دموعي

412


كلما مررت بجواره شعرت أنني أود أن أبكي لكن دموعي تأبي أن تسيل. كلما مررت بجواره أشتقت لجزء من روحي تركتها هناك داخله. كلما مررت بجواره تمزقت بين حنيني لدخوله ولقاء روحي التي تركتها هناك واحتضانها وبين عجزي أن أعود من جروح روحي التي أطاحت بكل إيمان باق داخلي رويدا رويدا طوال سنوات.


كانت روحي دائما تدفعني لأصلي، لم تكن تخشي أو تخجل من شيء وأنا أصلي بجوار حافلات لجامعة حتي ألحق الصلاة قبل ركوب حافلة الجامعة. كانت روحي تأبي أن تترك الصلاة ولم أكن أخجل من صلاتي في العراء بدون حجاب لأنني في إيماني العميق أبيت أن أصدق نظرة الدين لي التي تريد أن تواريني وتراني عورة وخطرا علي المجتمع.


صحيح أن المثالية والوسواس لعبا دورا في حرصي طول ١٢ عاما علي الصلاة إلا أن إيمان روحي وتوقها أيضا جعلاني أتمسك بالسجود. تتوق روحي كلما غبت عن لمس السجادة أن أعود فأضع رأسي عليها لتلتصق رأسي بالأرض ومع إلتصاقها تنبض روحي، وتسيل دموعي، دموع تزيل حرقة ألامي لا تزيدها.


والان تعود إلي الدموع كلما مررت بجوار المصلي لكن دموع مختلفة يست كدموع السجود. دموع روحي التي تتمزق، تصرخ، تحلم بالعودة، وتتمزق من الألم كلما تذكرت الجروح وتخيلت أن تعود إليها. يكفيني أن أتخيل ثانية نفسي وأنا أغطي جسدي ورأسي، يكفيني تذكر الأيات التي مع تلاوتها أشعر بالظلم والحزن والغضب والثورة. 


من كانت تقرأ المصحف كل يوم لخمس سنوات متصلة، من كانت تقيم الليل جاءها يوم شعرت مع كلمات كثيرة تقرأوها بالألم، بالغضب، بالرفض؛ رفض الصورة الشريرة القاسية للإله الديكتاتور. وهاهي الان تبكي؛ لان روحها تتوق أن تسجد من جديد وأن تشعر بالأمان والاحتضان وسط دموعها.


وربما تبقي للأبد ضائعة بين الشوق والألم.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك