العملية الارهابية في نيوزيلندا تخلق موجة واسعة من التضامن في العالم

229

منذ أيام تعرضت نيوزيلندا، إلى حادث إرهابي مروعه حيث هاجم أحد الإرهابيين على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش، في صلاة الجمعة ما أسفر عن  مقتل 49 شخصًا.

 

وبتحديد الضحايا أظهرت النتائج أن أغلبهم جاؤوا من بلدان عديدة من أنحاء العالم، وأن أكثرهم كانوا لاجئين، فقالت وزارة الهجرة المصرية إن أربعة مصريين قتلوا في الهجوم هم من سليمان ( 68عاما)، أحمد جمال الدين عبدالغني ( 68 عاما)، أشرف المرسي، أشرف المصري.


في حين أعلت وزارة الخارجية الأردنية أن عدد الضحايا الاردنيين الذين قضوا في الحادث رتفع إلى أربعة أشخاص، وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، إن ذلك جاء "بعد وفاة أحد المصابين وقد ابلغ ذويه بذلك"

وأضاف أن هناك خمسة مصابين آخرين يتلقون العلاج في المستشفيات النيوزيلندية


وكما أكدت عائلة فلسطينية عن وفاة ابنها الشاب، أسامة عدنان يوسف أبو كويك، من مدينة غزة في المجزرة التي ارتكبت،وذكر بيان للسفارة السعودية في نيوزيلندا أن مواطنين سعوديين أُصيبا في الحادث الإرهابي، وأكد البيان لاحقا أن أحد المصابين السعوديين، ويدعى محسن المزيني، فارق الياة بينما يتماثل الآخر للشفاء، وتقول جماعة التضامن السوري النيوزيلندي إن اللاجئ السوري خالد مصطفى قُتل في مسجد النور، وكان برفقة اثنين من أبنائه.


وفي العراق تداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي اسم حسين العُمري 

بوصفه أحد ضحايا الهجوم، كما أكدت السلطات النيوزيلندية وفاة مواطن هندي 




ورغم بشاعة الحادث لم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى مكان الحادث إلا بعد تأمين المنطقة،  حالة الحزن التي سيطرت على العالم كله وظهر ذلك واضحًا من خلال السوشيال ميديا كانت لبعض حكايات الضحايا والتي أشهرها حالة الرجل الشجاع الذي قابل الإرهابي المسلح في أثناء دخوله المسجد قائلًا له”مرحبا يا أخي” 


وكتب أحد مستخدمي "تويتر" بعدما شاهد هذه اللقطة: "جاءت جملة مرحبا يا أخي من روح خالصة مليئة بالإيمان السلمي، قيل مرحبا يا أخي لقاتل رد التحية بضربة من البندقية، فهذا الرجل الشجاع اعتقد أنه يتحدث إلى إنسان لديه مشاعر وروح، ولكن في النهاية رد القاتل التحية برصاصة غدر".


احتجزت الشرطة ثلاثة رجال وامرأة بعد إطلاق النار، رغم أن المسؤولين أوضحوا لاحقًا أن واحدًا على الأقل من المحتجزين لم يكن له صلة بالهجمات، كما أن أحد المشتبه بهم، وعمره 28 عاما، مواطن أسترالي، اعترف في ما بعد بأنه سافر إلى البلاد فقط لارتكاب الهجوم.



ولمحت رئيسة الوزراء، جاسيندا أرديرن، في مؤتمر صحفي، إلى المشاعر المعادية للمهاجرين كدافع محتمل لـ"أحد أحلك أيام نيوزيلندا"، قائلة: "على الرغم من أن العديد من الأشخاص المتأثرين بإطلاق النار قد يكونون مهاجرين أو لاجئين، فإنهم اختاروا جعل نيوزيلندا وطنهم، وبالفعل إنها وطنهم ووطننا جميعا".


وفي ما يتعلق بالمشتبه بهم، قالت أرديرن: "هؤلاء هم الأشخاص الذين أصفهم بأن ، لديهم آراء متطرفة، ليس لها مكان في نيوزيلندا مطلقا، وأن قانون السلاح في نيوزيلندا سوف  يتغير.


بجانب لفتة إنسانية كبيرة فجاءت زياة رئيسة الوزراء للتضامن مع أهالي ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين رتدية الحجاب، كما التقت أردين بالمسؤولين عن المركز.

وأعلنت عن تقديم الدعم اللازم لأهالي الضحايا والوقوف إلى جانبهم، مؤكدة على أهمية الحرية في نيوزيلندا


وأمس مثُل المتهم في الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا، أمام المحكمة العليا لمحاكمته بتهمة واحدة هي القتل، وهو الأسترالي برينتون تارانت، 28 سنة، وقررت المحكمة استمرار حبس تارانت، دون إعلان رده على التهمة، حتى مثوله أمامها مرة أخرى يوم الخامس من إبريل المقبل


تحت شعار "مسيرة ضد العنصرية"، خرج آلاف الأشخاص في عدد من المدن الألمانية للتظاهر في وجه العنصرية والتطرف. كما وقف المتظاهرون في برلين دقيقة حداد على أرواح ضحايا الهجوم الإرهابي المزدوج على مسجدين في نيوزيلندا.

تظاهر الآلاف في عدة مدن ألمانية السبت  ضد العنصرية والأحزاب اليمينية المتطرفة والشعبوية. ووقف المتظاهرون دقيقة صمت تحية لأرواح ضحايا الاعتداء الإرهابي المزدوج على مسجدين في نيوزيلندا أمس الجمعة.



كما أصدر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بيانا لمواساة أسر الشهداء الهجوم الإرهابي المروع قائلًا، تابعت ببالغ الألم وعميق الحزن أنباء الهجوم الإرهابي الذي استهدف المُصلِّين الآمنين في مسجدين بمدينة "كرايست تشيرش" النيوزيلندية،  في مذبةٍ مروعة يجبُ أن تهتز لها مشاعر وقلوب كل ذوي الضمائر الحيَّة في أنحاء العالم؛ لما فيها من انتهاكٍ لحُرمة الدماء المعصومة، وسفكٍ لأرواحٍ بريئة طاهرة كانت تتضرَّعُ لربها في خشوعٍ واطمئنان.


تلك المذبحة "الإرهابية الشنيعة"، التي حرص مُنفذوها على تصويرها وبثِّها على الهواء للعالم كله، لا تختلف كثيرًا عن مشاهد قطع الرقاب المُروِّعة التي ارتكبتها عصاباتُ داعش الإجراميَّة، فهما فرعان لشجرةٍ واحدة، رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرُّف، ونزَعت من قلوب أصحابها مشاعرَ الرحمة والسامح والإنسانيَّة، بل ما كان لهما أن يتوحَّشا بهذا الشكل المُرعِب لولا حسابتٌ سياسيَّةٌ وعنصريَّةٌ ضيِّقة، غضَّت الطرف عن جرائمهما، وسمحت لهما بالانتشار والتوحُّش.


ولعل الذين دأبوا على إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين يتوقَّفون عن ترديد هذه الأكذوبة بعد أن ثبت لكلِّ مُنصف مُتجرِّد من الغرَض والهوى أنَّ حادثة اليوم، بكل ما خلَّفته من آلامٍ شديدة القسوة، لم يكن من ورائها عقلٌ منتمٍ للإسلام ولا للمسلمين، وإنَّما وراءها عقل بربري وهمجي متوحش، لا نعرف ما هي دوافعه وعقيدته المنحرفة التي أوحت له بهذه الجريمة النكراء، غير أنَّنا - نحن المسلمين - رغم فاجعتنا التي فتَّتت أكبادَنا لا نستطيع أن نقول كلمةً واحدةً تَدِين المسيحيَّ والمسيح -عليه السلام- والتي قد يدَّعي الإيمانَ بها هذا القاتلُ الأثيم؛ لإيماننا بالفرق الهائل بين الأديان وسماحتها، وبين المتلاعبين بها من تجَّار السياسة وتجَّار السلاح، ولسنا نفهم الفرق بين إرهابٍ يرتكبُه مُنتمٍ للإسلام فيُضاف على الفور إلى الإسلام والمسلمين، وبين إرهابٍ يرتكبه مُنتمٍ إلى أي دين آخر فيُوصف فورًا بأنه متطرف يميني، كما أننا لا نفهم كيف لا يوصف هذا الهجوم بأنه إرهاب ويقال: إنه جريمة.


وإنني أتساءل: ماذا تعني كلمة "التطرف اليميني"؟ ولماذا يدفع المسلمون وحدَهم ثمنَ ما يُسمَّى بـ"التطرف اليميني" وما يُسمونه بالتطرف الإسلامي من دمائهم وشعوبهم وأراضيهم؟ أما آنَ الأوان أن يكفَّ الناس شرقًا وغربًا عن ترديد أكذوبة: "الإرهاب الإسلامي"؟


إنَّ ظاهرة الإسلاموفوبيا وتيَّارات العداء العنصري للأجانب والمُهاجرين في الغرب لم تحظَ حتى الآن بالاهتمام الكافي، رغم خُطورتها وتحوُّلها في كثيرٍ من الحالات لأعمالِ عُنفٍ وكراهيةٍ مَقِيتة، وهو ما يستوجبُ سرعةَ التحرُّك الفاعل لتجريمها ومُحاصرتها ورفع أيِّ غطاءٍ سياسيٍّ أو دينيٍّ عن أصحابها، مع بذل مزيدٍ من الجهد لتعزيز قِيَمِ التسامح والتعايش والاندماج الإيجابي القائم على المساواة في الحقوق والواجبات، واحترام الخصوصية الدينيَّة والثقافيَّة.


ولعلَّه من المهم في هذه اللحظات المؤلمة أن نتذكَّر ما نصَّت عليه "وثيقةُ الأخوة الإنسانية"، التي وقَّعها الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، في فبراير الماضي، من تأكيدٍ على ضرورة "التحلِّي بالأخلاقِ والتَّمسُّكِ بالتعاليمِ الدِّينيَّةِ القَوِيمةِ لمُواجَهةِ النَّزعاتِ الفرديَّةِ والأنانيَّةِ والصِّدامِيَّةِ، والتَّطرُّفِ والتعصُّبِ الأعمى بكُلِّ أشكالِه وصُوَرِه"، وتشديدها على أنَّ "الإرهابَ البَغِيضَ الذي يُهدِّدُ أمنَ الناسِ، سَواءٌ في الشَّرْقِ أو الغَرْبِ، وفي الشَّمالِ والجَنوبِ، ويُلاحِقُهم بالفَزَعِ والرُّعْبِ وتَرَقُّبِ الأَسْوَأِ، ليس نِتاجًا للدِّين - حتى وإنْ رَفَعَ الإرهابيُّون لافتاتِه ولَبِسُوا شاراتِه - بل هو نتيجةٌ لتَراكُمات الفُهُومِ الخاطئةِ لنُصُوصِ الأديانِ وسِياساتِ الجُوعِ والفَقْرِ والظُّلْمِ والبَطْشِ والتَّعالِي.


خالص التعازي والمواساة لأسر الضحايا وذَوِيهم، ولكلِّ المسلمين في العالم ولذوي الضمائر الحيَّة، وأتضرَّعُ إلى المولى - سبحانه وتعالى - أن يتغمَّد الضحايا بواسع رحمته، ويُدخلهم فسيح جناته، وأن يُنعِم على المصابين بالشفاء العاجل، وأن يُعِيد لمَن روَّعتهم تلك المذبحةُ لنكراءُ السكينةَ والطمأنينة.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك