقافة الشعب الذي احب نجمه ويحاول ان يراه ولو للحظات .. اما الجانب الاخر الذي يهاجم صلاح فمحق أيضا من ناحية ان صلاح لم يتعامل مع الأمر ببعض الاحترافية فكان من الممكن ان يطل اليهم من بلكونة منزله ولو لدقائق ، كما يعلن من قبلها عن مؤتمر صحفي للصحفيين ، او حتي عدم الاعلان عن وجوده في بلدته قبلها بأيام من الأساس .. فيما ذهبت وجهة نظر ثالثة ومختلفة اختلفت مع صلاح في إعلانه عن امتعاضه وتكرار ذلك علي وسائل التواصل الاجتماعي وكان من الممكن ان يفوت الأمر وينتهي ويتقبله صلاح كما هو بدون إعلانه وإظهاره ..


اختلفت وجهات النظر في الأمر ولكنها جميعا اتفقت علي حبها لمحمد صلاح كنجم مصري لا يختلف عليه اثنان فيما وصل اليه من نجومية ومع قدمه من تألق وما يطمح اليه المصريين في وصوله لقمة لاعبي العالم .. اتمني ان لا يتكرر الأمر في المستقبل وتغيير ثقافات الناس في التعامل مع الأمر ويتغير صلاح نفسه في ادارة القصة بدون ان يخسر جمهوره او محبينه فهؤلاء هم من يجلسوا علي القهاوي وفِي التجمعات لتشجيعه وهم ن يصوتوا له في كل الاستفتاءات التي يترشح اليها .. وتظل العلاقة بين صلاح وجمهوره المصري هي العلاقة الجميلة الرائعة التي نتمناها ان تستمر







تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك