بسبب تصريحاته العنصرية .. تجريد مكتشف "الحمض النووي" من ألقابه العلمية

486


في الوقت الذي لا تزال بعض الدول  تعاني من العنصرية وأحيانًا العبودية على أساس العرق اللون الديانة، وفي الوقت الذي لا يزال حتى لحظة كتابة هذا التقرير تعاني  بلدنا من اضطهاد كل ما هو مختلف فقط مختلف سواء في أفكاره وميوله ومعتقداته.. تتعامل دول أخرى مع هذه الأمور بشيء من الحزم والرفض التام لأي شكل من أشكال العنصرية.


فقد جُرد العالم الأمريكي "جيمس واتسون" الحاصل على جائزة نوبل، من ألقابه التكريمية، بشكل نهائي، وذلك  بعد تكراره في ترديد وتدوين ملاحظات تربط بين مستوى الذكاء والعرق، وتعتبر أن السود أقل ذكاء من البيض.


جيمس واتسون، هو أحد العلماء الرائدين في مجال أبحاث الحمض النووي، بدأت القصة باستشهاده  خلال أحدى البرامج التلفزيوني بوجهة نظر مفادها أن الجينات تؤدي إلى فروق في النتائج بين السود والبيض في اختبارات الذكاء، ما دفع المسئولين في مختبر كولد سبرينغ هاربور يصرحون بأن  ملاحظات العالم الذي يبلغ عمره 90 عاماً "متهورة وغي مدعومة بسند".


هذا المختبر تتركز أبحاثه  على السرطان وعلم الأعصاب وعلم الأحياء النباتية وعلم الجينوم، وقد أصبح الدكتور واتسون مديرًا  لمختبر كولد سبرينغ هاربور عام 1968، ثم رئيسًا  له عام 1994، ومستشارًا  للمختبر بعدها بنحو عقد من الزمن، وذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس أن اسم واتسون أطلق على مدرسة ضمن المختبر تكريما له.



ولأن هذا النوع من التصريحات العنصرية ليست الأولى له فقد سبق لدكتور واتسون أن أدلى بتصريحات مشابهة عام 2007، لصحيفة التايمز أنه متشائم بشأن مستقبل أفريقيا"، لأن "كل سياساتنا الاجتماعية مبنية على فرضية أن ذكاءهم (الأارقة) مثل ذكائنا، بينما تقول كل التجارب إن الأمر في الحقيقة ليس كذلك."، وأضا العالم المثير للجدل "الذين اضطروا للتعامل مع موظفين سود، وجدوا أن هذا غير صحيح".


وبعد أن أدت ملاحظاته عام 2007 ، إلى خسارته منصبه في المختبر، وإعفائه من كافة مسؤولياته الإدارية، كتب رسالة اعتذار، وأعيدت إليه ألقابه التكريمية كمستشار فخري.




إلا أنه جرد منها مرة اخري وذلك بعد أن تبين أن وجهة نظره لم تتغير، عبر برنامج وثائقي بعنوان "عظماء أمريكان: تفكيك شيفرة واتسون" عرض على قناة PBS التلفزيونية الأمريكية هذا الشهر، وقال المختبر في بيان إن ملاحظات الدكتور واتسن "مستهجنة وغير مدعومة علمياً"، وأضاف "وهي تناقض الاعتذارات التي يتقدم بها".


يذكر أن جيمس ديوي واتسون، عالم وراثة وبيولوجيا جزيئية، شارك في اكتشاف التركيب الجزيئي للحمض النووي منقوص الأكسجين، وهو المادة التي تشكل أساس علم الوراثة، وقد منح واتسون جائزة نوبل عام 1962 بالمشاركة مع موريس ويلكينس وفرانسيس كريك تقديراً لاكتشافهم الرائد للتركيب اللولبي المزدوج لجزيء الحمض النووي عام 1953، والذي اعتبر أهم اكتشاف علمي في القرن العشرين.


قام واتسون ببيع، الميدالية الذهبية التي تحمل شعار جائزة نوبل عام 2014، وقال حينها أنه أصبح منبوذًا  من المجتمع العمي بعد تصريحاته عن الأعراق، حتى انتهى به المطاف في إحدى دور الرعاية.

تسجيل الايميل

شارك وفكر معانا وابعت تدوينتك