سمكة جمال

681


منذ السادسة صباحا و أنا صامته لا أحاول الاتصال بأحد و لا حتي أريد ، و حركة قدماي بطيئة للغاية .. تملصت من سريري بكل هدوء سحبت مقعدي المفضل هذا الذي يحمل في كلا جوانبه يدين للإتكاء عليهما ، وضعت يداي علي يداي الكرسي و رفعت قدماي اليمني تعلوا اليسري و وضعتهما علي طرف الكيمود وجلست انظر الي حوض السمك الخاص بي ، وانا اترقب الأسماك و حركاتها علوا وهبوطا و تمايلاً .


 أصبحت مع التدريج أتلاعب بأطراف يداي مثل تماماً حركة السماكات في الحوض و هي تتمايل و كأنهم يرقصون معي ، ام يداي هي التي ترقص معهما ! ، لا يهم ولكن أيقنت ان حركات الرقص دائما ما تأتي من الطبيعة تذكرت معشوقة الجماهير سامية جمال و هي تعلوا المسرح بقدميها الحافيتين و هي تميل و تتمايل وتتلون بالوان الطبيعة ، و تذكرت ان في حركاتها تمايل الأسماك و طيران اجحنة العصافير و كأنها لؤلؤه ناصعة بيضاء عندما تفتح صدفتها تشعر و كأن قد فتحت الستار بالمسرح ، و ظهور ضوئها وكان المسرح يعتم علي كل شئ إلا هي .. 

راودني الإحساس بالبهتان ثانيةً لم أسأل نفسي كثيراً لماذا هذا الشعور بالغربة ، وكأن صدفتي قد تغيرت ، و أصبحت من معدن اخر ، قمت من مكاني ، أخذت بعض الحبوب و وضعتها بفتحة حوض السمك و جلست مره اخري اترقب حركاته الكل يسبح نحو الرزق فقط نحو لقمة العيش .


 حركات الرقص و التمايل وقفت و تحولت الي سباق لم يدهشني سوي سمكة واحده وهي "السمكة التي تتغذي علي الطحالب" تذكرت عندما ضعتها بالحوض لأول مره كان الحوض كله متسخ و ملئ بالشوائب و الطحالب الخضراء مترسبه علي الزجاج ،  ظلت ليوم كامل تمسح الزجاج تتغذي علي كل التراسبات ، حتي أصبح شفاف مره أخرى ، أصبحت آري الآن الألوان ظهرت زهوتها ، ولكن أصبح من الصعب علي هذه السمكة الأن التغذي ، ليس لان هناك طحالب ولا اسطح متسخه للتغذي عليها ، ولكن لصعوبة حصولها علي الحبوب مثل باقي الأسماك .


مع الوقت السمكة تعلمت ان تجري علي الحبات مثل باقي سمك الزينه بالحوض علي رغم عدم قدرتها علي الالتهام مثلهم و لكنها تحاول انظر إليها كل مره و انا أقول في عقلي انها ستسطيع هذه المرة الحفاظ علي الحبه التي تلتقطها بفهما ولكن كل مره قبل ان تذهب الي القاع و قبل ن تقوم بعمليه المضع تاتي سمكة أخرى و تلتهم الحبه الطائره من فمها ، و تتكرر المحاوله مع كل مره و لا تيأس.


دق المنبه سريعاً و زال الصمت و تذكرت موعد العمل ووقفت الرقصات والتمايل و حان وقت السباحة نحو لقمة العيش و الرزق لان دوام الحال من المحال و "  كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ " .

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك