الارهاب بين وجهات النظر

376



عبدالله أوجلان مؤسس حزب العمال الكردستاني,  بالنسبة للأتراك وأطراف دولية كثيرة هو الارهابي الشيوعى اللي قتل مئات الابرياء الأتراك واللي نفذ عمليات كتير ضد الجيش التركي واغتال الكثير من العسكريين   

      

 هو نفس الشخص اللي بيعتبر بطل أسطوري عند الأكراد لإنه بيمثل لهم حلم التحرر والوحدة والاستقلال , أوجلان حاليا بيقضي عقوبة السجن المؤبد   

الآلاف من الصحفيين والحقوقيين والمعارضين في تركيا .. أو المؤيدين والمتعاطفين مع الحقوق الأكراد … بيتم اعتقالهم بتهمة دعم الاٍرهاب أو التعاطف معه، دا غير القضاة وأطباء وضباط جيش وشرطة اللي معتقلين بتهمة دعم الانقلاب الفاشل .   

مش فقط أردوغان وسلطاته اللي بيعتبروا الأكراد ارهابيين ، ومش فقط اردوغان اللي بيغضب ويثور لما بيلاقى تضامن من الغرب مع القضية الكردية ويبدأ يتهم الغرب بدعم الإرهاب "الكردي" , كمان فيه القوميين الأتراك اللي رغم انهم علمانيين ومعارضين لأردوغان ومنهجه , ولكن متفقين مع أردوغان في سحق الأكراد , برضه بعضهم بيردد المقولة اللي بيرددها أنصار كل مستبد , فلتذهب حقوق الانسان للجحيم أثناء الحرب على الإرهاب ولتذهب حقوق الانسان إلى الجحيم من أجل انقاذ الدولة والهوية.   

   

 علشان كده هنلاقي كل من يدافع عن حق الأكراد أو يتعاطف مع حزب العمال الكردستاني يعتبر مدعم للإرهاب من وجهة النظر التركية , فالامريكان اللى بيدعموا قوات سوريا الديمقراطية بالنسبة للاتراك هم بيدعموا الإرهابيين ,وكذلك القوات الكردية في سوريا هم جماعات إرهابية تستحق الإبادة لانهم يرفعون صور عبدالله اوجلان ويدعمون النزعة الانفصالية الكردية , وكذلك الاتحاد الأوربي دعم الإرهاب من الوجهة النظر التركية لأنه يتحدث عن انتهاكات حقوق الانسان للي بتحصل ضد الأكراد أو المعارضين لسياسات أردوغان , ومن الإرهابيين بالنسبة للاتراك هتلاقي الماركسيين اللي لسه بيدافعوا عن حزب العمال الكردستاني وعملياته المسلحة القديمة.   

   

نفس الاختلاف في وجهات أو زوايا النظر برضه موجود عند الحديث عن أيقونات زي جيفارا مثلا , وهو البطل الاسطوري اللى كان بيحارب علشان مبدأ وعلشان التحرر, الطبيب اللي قرر يسخر كل حياته من أجل مواجهة الامبريالية والظلم في كل بقاع الأرض, وهو اللي قال "إننى أحس على وجهى بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم فى هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو موطني", وهو الشخص اللي أخلص لقضية مقاومة الظم ومواجهة الإمبريالية والاستغلال عن طريق الثورات المسلحة  

   

  

 ورغم ده كله وانه اصبح رمز النضال والتضحية من أجل التحرر إلا إن كان فيه وجهة نظر مقابلة كانت بتعتبره مجرم وارهابي ومخرب، وجهة النظر المقابلة دي كان معظمها صادر طبعا من الادارة الامريكية والمخابرات المركزية ، وكذلك بعض الحكومات المستبدة والانظمة العسكرية الموالية للولايات المتحدة في امريكا الجنوبية،  

 بالرغم من إن وسائل الاعلام ذات التوجه اليساري أو الأكثر ليبرالية  في أمريكا نفسها وأوروبا كانت متعاطفة مع جيفارا وبتنتشر اخباره بشكل بطولي.  

  

 لكن فيه كتابات ظهرت كتير حول العالم  بعد كده بتنتقد إن جيفارا كان بيبرر قسوته مع السجناء أو الجنود اللي بيتم أسرهم أو مع البرجوازيين الموالين للي قامت ضدهم ثورات ...بإن دول كانوا أعوان للاستعمار ويجب معاقبتهم ولا يجب الرأفة بيهم, ورغم القصص البطولية والاسطورية والملهمة حول جيفارا إلا إنك لو بحثت هتلاقي كتابات وقصص بتتكلم عن الظلم اللي وقع على بسطاء كتير اتاخدوا في الرجلين خلال المحاكم الثورية اللي كان مسئول عنها بعد انتصار الثورة الكوبية.  

  وعلى سبيل مثال كذلك لا يزال فيه جدال عن أشخاص زي “كارلوس الثعلب” الفنزويلي الماركسي اللي تعطف مع القضية الفلسطينية وأنشطة الجبهة الشعبية, واللي تدرب علي تكتيكات حرب العصابات في كوبا وعاش في اليمن الجنوبي , واللي خط ونفذ أنشطة تم اعتبارها إرهابية في السبعينيات والثمانينيات زي خطف طائرات اسرائيليةوهاجم اهداف صهيونية داخل العواصم الأوروبية , كارلوس حاليا بيقضي عقوبة السجن مدى الحياة في فرنسا بعد ما سلمته الحكومة السودانية لفرنسا عام 1997, بصفته إرهابي دولي ومجرم مطلوب للعدالة.

    

تسجيل الايميل

شارك وفك معانا وابعت تدوينتك