أول درس اتعلمناه .. عاش السيد الوزير المحافظ

636

حالة انتهاك جديدة للطفولة كشفها موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك في خلال الأيام القليلة الماضية، الأكيد إنها مش أول حالة ولا هتكون الأخيرة لكنها تجبرنا اننا نقف أمام الفيديو اللي انتشر ده ولو للحظة، علشان نشوف الكارثة اللي بيعملها أناس من المفترض إنهم بيطلعوا أجيال ومنهم اللي بيأثر بشكل ما في شخصيات الأطفال.

في الحقية ان في مصر أصبح التعليم في حالة إنحدار شديدة من سيء لاسوء وعلى مدار السنوات القليلة الماضة نشأت أجيال مش بس بتاعاني من مرارة انحدار التعليم كمان بتعاني من طريقة التعليم والبيئة المحاوطة، ده كانت من الأسباب الأساسية اللي تسببت في ترهل المجتمع وانحداره على المستوى التعليمي والثقافي .

نيجي بقى لفيديو انتشر في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الإجتماعي لمدرسة ابتدائي بمحافظة سوهاج ، يقف فيها الطلاب ليحيون العلم كالمعتاد لنجدأن طبور تحية العلم تحول إلى طابور تميجد وهتافات تحية للوزير ورئيس الحي ورئي الجمهورية ومدير المدرسة والمؤسف ان اللي بيقود هؤلاء التلامذه هو أحد المدرسين المتواجدين بالطابور.

في الحقيقة انه سبب رئيسي للبلاء اللي مصر بتعاني منه وجعلها من العالم الثالث كدولة نامية هي مش بس التعليم لأ كمان تأسيس أجيال على عاش الملك حتى لو احنا هنموت، عاش الملك حتى لو باع أرضنا حته حته ، عاش الملك حتى لو غرقنا في ديون ملهاش أول من أخر المهم عاش الملك وخلاص.

فكرة التمجيد للرؤساء والمسئووليين اتربى عليها أجيال لكن للاسف الأجيال ديه اللي ساهمت بشكل كبير في الوضع اللي وصلنا له حايا بتورث فكرها عن المتمجيد والمشي جوه الحيط، وده بيساهم في ضياع مستقبل ممكن يكون أفضل لو اتربت الأجيال على الحرية والانتقاد والتفكير مش على التطبيل والمتمجيد.

التطبيل والتمجيد الأعمى في مصر حتى في الفشل بدأ من عهود واللي كان أبرزها طبعا الجماهيرالغافيرة الي طلعت تتظاهر رافضة تنحي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعد النكسة !، على الرغم من انه هو المسئول الأول عن هذه الهزيمة وكان من باب أولى محاسبته بدلا من الهتاف باسمه.

توريث التمجيد بأسم المسئووليين والرؤساء هو اللي تسبب في وضعنا اللي بقينا فيه لو انت غافل عن هذا الوضع فأحب أفكر حضرتك إننا من الدول النامية، بمعني المتأخرين اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا معندناش ميزة واحدة في أي حاجة ، ده بالاضافة الى المراتب المتقدمة في نسب الطلاق والتحرش والبطالة والعنف الى اخره.

نروح بقى للمدرس الفاضل اللي كان بيقود هؤلاء التلامذه للهتاف تمجيدا في رئيس الجمهورية والوزير والى أخره، حقيقة اقل ما يوصف به هذا المدرس هو هادم أجيال، عبثية المشهد فكرتني بعبثية الوضع الحالي وكارثة الازمة  الإقتصادية التي تعبش بها مصر  وفي المقابل حالة من التطبيل والتهليل للنظام  من الاعلام المصري اللي من المفترض عن كونه المسئول الأول عن وعي المجتمع، لكن اللي بيحصل هو حالة ممنهحة لتزيف عقل المواطن .

وبالتالي الاستاذ الفاضل ومدير المدرسة مش بس ارتكبوا جريمة استغلال اطفال في مشهد عبثي أقل ما يوصف به هو التذيل والنفاق، لأ كمان هما بيعلموا الأطفال إنهم يتخذوا من هذا المشهد سبيل للتعامل مع الحياة بالتهليل والهتاف والتمجيد للأشخاص وكان سنين التمجيد اللي ضيعت البلد ديه غير كافية وبالتالي بنعد جيل وراء جيل وأهو بجملة ضياع البلد.

وأخيرا رسالة لمعلمي مصر إتقوا الله في ولادنا أكتر من كده ، المدرسة من مكان لتمجيد الأشخاص، ودفن الرؤوس لايسمن ولا يغني من جوع ، سيبوا ولادنا يشوفوا الدنيا بعين تانيه ويعرفوا الحقيقة ويدوروا سيبوهم يعرفوا ثقافة الإتلاف والمعارضة ، سيبوهم يمكن البلد ديه حالها ينصلح على إيدهم، كفاية ماضي وحاضر فاسد عايشين فيه بسبب أسلوب حياة أجيال شاركت فيه وهو التمجيد بحمد الحاكم حتي لو كان فاسد.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك