هاشتاج مواجهة التحرش "METOO" .. يجوب العالم ويستقر في القاهرة

846

من عام لعام بيزيد عدد الناجيات من التحرش، وفي كل مرة تنطلق حملة ضد التحرش الجنسي، تتوالي حكايات لناجيات من التحرش بمصر، فقد حملة تلك الحكايات مأساي تتحملها المرأة المصرية ومعاناة في يومها اللي بيبدأ مع الصباح الباكر  أثناء توجهها سواء للعمل أو مكان الدراسة، قصص ترويها الفتيات المصرية تنقل واقع رصدته عدد من الإحصائيات كان أخرها استبيان دولي شمل 19 مدينة كبرى اتنشر في موقع الاذاعة البريطانية بي بي سي ، يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين شخص، حول استخدام النساء للمواصلات العامة، إلا أن الإستبيان أكد على أن القاهرة هي "الأكثر خطورة" بالنسبة للنساء.



 وأنا كمان!!:Me too


 “me too”، حملة إلكترونية انطلقت عبر موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك أطلقت العنان لعدد من النساء جلعتهن يتبادلن حكاياتهن عن مواقفهن مع التحرش ، جعلت الحكايات تمتد من الولايات المتحدت الأمريكية إلى القاهرة المصنفة كأكثر المدن خطورة على النساء.

حيث أطلقت الممثلة الأمريكية اليسا ميلانو أمس حملة بعنوان me too  أى "وأنا كمان"، وذلك للفت انتباه العالم للنساء والفتيات اللاتى يتعرضن للتحرش أو الاعتداء الجنسى عن طريق تدوينهن على هاشتاج بنفس الاسم.

وقد كتبت عدد من النساء الذين شاركوا في الحملة الإلكترونية منشور واحد على صفحاتهم في نفس الوقت، تضمن هذا المنشور الأتي " Me, too.

If all the women who have been sexually harassed or assaulted wrote "Me too." as a status, we might give people a sense of the magnitude of the problem.

Copy and paste.#YesAllWomen#Me too”.


فتاة المول ضحية التحرش :


وقبل بدأ الحملة بساعات، كانت قد ظهرت من جديد سمية ط. التي تعرضت للتحرش الجسدي والجنسي منذ سنتين، في حادثة شهيرة عرفت وقتها بحادثة "فتاة المول"، ففي أكتوبر 2015 كانت سمية تتسوق في الحرية مول في حي مصر الجديدة، عنما اقترب منها الجاني، ودون أي سابق معرفة طلب منها أن تذهب معه إلى منزله، بحسب روايتها. وعندما رفضت وقالت له سأطلب لك الأمن، رد عليها بالصفع والركلات!


وقتها عوقب الجاني بالحبس أسبوعين وكفالة قدرها مئة جنيه! وللأسف، ظهر نفس الشخص مرة أخرى بعد سنتين لينتقم من ضحيته، ويعاقبها على شجاعتها عندما أبلغت عن الحادث. وعندما حاولت سمية الهرب منه، لحق بها وضربها بسلاح أبيض، مما تسبب لها في عاهة مستديمة وتشوه بالوجه، عبارة عن جرح غائر في الوجه طوله 20 سم.


99%من نساء مصر تعرض للتحرش :


يذكر أنه في عام 2013 أجرت لأمم المتحدة دراسة عن التحرش الجنسي، فأظهرت أن أكثر من ٩٩٪ من نساء مصر تعرضن للتحرش، علما بأن الدراسة سجلت التحرش الجنسي بصوره المتعددة بداية من استخدام الألفاظ غير اللائقة مرورا باللمس ووصولا إلى الاغتصاب.

وفي مصر  عام 2014،غلظت عقوبة  جريمة التحرش الجنسي لتصل إلى الحبس 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ، ولا تزيد على 5000 جنيه.

ومؤخرا، توسع القانون المصري في تعريف جريمة التحرش ليشمل "كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة، بما في ذلك وسائل الاتصالات السكية أو اللاسلكية".

ووفقًا لتقرير لمنظمة الصحة العالمية عام 2002، عرف التحرش الجنسي بأنه "أي فعل جنسي، أو محاولة لنيل فعل جنسي. التعليقات الجنسية غير المرغوبة والأفعال غير القانونية الموجهة ضد جنسانية الشخص باستخدام القوة، يقوم بها أي فرد مهما كانت درجة قرابته من الناجي/ة بما في ذلك المنزل وأماكن العمل."


ثقافة لوم الضحية : 


أحد أسباب تفاقم ظاهرة التحرش بمصر وإفلات الجاني من العقاب، أو وقوع عقاب مخفف عليه هو ثقافة لوم الضحية التي رف بها المجتمع المصري، ففي الوقت الذي دونت فيه سمية قصتها عن تعرضها للتحرش منذ أكثر من عام إنهالت عليها حملات التشويه والتشهير كان أبرزها التي قادتها الإعلامية " ريهام سعيد " مقدمة برنامج صبايا الخير في واقعة معروفة، إذ قامت بسرقة عدد من الصور الخاصة لسمية من على هاتفها الخاص ، بعد ما طلب منها تسيبه مع اعداد البرنامج قبل الطلوع على الهوا ، ونشرها عبر شاشات التلفاز دون إن مسبق لها، في محاولة منها لإثارة الرأي العام ضد سمية التي تعاطف معها الرأي العام حينها.


وفي مثال لواقعة أخرى عن ثقافة لوم الضحية، منذ عدة أشهر، وفي أحدى حلقات برنامج العاشرة مساء الذي يقدمة الاعلامي وائل الإبراشي على قناة دريم الفضائية،  ظهر الشيخ صبري عبادة وكيل الأزهر وتحدث عن قضية الحجاب. 


وفي معرض كلامه قال أنتِ كامرأة عندما تسيرين بلا حجاب أو كمتبرجة، فإنك تساعدين المتحرش أن يتحرش بك. كما هاجم إحدى الضيفات التي ظهرت معه في نفس البرنامج باعتبارها غير محجبة وقال لها أنتِ ضد الدين.


الهاشتاج وسمعة مصر :


كعادة الاعلام المصري ، بدأ يهاجم الهاشتاج والمدونات عليه ، باعتبار انه بيضر سمعة مصر ، وبيضر السياحة ، وفي السياق ده تناول الاعلامي "رامي رضوان" ، مقدم برنامج 8 الصبح على شاشة DmC وقال أن ذلك الهاشتاج من الممكن أن يتسبب في كثير من المشكلات لأنه يؤكد صحة التقارير المنشورة وقد يؤثر على السياحة في مصر إذا ثبت أن مصر غير آمنة للسيدات، وأكد أن جميع المعطيات توضح أن مصر في خطر جسيم وأننا بحاجة لبناء إنسان سوى من الصغر، موضحا أن ذلك ليس دور الدولة فقط ممثلة في وزارة التربية والتعليم لكنه دور الأسرة والمنزل أيضا.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك