كله في مصلحة امواطن

273

تستمر السلسلة المرعبة من الزيادات الفاجعة غير المحتملة، دون أي مبررات اقتصادية ذكية، أو أعذار آدمية منطقية تصبر حتى المواطن الغلبان على فقرة وما وصل به من حال بعد زيادة الأسعار للمرة اللي مش فاكرة الكام من ساعة ما الدولة أعلنت تعويم الجنيه.

وفجأة بقى شيء عادي وطبيعي جدًا، إننا نصحى كل شوية على خبر زيادة أسعار الوقود، زيادة أسعار المترو، زيادة أسعار الدولار، الدهب، المنتجات..إلخ

الزيادات الأول كانت بتحصل على فترات متباعدة، وبعدين بقت بتحصل كل كام شهر، وبعدها بقت بتحصل في خلال أسابيع وفي خلال أيام ويا عالم يمكن بعد كده الزيادة تحصل في اليوم أكثر من مرة، عادي، ما هي مش فارقة، كدة كدة هنموت من الجوع في كل الأحوال.

المواطن مبقاش لاحق يفوق من صدمة لصدمة لحد ما وصل لحالة من الامبالاة، أو التعود على الظلم والفقر، أو سلبية واستسلام للأمر الواقع القذر فمبقاش بيدي أي رد فعل، ولا الناس بتثور، ولا بتتكلم، وبتدفع وهي ساكتة، أو مبتتدفعش خالص وبتستنى تموت بالبطئ في بيوتها.

وبعدين هو يعني اللي اتكلموا سلموا؟ أو استفادوا حاجة، ما كلهم مرمين في السجون والمعتقلات لحد دلوقتي أما نطقوا وقالوا حرام، كفاية، وكأنه حتى الشكوى مبقتش من حقنا!

يعني أنت متوسط دخلك هو هو نفس متوسط دخلك من 2014، مش بيزيد أبداً، بل بالعكس قيمتة عمالة تقل كل شوية أكتر من الأول، لحد مبقاش له قيمة خالص، وفي اللي بقى يدفع مرتبه كله موصلات، وفي اللي مبقاش مرتبه حتى مكفي الموصلات، وفي اللي مش لاقي شغل أصلاً واللي مش لاقي ياكل، وفي اللي خلاص مات من الجوع وماحدش يعرفه ولا حس بيه.

ومع ذلك مش مسمحولك تنطق حتى وتقول آه، إنت اتجننت ولا إيه؟ عايز تعترض على قررات الدولة المدروسة اللي مش بتحمل غير على المواطن الغلبان، أنت مش عارف سعر تذكرة المترو بكام برة في بلاد الغرب؟ ولا متعرفش سعر الوقود كام في الأردن وقطر؟

غالباً كدة الدولة هي اللي متعرفش متوسط  دخل المواطن في البلاد دي كام

طب الكابوس دا هيتوقف امتى يا سيادة الريس؟

طب مرتباتنا هتزيد امتى يا ريس؟

طب اقتصاد البلد هيتصلح امتى؟

طب امتى هيجي الخير والهنا اللي حضرتك بتوعدنا بيهم بقالك سنين في شوية كلام عكس قرارتك  تماماَ؟

طب لو أنت ناوي تموتنا بالبطئ ما تعملنا إبادة أسهل؟

الناس بتموت يا ريسن الناس ماشية بتعيط وبتكلم نفسها في الشوارع والموصلات، الناس بتدعي عليك وبتكره البلد، وبتلعن اليوم اللي انتخبتك فيه.

مفيش حد غير شوية الإعلاميين الأرجوزات اللي بياخدوا ملايين ومليارات، هما الوحيدين اللي لسة قادرين يدافعوا عن قررات الدولة بصوت عالي بكل بجاحة، وبيشوحوا في وشنا بخواتهم الألماظ وساعاتهم الماركات وملابسهم اللي غالباً تيجي سعر قطعة منها دخل سنوي لمواطن من طبقة متوسطة، وبيحاولوا يقنعونا إنه القرارت دي في صالحنا وإنها الحل لإصلاح البلد من الخراب اللي الأعداء عملوه في البلد.

ولا إحنا عارفين مين هما الأعداء دول؟

ولا إحنا عارفين فين وامتى هيجي الإصلاح دا؟


ولا فاهمين هما بيقولوا إيه ولا بنسمعهم ولا مقتنعين ولا مهتمين


ولا قادرين نعيش ولا قادرين نثور ولا قادرين نخرج منها ولا قادرين نهرب منها


 

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك