خليك شايف حلمك

900


كام واحد فينا عنده حلم يفوق كل امكانياته وكل الشواهد اللي توحي انه مكن يحققه؟

امبارح كنت داخل دلتا مصر ماشي في طريق عامل زي التعبان بيمربين قري بسيطه مقطوع عنها الخدمات المقبوله وكل فين وفين مدرسه وكل كام كيلومتر ساحه ترابيه مليانه عيال بتلعب وبتتممرغ في التراب ورا كوره قديمه ومقطعه ، امبارح شفت عشرات محمد صلاح

اكيد محمد صلاح من 15 سنه بس كان بيلعب معاهم كان عمره وقتها 10 سنين وفي سنه رابعه ابتدائي

طفل في قرية نجريج التابعه لمركز بيسون محافظه الغربيه ، قريه مفيهاش خدمات تلائم ان يخرج منا اي نابغ علمي او ثقافي او رياضي او سياسي

لكن الطفل ده كان عنده حلم ، مبصش لضيق ذات ايد ابوه وبساطه عيشته ، فضل ورا حلمه ومتلبخش بالعقبات

اتكل على الله وساب نفسه للقدر

ده ظهر في مواقف كتير اوي

ظهر لما رئيس نادي الزمالك ممدوح عباس رفض انتقاله من نادي المقاولين بحجه انه اقل من انه يلعب في الزمالك ومحتاج وقت اكبر علشان ينضم بعدين للقلعه البيضاء

ظهر لما اتغرب وهو مكملش 21 سنه في سويسرا في نادي بازل واخد احسن لاعب في الدوري السويسري

ظهر لما تشيلسي اتعاقد معاه وفضل على الدكه ومورينيو مش مقتنع بيه لان بنيانه البدني مش قوي كفايه للدوري الانجليزي

ظهر لما صبر على انتقاله لنادي فيرونتينا الضعيف في ايطاليا ولم يصيبه الاحباط بالعكس ده تالق وسجل اهداف في اكبر انديه ايطاليا وهدف اسطوري في يوفينتوس الذي لا يقهر ويخرجه من كاس ايطاليا

ظهر لما قدر يندمج مع فريق روما الي مليان شلل ويحصل على حب الجميع بما فيهم توتي ملك روما

ظهر لما اتنقل الي ليفربول وقدر يكسب حب كل اللاعبين وكمان الجمهور يعمله اغنيه باسمه 

ظهر وهو بيحرز اهداف منتخب مصر في بطوله افريقيا بكل هدوء وثقه 

عمرى ما شفته بيتعمد يؤذي لاعب خصم ولا عمري شفته بياخد انذار

شفته كان هو الوحيد الي مفقدش الامل وقت جول تعادل اوغندا ، لحظات لم يكن هناك مؤمن واحد في مصر بقدرتنا على العوده للفوز والتأهل لكأس العالم

شفته لحظه احتساب ضربه الجزاء وهو بيتلقي الاختبار السماوي – لم يحتفل ولم يندفع وانما كان صامتا يهدئ من روعه ويجمع تركيزه ليسد ضربه الجزاء المؤهله لكأس العالم

شفته دايما متواضع لا ينسي مصر وابنائها الي بيفوزوا باي ميداليه في اي لعبه 

شفته حريص يقابل اي رياضي مصري يجي لندن 

شفته ساب تدريب زملائه في فريق ليفربول وراح علشان يسخن مع رمضان صبحي لاعب ستوك سيتي ويلفو الملعب سوا بعيد عن الفرقتين

لاعب بسيط مخافش من علاقه صداقته القويه مع الخلوق محمد ابوتريكه المغضوب عليه من النظام والمصادره امواله بل انه حريص على اظهارها 

لاعب دخل الفرحه ومازال في وقت بلدنا بتعاني من الفشل في اغلب المجالات

لاعب كل واحد بيدعيله دعوه واحده "ربنا يحميك" ويخلي حلمك قدامك ميغيبش عنك ويديم عليك نعمه الرضا والتواضع والمثابره

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك