(1) خواطر 30 يونيو

641

وانا بارتب فى اوراقى لقيت فى وسط الورق استمارة تمرد اللى كنت باساعد بمنتهى الحماس فى حملات جمع التوقيعات عليها فى كندا وامريكا فى ٢٠١٣.

فاكرة ان وقتها مجموعة المصريبن اعضاء جبهة الانقاذ فى كندا (المجموعة اللى شكلناها بالتنسيق مع جبهة الانقاذ فى مصر ضد ممارسات حكم الخوان) كانوا خايفين وقلقانين جدا عليا لانى انا اللى كان عندى مهمة النزول بآلاف الإستمارات للقاهرة وتوصبلها لإدارة الحملة هناك.

كنا من السذاجة وقتها اننا ماكناش فاهمين ان كل مؤسسات الدولة واجهزتها وإعلامها وراء حركة تمرد قلبا وقالبا وان اخونة الدولة  كانت اقل واضعف من الصورة اللى الإعلام الموجه ضد الأخوان بيحاول يصورها لنا.

قطعا عمليات تمكين الإخوان فى كل المواقع كانت حقيقية وموجودة، لكن مش هو ده الطبيعي فى اى ديمقراطية؟ (ده لو جاز اننا نسمى اللى حصل فى مصر بعد ٢٠١١ ديمقراطية!!) مش هو ده الطبيعي لما حزب بيفوز بالسلطة؟ الطبيعى ان اغلب المناصب بيتعين فها اعضاء من نفس الحزب. للامانة كل اجهزة الدولة وإعلامها كانت بتشتغل ضد اإخوان بعد وصول د. مرسي العياط للرئاسة.

زى مايكون كان فيه خطة مرسومة للإطاحة به من أول يوم وانتهت اخيرا بحركة تمرد ومظاهرات ٣٠ يونيو اللى اول مرة الشعب كله يجتمع على قلب رجل واحد بفلوله وثواره وكنبته (حزب الكنبة اللى اخيرا اتحركوا من على الكنبة ونزلوا الشارع، وبعضهم نزلوا كمان بالكنبة!) كل اطياف الشعب نزلت الشارع وقتها بناءا على دعوة من وزير الدفاع المعين من الإخوان الفريق عبد الفتاح السيسي، ما عدا الإخوان طبعا والسلفيين اللى اعتصموا فى رابعة دفاعا عن "الشرعية" (لو جاز اننا نسيمها شرعي مع كل المهازل والانتهاكات اللى حصلت من بعد ٢٥ يناير لغاية إنتخابات الرياسة اللى جابت مرسي وفضلوا لمدة ايام يقولوا لنا مرسي..لاشفيق...لامرسي).

المهم، لما شفت استمارة تمرد رجعتلى ذكريات كفاحنا ضد حكم الإخوان ( كفاح مدعوم من كل اجهزة الدولة اللى هى نفسها اللى مكنت الإخوان ووصلتهم للحكم بعد ثورة يناير). ده اللى ماكنش واضح لنا وقتها فى غمرة احداث الثورة والكوارث الكثيرة والمتلاحقة التى لحقت بها. النظام اللى ماسقطش بعد ١١ فبراير ٢٠١١، لانه هو نفسه اللى فضل بيحكم ومتحكم بعد تنحي مبارك (منه لله)، كان ارحم له وصول جماعة الإخوان هى للحكم من وصول الثورة طبعا...لان الثوة كانت هتغير وتصلح وتطهر لو كانت اتمكنت، واول متضرر  من كده والجدير بالتطهير هو النظام القديم المتمثل فى المجلس العسكرى وقتها، اللى مبارك (منه لله) سلمه السلطة علشان يكمل على الثورة. فضل النظام القديم حكم الإخوان لانه حكم فاشي مايتخيرش عنه ومايختلفش عنه كتير. واحد لابس برنيطة الدين والتانى لابس الكاب العسكرى.

نفس الفكر ونفس الاساليب مع فروقات بسيطة. (لصالح الإخوان للاسف بالمقارنة لما يحدث فى الوقت الحالي) لان وقت الإخوان على إختلافنا معهم كان عندنا مساحة حرية اكبر من اللى عندنا دلوقتى فى ٢٠١٧.

تصوروا؟ بس السبب مش بالضرورة ان الاخوان داعمين للحريات حقوق الإنسان.

المساحة دى كانت موجودة لان كل اجهزة الدولة والإعلام وقتها كانت بتشتغل معانا ضدهم. ناس كتير بتقول ان الثورة اتسرقت مننا مرتين...مرة من الإخوان بعد ٢٥ يناير ومرة من العسكر بعد ٣٠ يونيو. لكن انا دلوقتى لما باراجع شريط الذكريات باشوف انها عملية سطو  وسرقة واحدة كبيرة مخططة من بعد تنحى مبارك (منه لله)  لغاية اللى وصلنا له الآن برجوع النظام القديم بكامل قوته وسطوته وبطشه وإستبداده ومرورا بكوبرى الإخوان اللى تم إستغلاله بمنتهى الدهاء.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك