النكسجية

180

٥ يونيو.. اسم محفور جوانا بمعنى الوجع.. الحسرة.. الانكسار.. وحاجات كتيره مؤلمة.. باختصار يعني الهزيمة

الهزيمة اللي بيجملوا اسمها ويخففوا أثرها ويقولوا عليها نكسة، الهزيمة اللي كانت قبل ما تكون للجيش كانت لأي حد حلم بمشروع عبدالناصر.. للشعب اللي صدق وحلم.

مع أن مؤشرات الهزيمة كانت واضحة من ١٩٥2، من حل الأحزاب، من قمع الرأي، من السيطرة على الإعلام، من تمسك الضباط بالحكم.. من غياب الشفافية.. من اعتقال السياسيين والنشطاء، من تأميم أملاك المواطنين وشركاتهم، من تحديد إقامة محمد نجيب، من الانفراد بالحكم، من انفصال السودان وحرب اليمن، من الاتفاق السري مع إسرائيل لضمان سلامة ملاحتها في خليج العقبة بعد ٥٦، من فشل الوحدة مع سوريا، من تصوير الزعيم إنه الوطني الوحيد، من تقديم الولاء على الكفاءة.. من غياب الديمقراطية.. وغياب الانتخابات النزيهة.. من طمس الهوية والشخصية المصرية الحرة.

ثورة يناير اللي حصلت في ٢٠١١، دي كان معادها الطبيعي والمنطقي هو ٩ يونيو ١٩٦٧، بعدما اكتشف الشعب أن جيشه بيدافع من خط الدفاع التاني غرب قناة السويس، يعني سيناء راحت !

يعني كل اللي اتقال إن قواتنا على حدود تل أبيب وأسقطنا ٤٠٠ طيارة، ودمرنا ٥٠٠ دبابة، وخلاص هنحرر فلسطين من الحتل ده كلام طلع "بلح"، أيوة هو نفس "البلح".. نفس الكدب .

واللي يضّحك بجد إن أنصار حكم الجنرالات وأن أي رئيس على صواب ومعصوم من الخطأ، وهو كويس بس اللي حواليه هما اللي وحشين، أهم البني آدمين دول بيقولوا علينا نكسجية.. آه والله.. شوفتوش بجاحة أكتر من كده؟

أنا مش بتكلم على تجارب دول تانية.. أنا بتكلم على تجربة بلدنا، اللي عاصرها أبويا وجدك ومع ذلك رافضين إننا نشغل عقولنا ونفهم، أو نحلل أو نقتنع إن صر مش زي كوريا ولا اليابان ولا كندا ولا فرنسا، فقط .. لأن معندناش الحرية اللي عند الدول دي.. فقط، علشان معندناش ديمقراطية.. مصر مش ألمانيا لأننا مازلنا رافضين نواجه نفسنا بأخطائنا، ولسة بندافع باستماتة عن قادة أخدونا للهاوية بحجة إنهم كانوا بيحبوا مصر.

يا أخي افهم بقى.. حب مصر في الصراحة والمواجهة.. في الصدق والحرية.. في التنوير والتوعية.. في الكرامة وحقوق الإنسان.. في سيادة القانون والعدالة.. في فصل السلطة التنفيذية عن التشريعية عن القضائية.. في استقلال الإعلام وحريته.. في الشفافية والمحاسبة.. في أهل الخبرة والكفاءة مش الثقة والولاء.

الروشتة دي مش اختراع.. العقل بيقول كدة وتجارب العالم بتأكد الكلام ده، أنتم اللي نكسجية وفضلتوا ٤٤ سنة نكسجية، لغاية أما جه جيل تاني من صلبكم معجبوش حالكم وخنوعكم وجبنكم وغياب فهمكم وقرر يعبر عن رأيه ويطالب بالتغيير سلميًا. 

عملتوا إيه يا نكسجية ٦٧ واللي صبرتوا على نكستكم ٤٤ سنة؟ 

خونتونا.. واتهمتونا.. وشوهتونا..حرفتوا أفكارنا، هو أنتم سبتوا جيلنا يحكم يوم؟مش أنتم اللي انتخبتوا الإخوان.. وإحنا اللي رفضنا مشروعهم قبلكم؟ لكن علشان أنتم احترفتوا الزيف وماسكين الميكرفون تكدبوا كعادتكم وبتقولو على يناير جابت الإخوان، أنتم كدابين أوي يا نكسجية، وللأسف زيفكم بيدفع تمنه وطن كامل وأجيال جديدة.

نكستكم بقت أسلوب حياة بيعيشها المواطن المصري بارتياح وتعايش، نكستكم بقت منظومة متكاملة.. ممارسة بتدعمها تشريعات وقوانين وإعلام بيقدمها كإنجاز، نكستكم بقت منظومة العمل اليومي.. بقت الرشوة الموظف.. بقت شاي الباشا وقهوة العامل .. بقت متعة برامج التوجية المعوي .. بقت سطحية المعلم.. وفهلوة التاجر.. بقت شراهة الطبيب وخيابة الصنايعي.. النكسة بقت نظرية المؤامرة.. بقت زيف الأقلام وحزق بتوع التوك شو. 

سيبوا عيالكم تطلع حرة، ومتخلوش نكسة شخيصياتكم تبهت عليهم.. يا نكسجية!

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك