إشتياقًا عارمًا لإعادة الماضي

271


يجرفُني الحَنينَ بما لايدَع مجالًا للتفكيرِ سوى في طرق تنفيذِ مُرادِه. 

دائمًا ماكنتُ أشعرُ بأن مابوسعي فعلُ شيء ويجب السكوت لكي لا أفهَمَ بشكلٍ خاطئ - ولكن عن ماذا أسكت وكيفَ أستطيع التحمل وهُن استطعنَ التأثيرَ في داخلي بشتى المشاعر، وأنقذوني مرتين عندما كنتُ في خطر وأنا التي كنتُ أظن أنني سأموتُ لا محالة!


متأثرة بهنّ تأثرًا عميقًا لأسباب كثيرة، من ضمنها أن الفترة التي مرت على أول لقاء لم تكن أيامًا معدودات حت حدث أمرًا عظيمًا جدًا لأن إحداهم خطرت لها فكرة جعلتنا نقترب أكثر بكثير!


كانَ مثبتًا داخلَ عقلي الإسم المُطلَق على تجمعنا وكنتُ أشعرُ به وأنا أفعل أي شيء، وأنا ذاهبة إلى أي مكان.


ولماذا يشتدّ حنيني كلما مضى الوقت؟ 

لأن مع كل حدث جديد في حياتي، أتذكرهن

أتذكر حياتي معهن، أتذكر تفاصيل محددة وأحيانًا أتذكر أيام كاملة بتفاصيلها

أتذكر الكثير والكثير؛ ذلك لأنهن وضعنَ بداخلي أشياء يخيل لي بأنها ستعيش بداخلي إلى الأبد!


كم من مشاعر إيجابية تجري بداخل جسدي بسببهن وحدهن؟

كم من مرة شعرتُ أنني قد استطعت تحقيق نتيجة من جراءِ هوايي التي كنتُ أمارسها معهن؟ 

كم من يوم نِمتُ مطمئنّة لأن ظهري سيظل مسنودًا إلى الأبد؟ 

كانَ تجمعنا أقوى من أي شيء زادَ عددنا أو قل، فلا يهم العدد بمقدارِ أهمية إشعاعِ العقولِ المستنيرة، والقلوبِ النابضة بالحب... 

والدعم.


لكن لا أعرف لماذا أصبحتُ متطرفة فجأة وظللت على هذا الحال لثلاثة أشهر بعدما ظللتُ لثلاث سنوات بتفكير معتدل تجاه أمور كثيرة. 

أعلمُ أن كلٌ منا معرض لحدوث انقلاب في أفكاره فجأة وأن ذلك سيعطينا بُعد نظر فيما بعد ونستفيد من تقلُّبِ الفكر - لكن، وبصراحة تمنيتُ بشدة لو أن شييًا لم يحدث؛ لأنني أصبحتُ داعشية نسبيًا (ليسَ بلمعنى الحرفي) مما أدى لخوفهن مني، وابتعادهن، والآن مرّ شهر ونص على بداية اتدرج في العودة للإعتدال ِمن جديد ولا أعلم ما الذي يمكنني فعله لأستطيعَ إعادة ثقتهن من جديد. 

عندما ذهبنَ فجأة شعرتُ أن هناك شيئًا عظيمًا بداخلي قد غادَرَني بعيدًا.


والمشكلة أنني لم أستطع التحلي بالشجاعة بعد لأصارحهن

فتخيل مثلًا أنك مقتنع بالكامل بأفكار تجاه قضايا معينة تحاربُ من أجلها، وكذلك صديقك المقرب لكنه فجأة تحول وأصبحَ متطرفًا في أفكاره، ثم بعد أن يعود لطبيعته مجددًا يطلبُ منكَ السماح فهل تغفرُ له؟


ليتَ بكائي الآن يملكُ المقدرة على مسحِ كل سوء حدث وإعادة الأمور كما كانت.. 

رأيتُ كَمّ دفاعهن عن المظلومينَ في شتّى القضيا ورأيتُ الكثير والكثير الذي يجعل قلبي ممتلئًا إلى حافتِه، بحب النسويات. 

كثيرًا ما أجد الناس من حولي ينظرونَ لهن وكأنهن أشرار مُفسِداتِ في الأرض رغم قِلّة صدورِ مايدل على ذلك! 

عندما أقولُ لأحدهم أنهن من أعظم الناس الذين استطاعوا تغيير مشاعري وكياني وأفكاري إلى الأفضل، يغضب مني غضب ارتكابي لجريمة جنائية في حق أسرته!


كانت تحدث أمام عيني أمور عظيمة مبهرة لم أكن أتخيلها يومًا، طرق مختلفة في مساعدتهن لبعض، طرق مميزة لإصلاحِ المشاكل وتفكير خارج الصندوق

رأيتُ معهن كمية حب مُشِعّ وجمال لايوصف!


_______________________

ويبقى السؤال: "كيفَ يستطيع الإنسانَ إثبات مابداخله؟

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك