نعم يوجد بيننا اختلاف، ولكن لا يوجد فرق

239


تناولت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة قضية نسائية مثيرة للجدل ألا وهي ( إجازة الحيض) وهي فكرة تم طرحها من خلال مجموعة من السيدات  في تدريب أقامه الإتحاد الدولي للصحفيين في مصر بعنوان ( الجندر داخل غرف الأخبار ) حيث طالبوا بإعطاء السيدات العاملت إجازة مدفوعة الأجر أثناء دورتهن الشهرية ، متحدثين عن التغيرات التي تحث للمرأة في تلك الفترة من الشهر وتأثير ذلك على صحتها الجسدية والنفسية . وأخذ الموضوع ضجة أكبر عندما تداولت المواقع قرار لشركة تسويق الكتروني تدعى ( شارك اند شرمب ) بأنها أول شركة في مصر تقرر اعطاء العاملات بها أجازة لمدة يوم واحد مدفوعة الأجر في اليوم الأول أو الثاني من دورتهن الشهرية أو كما أسمتها الشركة ( الفترة المرهقة ) . بالطبع تم تلقي مثل هذا القرار بردود أفعال متباينة على صفحات التواصل الإجتماعي  بين منبهر ومؤيد للفكرة ومشجع عليها وبين استنكار وهجوم حاد بل وسخرية، والحقيقة أني ارت أن انقل محتوى بعض التعليقات عن هذا الموضوع لأعرف كيف يفكر الرجل والمرأة عندما يتعلق الأمر بهذه النقطة التي دائما ما يطالها العيب والخجل والتعتيم تماما كالكيس الأسود الذي توضع لنا في الفوط الصحية عند شرائها من الصيدلية . فتقريبا كانت أبرز التعليقات المهاجمة للقرار كالآتي :

( هذا القرار يضعنا في موقف محرج كيف يعلم موظفوا الشركة ميعاد دورتنا الشهرية وكيف نطلب الاذن بذلك ؟) .. والحقيقة ان مثل هذا الأمر مرتبط بقالب مجتمعي مرسخ في أذهاننا بأننا يجب أن نخجل من دورتنا الشهرية ، ان كان سبب الخجل هو انها تخرج من العضو التناسلي للمرأه فلماذا لا نخجل من التحدث عن الوادة على سبيل المثال ؟ كما ان أغلب نساء العالم يتعرضن للدورة الشهريه وآلامها بنسب مختلفة فلم الخجل من فرق فسيولوجي معروف على مستوى العالم بين المرأة والرجل ؟ ايضا يمكن حل تلك الأزمة بأن تتحدثي مع مسؤولة ( انثى ) عن يوم اجازتك وليس مع ذكر ان كان الأمر بالنسبة لكي شديد الحساسيه .

ايضا كانت هناك تعليقات تخوفت من استخدام مثل هذا القرار لاثبات أن الرجل أكثر كفاءة من المرأة في العمل وأكثر قدرة وأن المرأة لا تصلح لوظاف قيادية وان  مكانها المنزل اذ انها الأضعف والأقل انتاجيا ، وهذا أيضا ليس صحيح فالشكوى عند الرجال الآن ان النساء بدؤا ينافسونهم في سوق العمل وفي الاتحاق بالوظائف المختلفه و ان نسبة تشغيل الاناث في الشركات الخاصه تحديدا أكب من نسبة الذكور لعدد من المميزات التي تتميز بها المرأة عن الرجل ولأنها أكثر كفاءة والأقوى في مهارات التواصل والأكثر قدرة على حل عدد من المشكلات في آن واحد أيضا ، كما ان زيادة الاهتمام بصحة العامله النفسيه والجسديه ضروري لزياده انتاجية الشركه وسيضمن حب وولاء العاملين بها لشعورهم بالاهتمام من قبل شركتهم ، اما بالنسبه للمناصب القيادية فإن جميع المديرين تحدث لهم ظروف مرض او سفر لايذهبون فيها الى العمل ولذلك فان المساعدين يقومون بالعمل بدلا منهم او قد يتفقون مع زملائهم لاكمال العمل من المنزل وهي امور شائعة الحدوث أيضا . لذلك فإن الحجة الذكورية في أن النساء لاتصح للعمل مثل الرجل واهية لا صحة لها .

على صعيد اخر هاجمت بعض السيدات هذا القرار قائلين بإنه ينافي قضية المساواة بين المرأة والرجل ، وهنا اعتقد ان كثرة الصراعات والنزاعات والاختلافات التي نحاول بها الحصول على حقوقنا في قضية المساواة انستنا حقيقة بالغة الأهمية : انه بالفعل هناك فرق بين المرأة والرجل ، فرق واضح بين يرى بالعين المجرده وهو الفرق في التركيب الفسيولوجي للمرأة والرجل ، اختلافات في الشكل والحجم والطول والوزن والتركيب التشريحي والبناء الهيكلي ، تلك الاختلافات  التي تميزنا عن بعضنتا كجنسين مختلفين لا تنفي اننا من حقنا ان نتساوى في الحقوق ولا تجع جنس احدنا أعلى من الاخر . وعلى سبيل المثال وليس الحصر نلاحظ مثلا ان جلد الرجل أكثر سمكا من المرأة لذلك فان احساسه بالألم أقل وليس من السهل احداث كدمات به عكس المرأة ، الا ان هذا لا يعني ان المرأة لا تتحمل الألم وإلا لما استطاعت تحمل الحمل والولادة عدة مرات . المساواة في الحقوق تكون عادلة اذا بنيت على الفروقات التي تميز طبيعة جسد المرأة عن الرجل والاختلاف بينهما والتي يجب على الرجل ان يدركها ويحاول ان يستوعب ابعادها  . وبما ان سوق العمل اصبح في حاجه متساوية للمرأة والرجل ، وأصبح لا غنى عن المرأة في كافة مجالات العمل التي حققت فيها نجاحات مختلفة تساوت فيها أهمية مع الرجل ، فإنه من العدل والمساواة أن تراعى وتحترم طبيعتها الفسيولوجيه التي تميزها عن الرجل خاصة فترة  الحيض والذي يتفق جميع النساء على الألم الذي يصاحبه جسديا وتأثيره عليهم نفسيا حتى وان كان ذلك بشكل نسبي بين كل امرأة واخرى، ان احترام المرأة العامله والاهتمام بها ومراعاة طبيعتها والاهتمام بحالتها الصحية والنفسية تزيد من كفائتها وقدرتها على الابداع وانجاز المهام والتالي الدفع بعجلة الانتاج ، واتمنى ان يطبق هذا القرار الداعم للمرأة  في جميع الشركات على مستوى مصر والعالم.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك