ماذا لو رحل بوتفليقة قبل الانتخابات الجزائرية؟؟

333


أنهى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه الجدل حول موقفه من الترشح للإنتخابات الرئاسية، التي من المقرر أن تنعقد في الحزائر في18 من إبريل القادم، حيث قدم الرئيس الجزائري أوراق ترشحه أمس، قبل إنتهاء المدة المحددة لتقديم طلبات الترشح  للإنتخابات الرئاسية في الجزائر بساعات قليلة.

وقد تقدم بأوراق ترشح بوتفليقه " للعهدة الخامسة" مدير حملته الجديد عبد الغني زعلان ، وكانت وكالة الأنباء الرسمية، نشرت بيانا بأصول بوتفليقة وممتلكاته، وهو متطلب رسمي للترشح قبل أن يصدر تأكيد رسمي بتقديم أوراق ترشحه.

لكن رئيس الهيئة المستقلة العليا لمراقبة الانتخابات عبد الوهاب دربال، أكد أنه يتعين على المرشحين لانتخابات الرئاسة تقديم أوراق ترشحهم بأنفسهم.

وتقدم مدير الحملة بأوراق ترشح بوتفليقه، نظراً لوجود المرشح الرئاسي خارج البلاد لتلقيه العلاج في سويسرا بسبب تدهور حالته الصحية خلال الفترة الماضية.

وتشهد الحالة الصحية  للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه تراجعاً حاداً خلال السنوات الماضية جعلته ملازماً للكرسي المتحرك، نظراً لعدم قدرته على الحركة ، إلى جانب إختفائه عن الظهور ، بالإضافة إلى سفره المتكرر لتلقي العلاج بالخارج.

ورغم سلسلة الإنسحابات التي شهدتها الإنتخابات الرئاسية الجزائرية خال الأيام الماضية، بالتزامن مع الإحتجاجات التي إنطلقت في أرجاء البلاد  رفضاً للعهدة الخامسة لحكم بوتفليقه، إلا أن لازال هناك مرشح رئاسي يتصدر المشهد السياسي، ومن الممكن أن تتجه إليه الأنظار في حال وفاة بوتفليقه قبل إجراء الإنتخابات الرئاسية وخصوصاً مع الحالة الصحية الحرجة التي يمر بها.

ويعد المرشح الرئاسي على الغديري من أقوى المنافسين لبوتفليقه في الانتخابات الرئاسية القادمة، ويرى محللون أنه في حال وفاة الرئيس الجزائري قبل اجراء الانتخابات الرئاسية ، فسيكون هناك إحتمالية كبيرة في فوز على الغديري بتلك الإنتخابات.

اسم الجنرال المتقاعد علي غديري لم يكن معروفا لدى عامة الجزائريين قبل فترة قصيرة، لكنه اليوم أصبح على لسان معظم المواطنين المتابعين للشأن السياسي في الجزائر، نظراً لمواقفه السياسية نحو التغيير في الجزائر.

حيث برز اسمه إعلاميا عام 2016 عبر سلسلة مقالات نشرها في الصحافة المحلية وضمنها عدة أفكار عن "ماهية التغيير في الجزائر"، مثل حديثه عن "حاجة هذه الجمهورية إلى إعادة تأسيس شامل وصياغة مؤسساتية ناتجة عن مشروع مجتمع يكون الشعب قد شارك في تعريف فلسفته وتجسيدها"، ودعوته إلى "إعادة صياغة الدولة القومية لترشيد دورها، وجعل سير المؤسسات فيها ديمقراطيًا حقًا".

علي غديري (64 عاما) انطلق من أسرة ثوية بسيطة شرقي الجزائر، وترقى في الجيش إلى قمة هرم المؤسسة العسكرية الجزائية، حائز على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، وتلقى تكوينه العسكري بمدرسة سلاح البحرية في سان بطرسبورغ بروسيا، وبعدها بالمدرسة الحربية في موسكو.

رقي إلى رتبة عقيد يوم 27 أغسطس عام 2000، ثم لواء عام، وشغل منصب أمين عام لوزارة الدفاع ثم مديرا للمستخدمين بالوزارة، وخرج من الجيش عام 2015 برتبة لواء، بعد 42 عاما من الخدمة.

وقدم المتقاعد نفسه في رسالته أثناء إعلان ترشحه للإنتخابات الرئاسية على أنه تقاعد من مؤسسة الجيش عام 2015 وبطلب منه بعدما قضى 42 عاما في المؤسسة، واستبعد نفسه من أية ممارسات ذات صلة بالفساد أو الحصول على امتيازات خلال فترة خدمته بالجيش. ويقول عن نفسه "أعيش بمنحة التقاعد، وأجد كل الاعتزاز والرضى في أنني أؤمن بها كل حاجياتي وحاجيات عائلتي، كما كنت بالأمس أؤمنها براتبي الشهري".

وقد أعلنت حملة الرئيس الجزائري أمس ، أن بوتفليقة يعد الشعب بأنه حال فوزه في الانتخابات سوف يقوم بتغيير الدستور وسيقوم باجراء انتخابات رئاسية خلال عام ولن يشارك فيها.

مما يعد اشارة إلى أن الدولة الجزائرية لا ترى في أي من المرشحين خليفة لبوتفليقة ، وأن فترة العام حتى يتمكن المقربون من دوائر الحكم من اختيار خليفة لرئيسهم.

وتجدر الاشارة إلى أن رحيل وتفليقة لو تم بعد اعلان فوزه في الانتخابات ، يقضي الدستورالجزائري بانتقال لسلطة إلى رئيس مجلس النواب ، بتكليف من المجلس الدستوري الذي يجتمع فور الوفاة ويعلن خلو المنصب ،وفي حالة خلو منصب رئيس مجلس الأمة ، فان السلطة تنتقل إلى رئيس المجلس الدستوري ، على أن تجرى الانتخابات في كلا الحالتين خلال شهرين من تاريخ خلو  منصب الرئيس.

أما في حالة رحيله قبل يوم التصويت على المرشحين في 18 أبريل ، فانه يعتبر مجرد مرشح للرئاسة ، وتجرى الانتخابات في موعدها وتنحصر المنافسة بين باقي المرشحين.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك