عن الختان وكل هذا الألم

275

اليوم سنتحدث عن موضوع شاءك لنا كنساء نفسيا وبشدة .. سأتحدث عن الختان .


سأتحدث عن الأثار النفسية لضحايا هذه الجريمة فأنا أعتذر لكِ وإن كنت أعرف أن أعتذاري لن يغير من حقيقة ما حدث في شيء ..


سأتحدث عن بعض الأمور التى تتعلق بالأذي النفسي والذهني الذي يحدث للفتاة عندما يتم ختانها لعل هذا قد يغير من تفكيرك كما أتمني إذا كنت تتنوين بأي شكل إرتكاب هذا الفعل تجاه طفلتك .


أكثر من 200 مليون امرأة في العالم تعرضت للختان بحسب تقرير جديد أصدرته منظمة اليونيسف في اليوم العالمي للختان، وفي البلدان الـ30 التي تسجل أكبر معدلات لهذه الممارسة، تعرضت غالبية الفتيات للختان قبل سن 5 سنوات. أما في أفريقيا والشرق الأوسط، فتعرضت أكثر من 130 مليون امرأة في 29 دولة للختان بحسب تقرير صدر عن المنظمة عام 2015.


نصف اللواتي عانين من هذه الممارسة يعشن في مصر وإثيوبيا واندونيسيا، وتكاد تكون ممارسة الختان معممة في دول مثل مصر والصومال وجيبوتي، حيث تتخطى نسبة النساء اللواتي تعرضن للختان الـ90%. ولكن المشكلة لا تقتصر على النساء في المنطقة، إذ ارتفع عدد النساء المتعايشات مع الختان أو المتعرضات له من 168,000 في عام 1997 إلى 513,000 عام 2015 في الولايات المتحدة. أما في أوروبا، فيقدر أن مئات آلاف النساء قد تعرضن للختان فيما آلاف البنات معرضات له في المستقبل.


وفيما تحاول المنظمات الدولية مكافحة الختان الذي تجرّمه القوانين الدولية، تحل بعض البلدان العربية في صدارة قائمة البلدان التي تتعرّض فيها النساء لهذه العملية. إليكم النسب الخاصة بممارسة ختان الإناث في العالم العربي (النساء بين 15 و49 عاماً).


إذا فإذا كنتِ من تلك الشريحة فبنسبة كبيرة لقد مررتِ بهذه التجربة القاسية .. أتذكر الآن حديث إحدي عميلاتي التى جاءت لي لتخبرني عن إنتهاء زواجها " في البداية كان متفهم لكن بعد القليل من الوقت أصبح الأمر يزعجه تلك الزوجة التى تحتاج لمجهود اكبر كي تصبح متجاوبه معه واصبح يطلب مني أن أفعل هذا لنفسي !"


" لن اتزوج مجددا من الذي سيقبل بي وأنا ناقصة ومعيوبة بهذا الشكل وهذا التشوه جعل مني مسخ "

" لا لن أسامح أبي أبدا ولا أمي هم من قررو تشويه أعضائي بهذه القسوة كأن كل جريرتي أني إنسان "


كانت كلماتها تسقط علي كما الحجارة كنت أري الذعر والدهشة بعيناها والسؤال الحائر بأي ذنب ؟

لكن هذا لم يغير من شيء ..


إن الختان بعيداً عن أثاره الجسدية والدمة التى تتعرض لها الطفلة التى بالضرورة لم يخبرها أحد عن ما ينتظرها سوي إسم الدين ربما أو العفة ..

الطفلة التى تعلقت بيد أمها التى هي مصدر الحنان والأمان لتجد القابلة أو أيا يكن تنتظرها بموسي الحلاقة أو المشرط ليذبح جزء من جسدها لتظل تعاني لأيام من نزيف وألم وخوف وقهر غير معروف السبب وتكبر لتدرك أنها خطأ جسديا ونفسيا فهي تستحق ما حدث لها حتما .

وتتكرر المأساة كمأساة إغريقية لا نهاية لها .


كان ما يدهشني دوما من كل عميلاتي أو ممن سمعت حكايتهن أن دوما الأم كانت هي المحرك لمثل هذه الفعلة الشنعاء .


في البداية كان هذا يصدمني .. لماذا تريد إمرأة أن تكرر لطفلتها الألم الذي شعرت به ؟


" كي لا أكون وحدي من تعرضت للأذي " ربما ؟

لا أعرف لكني في كل مرة حاولت ألتمس العذر للأم التى تصطحب طفلتها أو الجدة التى تحرض على هذه الفعلة أبداً ما استطعت !

فما يحدث ببساطة هو شبيه بإن تقوم بقطع لسان احدهم كي تقيه شر السباب .!


الأم التى لا تستطيع أن تربي أطفالها على مباديء الحق والعفة وتفضل ان تقطع جزء منهن على أن تبذل مجهود في تربيتهن لا تستحق أن تكون أم ..


كم التشوه النفسي والجسدي الذي يجعل من الفتاة أداة مفعول بها كأنها خلقت فقط لإمتاع الرجل بقدر طاقته وقدرته وكأنها هي كإنسان لا تستحق أن تشعر / تحب 

تذكرو دوما بأن أنتم من أخترتو أن تكونو أمهات ولم تختارك طفلتك .. لذلك كوني أم تستحق .


ولا تفكري أن ما حدث لكِ كان هين فهو لم يكن ..


أنا وأنتِ نعرف جيداً أنه لم يكن .


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك