عشرات الضحايا في فض اعتصام القيادة العامة .. والشعب السوداني يعلن العصيان المدني

394

شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، فجر أمس الأثنين ، أحداث واشتباكات داية بين المعتصمين وقوات الجيش، بدأت بغارة على المعتصمين، وانتهت بسقوط العشرات بين قتلى وجرحى.

وكانت  قوات الدعم السريع قد تحركت إلى مقر الإعتصام في الخرطوم، لفضه بالقوة قبل ساعات من إعلان رؤية عيد الفطر المبارك.

ورفع المعتصمين بالخرطوم مطلب أساسي وهو الإنتقال السريع إلى الحكم المدني، منذ  الإطاحة بـعمر البشير في أبريل الماضي، لكن المطلب يقابل بالمراوغة من قبل المجلس العسكري السوداني مما أدى إلى وقوع مواجهات بينهم وكان أخرها فض الإعتصام بقوة السلاح.

 ، ورصدت وكالة "أسشيتيد برس" الأمريكية الأحداث كالأتي:

في تمام الساعة 6:25 صباحاً

سمع انفجارات ونيران المدافع الرشاشة الثقيلة في العاصمة السودانية الخرطوم، وقامت القوات بغلق الطرق المؤدية إلى معسكر اعتصام المحتجين الذين طلبوا الانتقال إلى الحكم المدني، وأكدت الوكالة على  استمرار الغارة حتى صباح الاثنين الباكر.


وفي تمام الساعة9:30  صباحا:

يقول زعماء الاحتجاج السوداني مع بداية الهجوم ومحاصرة القوات لموقع الاعتصام وإشعال النار في الخيام سقط 5 معتصمين قتلى مع  بداية الفض.

في تمام الساعة الــ10:15  صباحاً

قال المتحدث باسم المجلس العسكري الحاكم في لسودان شمس الدين الكباشي في العاصمة الخرطوم، في تعليق، إن الجيش كان يستهدف ما يعتبرها عناصر إجرامية بالقرب من الاعتصام، وقال إنه كان هناك عدد من الأشخاص، وأن الاشتباكات وقعت بين قوات الأمن وهؤلاء الأشخاص.

من جانبه نفى عضو وفد التفاوض عن قوى الحرية والتغيير مدني عباس مدني ما جاء في حديث كباشي بشأن استهداف مظاهر سلبية في منطقة "كولومبيا"، وقال إن ذلك غير صحيح.


وعقب كلمة المتحدث العسكري الحاكم، دعت السفارة الأمريكية في السودان قوات الأمن السودانية إلى وقف "هجماتها على المتظاهرين والمدنيين الآخرين".


وقالت السفارة عبر "فيس بوك" إن محاولات القوات السودانية الواضحة للتحرك ضد معسكر الاحتجاج المستمر منذ أشهر في العاصم "خاطئة" وأنها تحمل المجلس العسكري الانتقالي في البلاد مسؤولية هذه الهجمات.

وقال السفير البريطاني في الخرطوم في رسالة على حسابه على تويتر "أشعر بقلق شديد إزاء إطلاق النار المكثف الذي أسمعه خلال الساعة الأخيرة من مقر إقامتي وتقارير بأن قوات الأمن السودانية تهاجم الاعتصام مما أسفر عن سقوط ضحايا". وكتب "لا مبرر لهذا الهجوم. يجب أن يتوقف ذلك الآن".

ووفقاً للجنة أطباء السودان المركزيةارتفع عدد ضحايا فض قوات الأمن السوداني لاعتصام الخرطوم فجر الاثنين إلى أكثر من 35 قتيلا ومئات الجرحى، بعدما كانت الحصيلة الأولية تشير إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 116 آخرين، بينما دعا تجمع المهنيين إلى الاعتصام والصلاة في الميادين وشل الحياة العامة.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين السودانيين للتجمع اليوم الثلاثاء في ميادين الأحياء لصلاتي العيد والغائب وللتظاهر السلمي.

كما أصدر التجمع بياناً لسرد تفاصيل فض الاعتصام بالقوة من قبل قوات الجيش، حيث أكدوا على أن الرصد ومسح المنطقة بدأ  في حوالي الساعة الرابعة والنصف، تأهُباً للجريمة. 

وفي تمام الرابعة و٥٥ دقيقة دخلت نحو ١٠٠ عربة تابعة لمليشيات الجنجويد " وفقاً للبيان"  محمّلة بأسلحة ثقيلة وعلى متنها مئت الجنود يحملون بجانب أسلحتهم العصي والسياط وارتكزت أمام سور القيادة، قبالة قيادة الأركان البرية غرباً وحتى نهاية سور القيادة من الناحية الشرقية. منعت تلك العربات المعتصمين من الدخول إلى داخل القيادة بعد بدء الهجوم عليهم.

انضمت لعربات مليشيات الجنجويد نحو ١٠٠ سيارة تويوتا "بوكس" بدون لوحات على متنها جنود يرتدون زي الشرطة ويحملون عصي، وهؤلاء نشك في أنهم يتبعون أيضاً لمليشيات الجنجويد. تمركز هؤلاء بالقرب من تاتشراتهم وارتدوا زي الشرطة رغم أن الواضح أنهم لا علاقة لهم بالشرطة. كذلك تمركزت قوات تابعة لمليشيات الجنجويد بشارع النيل.


بدأوا الهجوم على المعتصمين بالعصي والرصاص، وبعد دقائق بدأوا بإطلاق كميات كبيرة من القنابل الصوتية والرصاص الحي في ميدان الاعتصام. ووصلت من الناحية الشرقية قوات ترتدي زي الشرطة وبدأت في إطلاق الغاز المسيل للدموع على المعتصمين وتفريقهم إلى نواحي بُرّي كما بدأوا في تمزيق الخيام وإزالة المتاريس الشرقية وإطلاق الرصاص في الهواء بجانب كميات كبيرة من القنابل. طوّقت القوات المعتدية ساحة الاعتصام من كافة الاتجاهات، مع فتح مسارات صغيرة لخروج المعتصمين من الساحة.

بمجرد بدء الهجوم أغلق جنود في الفرقة السابعة مشاة البوابة الرئيسية، وعندما لجأ اليهم المعتصمين أطلقوا عليهم عدداً من الكلاب، في إشارة إلى أنهم غير مرحب بهم. وعلى غير العادة اختفى جنود الجيش من مام البوابات الرئيسية للقيادة ولم يتحرك أي منهم لصد القوات التي هاجمت المعتصمين.


منطقة كولومبيا لم تكن هي الهدف الحقيقي بحسب ترويج المجلس العسكري الانقلابي، فالمعتدون كان هدفهم المباشر هو فض الاعتصام وقد اتجهت هذه القوات إلى ساحة الاعتصام بشكل مباشر.


وأنهى تجمع المهنيين بيانهم مؤكدين على أن ما حدث فجر ٢٩ رمضان مجزرة دموية مخططة ومعدة مع سبق الإصرار والترصد من قبل المجلس العسكري الانقلابي المجرم الغادر القاتل " على حد وصفهم| ، وسيف المحاكمة والعدالة البتار سيطالم جميعاً، ونؤكد لأفراد المليشيات التي ترتكب القتل والسحل والترويع والظلم في لطرقات أن المسئولية الجنائية عن كل ما يحدث فردية، وأن جرائمهم لا تسقط بالتقادم.

من جهة ثانية أمر النائب العام السوداني الوليد سيد أحمد محمود بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي وقعت صباح الاثنين بمنطقة القيادة العامة للقوات المسلحة.


ووفق وكالة الأنباء السودانية فإن القرار نصّ على تشكيل اللجنة من رؤساء نيابات عامة ووكلاء أعلى نيابات ووكلاء أوائل نيابات وممثلين للشرطة وممثلين للقضاء العسكري.

وردا على فض الاعتصام وسقوط القتلى والجرحى، أعلنت قوى التغيير وقف التفاوض مع المجلس العسكري والدخول في عصيان مدني ردا على ما سمتها "مجزرة اعتصام القياد" في الخرطوم، وأكدت أن منطقة الاعتصام لا تضم الآن إلا أجساد القتلى الذين لم يتسن إجلاؤهم.


وتعهدت قوى التغيير -التي تقود الحركة الاحتجاجية في السودان- بتقديم قادة المجلس العسكري لمحاكمات أمام قضاء عادل ونزيه في "سودان الثورة"، وقالت إنهم يتحملون مسؤولية إراقة الدماء.


جاء ذلك في بيان شديد اللهجة أصدرته قوى التغيير ظهر الاثنين بعد ساعات من اقتحام قوات الأمن السوداني ساحة الاعتصام المقام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم.

من جهة أخرى، قال حزب الأمة السوداني في بيان ن المجلس العسكري "اختار أن يقف إلى الطرف النقيض لاختيارات الأمة السودانية، وهو الثورة المضادة". ودعا الحزب جماهيره وكافة جماهير الشعب السوداني للنزول إلى الشوارع، كما دعا إلى إقامة عشرات الاعتصامات في الخرطوم والولايات.


في السياق نفسه، قال الحزب الشيوعي السوداني إن ما فعلته الأجهزة الأمنية والمليشيات "جريمة يتحمل مسؤوليتها المجلس العسكري الانقلابي، وسيأتي أوان حسابه".


وأضاف الحزب في بيان أنه "لم يتبق أمامنا سوى تصعيد عملنا النضالي في مواجهة بقايا نظام الإنقاذ، عبر الخروج فورا إلى الشوارع وتسيير المظاهرات وإعلان العصيان المدني، وصولا إى الإضراب السياسي وإسقاط النظام كاملا وتفكيكه وتصفيته عبر الدولة المدنية".


وقالت الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال في بيان موقع باسم ياسر عرمان نائب رئيس الحركة إن "فض الاعتصام جريمة لن تمضي دون عقاب"، ودعا إلى "التمسك بالثورة وسلميتها ونزول الجماهير إلى الشوارع للدفاع عن حقوقها في كل مدن وريف السودان".

واستمر الاعتصام في الخرطوم بضعة أسابيع حيث يختلف المدنيون والمسؤولون العسكريون حول تشكيل الحكومة الانتقالية.

وأطيح بالرئيس عمر البشير في أبريل بعد احتجاجات شعبية ضد حكمه الذي دام 30 عامًا، ويصر المحتجون على أنه لا ينبغي إجراء انتخابا قبل حل جميع التنظيمات الاجتماعية والسياسية لحزب البشير القديم وتطهير جميع مؤسست الدولة.

وفي تصريح للقيادي الأبرز بالمجلس العسكري "حميدتي" ، أعلن فيه وقف جميع المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير ، وهاجم بعبارات شديدة محاولات قوى الاصلاح لاستكمال الحراك الجماهيري ، معتبرا ذلك تهديدا لسلامة السودان ووحدة أراضيه ، كما أعلن حميدتي عن موعد انتخابات الرئاسة بعد 9 أشهر ، كما تنصل من كافة الوعود التي أعلنها المجلس العسكري منذ الاطاحة بالبشير .

يذكر أن حميدتي هو الشخصية الأبرز والأشهر داخل المجلس العسكري السوداني ، بقيادته قوات الدعم السريع ، وقد اتخذ مواقف منحازة للانتفاضة الجماهيرية في بدايتها ، وأكد مرارا على انتقال السلطة لحكومة مدنية في أقرب فرصة ، ولكن سرعان ما انقلب على تصريحاته بعد أن تولى منصب نائب رئيس المجلس العسكري عبد الفتاح البرهان ، ومن المعروف عن حميدتي علاقته المتميزة بالمملكة العربية السعودية بسبب اشرافه على القوات السودانية المشاركة في حرب اليمن.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك