سلفيو 30 يونو

273

"يا نحلة لا تقرصينى ولا عايز عسلك" اتبع السلفيون في عمومهم هذا المثل في السياسية خلال الأنظمة السابقة، لكن بعد ثورة 25 يناير قرروا يدخلوا المعارك السياسية بوجهين، ورغم أن أغلبهم 

كان شايف أن الخروج على الحاكم خراب للبلد ، لما لقى الكافة مالت اتجهوا للميدان ، زي محمد حسان صلى مرتين ودعا ووقف معهم ثم مع الجيش بعد ذلك.


بدأت المشاركة السياسية الفعلية للتيار السلفي عقب ثورة 25 ىيناير، بحشد الشارع المصري للتصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية وقتها، وانقلبوا على ثوابتهم بشكل سريع وهو عدم المشاركة السياسية.


وبدأوا يتكلموا في قضايا كان لا يمكن يقربوا منها لتصادمها مع معتقداته، ثل قضية المواطنة، وحقوق الأقباط، وسيادة القانون، والدولة المدنية، وتجديد الخطاب الديني.


المنهج السلفي أوجد صعوبة في توحيد السلفيين تحت مظلة حزبية واحدة، وكان لازم تتفرق لمجموعات متجانسة من المشايخ سيطرتها على أحزاب.

في الوقت دا كان حزب النور،  بيحاول يأسس كيان مستقل يعبر عن السلفية المتشددة، بحكم طبيعة نشأته،  واللي انطلق من الإسكندرية.

الدعوة السلفية كان ليها  دورا كبير في تمكين الإخوان من السلطة بعدما فشلوا في ترجيح كفة عبد المنعم أبوالفتوح في انتخابات الرئاسة فأيدوا محمد مرسي وذهبوا في نفس اليوم لشفيق لكى يضمنوا الإثنين: "الكسبان نحن معه"، زي ما صرح بذلك أشرف ثابت، نائب رئيس حزب النور.


كان طبيي أن يحصل خلاف بين الفريقين  وظهر الخلاف في عدة ملفات من أبرزها: العلاقات مع إيران، واتهم النور الإخوان بأنهم سيسمحون بتشيع المجتمع،  وبلغ الخلاف بين الطرفين ذروته مع إقالة مستشار “مرسي” لشئون البيئة وعضو حزب النور: خالد علم الدين؛ بتهم فساد مالي واستغلال منصبه، وهي التهم اللي أنكرها علم الدين وحزبه.

لجأ السلفين  لجبهة الإنقاذ وشاركوا معاها وكانوا أول من طالب بإسقاط الرئيس الإخوانى على اعتبار أن الساحة هتخلى لهم بعد 30 يونيو.


وكان حزب النور الحزب الإسلامي الوحيد اللي شارك في بيان القوات المسلحة في 3 يوليو 2013 الذي أقر بعزل مرسي، وتعطيل دستور 2012، عقب موجة احتجاجات مناهضة لـ”حكم الإخوان” بدأت منذ 30 يونيو، وهنا ظهرت بعض الإنشقاقات في قواعد الحزب الشبابية، وشارك شباب منشق عن “النور” في اعتصام المؤيد لمرسي.


اعتقد السلفيين أن الساحة هتبقى خالية ليهم بعد 30 يونيو لكن يا فرحة ما تمت، دخلت الدعوة في صراع مع وزارة الأوقاف اللي منعت العديد من مشايخهم من صعود المنابر بسبب العمل السياسي فأعلنت انفصال الحزب عن الدعوة.


دعم حزب النور الانتخابات الرئاسية بعد 30 يونيو وترشيح "السيسي" معللا ذلك بأنه ليس علمانيًا يعادي اتيار الإسلامي، و ظهر رموزه في وسائل الإعلام، وتركز خطابه على انتقاد الإخون والتبروء من ممارساتهم.


خسرت السلفية شريحة كبيرة من قواعدها اللي تعاطفت مع الإخوان، ودا باعترافات عدد كبير من مشايخ الدعوة السلفية، حيث تبرأ عدد كبير من شباب الدعوة من مشايخه، وغيرهم فضل الانسحاب من الأحزاب زي  "النور" واللي  اكتفى بالصمت، واعتبار أن ما يحدث "فتنة"، واللي  انضم للصفوف المعارضة للدعوة السلفية. 


خاض "النور" انتخابات مجلس النواب الأخيرة، والتي اسفرت عن حصوله على 1,5 % فقط من المقاعد البرلمانية، وهو الحزب الحاصل على 25% من مقاعد البرلمان في برلمان 2012، النسب اللي توضح  أنه خسر ما يقرب من 23% من المقاعد، ويظهر حجم التدهور لذي وصل إليه في مساره السياسي.

الخلاصة الدعوة السلفية بشكل عام والأحزاب التابعة لها خاصة حزب النور حاولوا بكل الطرق الإستفادة من سقوط الأخوان وتصعيد أنفسهم ولكن الوجه الإسلامي سقط وسقطت معه كل الأقنعة أي محاولات للكسب من قبل السلفيين باتت بالفشل، وكانوا أول من تم إقصائهم من المشهد بعد بيان 3يوليو.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك