قطف الزهرة

484

جرس هاتفى یوقظنى فى منتصف اللیل.. دائما اتدد و اتمتم باسم الله ان یكون الأمر خیرا

اجد على الشاشة رقم صدیقى اجیب بلهفة

الو: ملك ازیك

هى : صوت بكاء هستیرى

انا : اهدى فى ایه

هى : بصراخ و غضب شفتى یا فاطمة عاوزین یطاهرونى عاوزین اموت یا فاطمة انا هاهرب و

اسیب البیت او هموت نفسى

انا : فى حالة ذهول " یا طهروكى لیه هو انتى نجسه لاسمح الله و ایه خلى الموضوع یتفتح اصلا

هى : عمتى یا ستى لعبت فى دماغ ابویا وقالت اصلا بنتك بقیت عانس علشان مش مختونه لقیتهم

بیتكلموا علشان یخدونى لدكتور بكرا قال ایه یكشف علیا. لا اتذكر بماذا اجبتها كل ما كان یدور

بذهنى وقتها الى متى یتم اقحام أجساد الناء في كل هذه الامور و التفنن فى قهر الروح و إیلام

الجسد..

اغلاقنا الكالمة على أن یتم الاحتكام إلى احد افراد الاسرة و منع تلك الجریمة او الهرب بالفعل وترك

كل شئ لعل الصدمة تذكرهم بجرم الفعل ..

وجدت یدى تحسس ذلك الجرم الذى طبع على جسدى انا الأخرى ىولم اجد من ینقذنى اتذكر ذلك

الیوم.

ارى وجوه غریبه بالمنزل ،جلباب جدید ،شمع رمسیس،حناء تعجن.

ارى عمتى الكبرى تحممنى و تقول لى "هتتحنى النهارده "

اشعر بالفرح لكن شئ ما استدعى القلق إلى قلبى ، هناك شئ ما سیحدث.

خضبت أمى كفى الصغیر وقدمى بالحناء و ارتدیت الجلباب الجدید كان لونة اصفر من یومها اكره

ذلك اللون.

طرق الباب ام طماطم التى تساعد امى فى شئون البیت ومعها امرأة غریبة ممرضة.

ام طماطم : فتحیة التمرجیة جات معایا، العروسة جاهزة بضحكة صاخبه.

انتفض جسدى الصغیر انتفض قلبى وجدت عمتى تجبرني على ان استلقى على ظهرى و امى

تتركنى وحدى هنا عند تلك اللحظة تركتنى هنا للأبد و انا اصرخ یا ماما ماما!

تركتنى وحدى وكأن الزمن تجمد عند هذا المشهد شئ ما بدخلى اصبح یكرهها او غاضب منها لا

اعلم.

رفعت ام طماطم الجلباب و انا اشعر بالموت جسدى ینتفض!

رجلى تفتح بقوة اشعر بید تتحسسنى ثم مقص یوضع على زهرت جسدى لحظات و اشعر بنار تكوى

جسدى بالكامل!

صراخى یتحول من استغاثة إلى نحیب الم و كسرت نفس یتسع وعى لم اعد طفلة ،ادرك ان كل

ماهو آت لن یشبه ما سبق.

ضمدوا جرحى ولم یضمدوا روحى التى لن تشفى ابدا

اتحاشى النظر فى عین امى الباكیه اتحاشى النظر الیها منذ تلك اللحظة والى الان 20 عام لم تكن

كفیله باعادة كل شئ كما كان من ذلك الیوم اشعر بكره.. غضب.. ووحده

انضجتنى التجربة لكن اصبح جزء من روحى أصبح مختون و انا لم اعد كما انا.

اتسال دائما لماذا یتم ترك الاباء و الأمهات بدون مساءلة قانونیة و عقاب لأنهم خانوا أمانة الحفاظ

على فلاذات اكبادهم و شاركوا فى انتهاك اجسادهم و تحریض طبیب بلا انسانیة على إحداث عنف

جسدى و نفسى لهم.

سوف أعلم ابنتى أن جسدها ملكا لها و لاتسمح لاحد ان ینتهك مساحتها و تتحدث الى الناس مرفوعة

الرأس تنظر فى اعین الناس دون خوفآ او قلق.

لماذا كتب على المراة أن یصبح جسدها وعاء جنسى مجهز لیفرغ الرجل به شهوته وهى لا یحق لها

ذلك.

ألم یخلقنا الله فى احسن تقویم إذن لما ترید اصلاح ذلك و كسر الأنفس. اقول لنفسى ، لطفلتى و كل

النساء جسدك هو ملك لكى لاتسمحى ان یتم الاعتداء علیه من احد.


تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك